أماكن مدهشة في بلدان أقل شهرة: كنوز تنتظر من يكتشفها

  • تاريخ النشر: السبت، 19 يوليو 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
أماكن مدهشة في بلدان أقل شهرة: كنوز تنتظر من يكتشفها

في الوقت الذي يهرع فيه ملايين السياح إلى الوجهات المشهورة مثل باريس، ولندن، وطوكيو، هناك أماكن أخرى لا تقل جمالًا وسحرًا، لكنها بعيدة عن الأضواء، لا يعرفها إلا القليل من عشاق المغامرة والتجارب الجديدة. هذه الوجهات، التي تقع في بلدان لا تحظى بشهرة واسعة على خارطة السياحة العالمية، غالبًا ما تكون أقل ازدحامًا، وأرخص تكلفة، وأكثر أصالة. فيها يكتشف المسافر عالمًا جديدًا من المناظر الطبيعية الخلابة، والثقافات الفريدة، والتقاليد العريقة، التي لا تزال على حالها دون أن تبتلعها العولمة.

استكشاف هذه الأماكن لا يعني فقط الابتعاد عن الزحام، بل هو أيضًا دعوة للغوص في تفاصيل حضارات غير مألوفة، وفتح آفاق جديدة لفهم العالم بألوان مختلفة. في السطور التالية، نسلط الضوء على وجهات مبهرة في بلدان أقل شهرة، لكنها تملك كل مقومات السحر والتجربة الثرية.

ألبانيا: ريفيرا أوروبية بلا ضجيج

تقع ألبانيا في منطقة البلقان، وتُعد من أكثر الدول الأوروبية التي لا تزال خارج رادار السياحة الجماعية. لكن ما أن تطأ قدمك أراضيها حتى تندهش من نقاء البحر الأدرياتيكي، وصفاء الشواطئ، وطبيعة الجبال المحيطة. منطقة ريفيرا الألبانية، الممتدة من فلورا إلى سارنده، تقدم مناظر خلابة، وقرى ساحلية صغيرة، ومأكولات بحرية لذيذة، كلها بأسعار أقل بكثير من وجهات شهيرة كاليونان أو كرواتيا.

وفي الداخل، تزخر ألبانيا بمدن تاريخية مثل بيرات وغيروكاسترا، المصنفتين ضمن مواقع التراث العالمي، وتمنح الزائر تجربة لا تُنسى من العمارة العثمانية والأسواق القديمة والمناظر الجبلية الآسرة.

جورجيا: جبال القوقاز ونكهة شرقية أوروبية

تقع جورجيا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، وتُعد جوهرة مخفية بين الجبال والوديان. عاصمتها تبليسي تمزج بين الحداثة والتاريخ، ويجد الزائر فيها بيوتًا تقليدية ذات شرفات خشبية، وكنائس قديمة، وحمامات كبريتية، كلها في أجواء دافئة ومضيافة.

لكن السحر الحقيقي يكمن في الأرياف، خصوصًا منطقة سفانيتي التي تضم قرى معزولة وسط جبال القوقاز، مثل قرية ميستيا، حيث يمكن للمغامرين ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة بين القمم المغطاة بالثلوج، وزيارة أبراج الحجر التي تعود إلى العصور الوسطى.

وإن كنت من عشاق الطعام، فإن المطبخ الجورجي سيأسر ذوقك بأطباق مثل الخينكالي والخاتشابوري، المليئة بالنكهات المحلية والجبن الطازج.

بوتان: المملكة التي تقيس السعادة

قد تكون بوتان واحدة من أكثر الدول غموضًا في آسيا، لكنها بالتأكيد من أكثرها تميزًا. تقع هذه المملكة الصغيرة في جبال الهيمالايا بين الهند والصين، وتتبنّى نهجًا فريدًا قائمًا على “مؤشر السعادة القومية”، حيث تُقاس التنمية بمستوى سعادة المواطنين، لا بالناتج المحلي فقط.

من عاصمة تيمفو إلى أديرة بارو المعلقة في الجبال، تقدم بوتان تجربة روحية وثقافية عميقة، حيث لا تزال التقاليد البوذية حية، والمعمار التقليدي محفوظًا، والتعامل مع السياحة منضبطًا ليحافظ على البيئة والثقافة. إنها وجهة مثالية لمن يبحث عن الهدوء، والعزلة الإيجابية، والتأمل في أحضان الطبيعة.

لماذا تختار الأماكن الأقل شهرة؟

السفر إلى هذه الوجهات لا يمنحك فقط التميز عن الآخرين، بل يتيح لك خوض تجارب أكثر واقعية وإنسانية. فالتفاعل مع السكان المحليين يكون أقرب، والأسعار غالبًا أقل، والمواقع أقل ازدحامًا وأكثر نقاءً. كما أن دعم السياحة في هذه المناطق يساهم في تعزيز اقتصاداتها المحلية بشكل مباشر، ويشجع على الحفاظ على ثقافتها الأصيلة.

في المرة القادمة التي تخطط فيها لرحلتك، فكّر خارج الصندوق، وابحث عن تلك الأماكن التي لا يعرفها إلا القليل. فهناك، بعيدًا عن الحشود، تكمن كنوز العالم الحقيقية.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم