السيطرة على حريق جنوب فرنسا بعد تدمير 36 منزلًا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 أغسطس 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
السيطرة على حريق جنوب فرنسا بعد تدمير 36 منزلًا

شهدت مقاطعة "أود" في جنوب فرنسا أحد أعنف الحرائق التي تضرب المنطقة منذ نصف قرن، حيث اندلع حريق هائل في ذروة موسم السياحة الصيفي، مدمّرًا مساحات شاسعة من الأراضي ومنازل السكان، وسط ظروف مناخية قاسية تزيد من خطورة الموقف. وبينما تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على ألسنة اللهب، لا تزال المخاوف قائمة من تجدد الحريق بفعل موجة الحر والجفاف والرياح الحارة التي تجتاح منطقة البحر الأبيض المتوسط.

بدأ الحريق يوم الثلاثاء الماضي، ليأتي على نحو 16 ألف هكتار من الأعشاب والأراضي الطبيعية، ويتسبب في وفاة امرأة تبلغ 65 عامًا، وإصابة عدد من الأشخاص. كما أدى إلى تدمير 36 منزلًا وتشريد عدد من العائلات، في أكبر كارثة حرائق تشهدها المنطقة منذ خمسين عامًا. وشارك في عمليات الإخماد أكثر من 1300 رجل إطفاء، مدعومين بآليات ومروحيات مخصصة لمكافحة الحرائق، في مواجهة ظروف مناخية بالغة الصعوبة، تميزت برياح حارة وجافة ساهمت في انتشار النيران بسرعة كبيرة.

رغم إعلان السلطات السيطرة الكاملة على الحريق، حذّر مسؤولون محليون من أن الخطر لم ينتهِ بعد، إذ تتعرض المنطقة لموجة حر جديدة قد تؤدي إلى إعادة اشتعال بعض البؤر. وتشير توقعات الأرصاد إلى استمرار الطقس الحار والجاف خلال الأيام المقبلة، ما يجعل عمل فرق الإطفاء في مراقبة الموقع ومنع عودة النيران أكثر تعقيدًا. وتأتي هذه الكارثة في وقت تواجه فيه عدة دول على ضفاف المتوسط حرائق مشابهة، مدفوعة بارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي.

يمثل حريق "أود" جرس إنذار جديدًا حول خطورة الظواهر المناخية المتطرفة التي تتزايد حدتها في السنوات الأخيرة، وتأثيرها المباشر على الأرواح والممتلكات والبيئة. ورغم الجهود البطولية التي بذلتها فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق، فإن التحدي الأكبر يكمن في منع تكرار هذه المآسي، من خلال تعزيز خطط الوقاية والاستعداد لمواجهة مواسم الصيف الحارقة التي باتت أكثر عنفًا وامتدادًا من أي وقت مضى.

وتعكس هذه الحادثة حجم التحديات التي تواجهها الدول في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، حيث أصبحت موجات الحر والجفاف عاملاً رئيسيًا في زيادة وتيرة وشدة حرائق الغابات. وتؤكد مثل هذه الكوارث على أهمية الاستعداد المسبق، وتعزيز قدرات فرق الإنقاذ والإطفاء، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي حول سبل الوقاية والتعامل مع الأزمات، لحماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على البيئة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم