عندما يصبح الحدث هو الوجهة: أبرز مدن سياحة الفعاليات

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
عندما يصبح الحدث هو الوجهة: أبرز مدن سياحة الفعاليات

أصبحت سياحة الفعاليات أحد أهم أشكال السفر الحديث، حيث لم يعد السائح يزور المدن لمشاهدة المعالم التقليدية فقط، بل بات يخطط رحلته بناءً على مهرجان موسيقي، بطولة رياضية، معرض دولي أو احتفال ثقافي. هذا النوع من السياحة يسهم في تنشيط الاقتصادات المحلية، ويدعم قطاعي الضيافة والخدمات، ويعزز مكانة المدن المستضيفة عالميًا. ومع التطور الكبير في البنية التحتية وتنوع التجارب، صعدت عدة مدن لتكون روادًا في هذا المجال، فتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم وتحوّل الفعالية نفسها إلى سبب رئيسي للسفر.

مدن الشرق الأوسط في صدارة المشهد

نجحت مدن عربية في أن تتحول إلى منصات عالمية لسياحة الفعاليات خلال العقد الأخير، وعلى رأسها دبي التي تستضيف أحداثًا ضخمة مثل كأس دبي العالمي للخيول، مهرجان دبي للتسوق، جيتكس، ومعارض دولية للسيارات والمأكولات والفنون. كما برزت المدينة كوجهة لحفلات الموسيقى والعروض المسرحية والفعاليات الرياضية.

أما الرياض فقد أصبحت مركزًا إقليميًا للسياحة الترفيهية والفعاليات الموسمية بفضل “موسم الرياض” الذي يضم عروضًا عالمية ومهرجانات ثقافية وفعاليات رياضية ضخمة مثل WWE وفورمولا إي. كما تستضيف معارض اقتصادية واستثمارية تجذب الزوار ورجال الأعمال من الخارج.

وتبرز الدوحة كذلك بفضل استضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ومهرجانات التسوق والفعاليات الثقافية والمؤتمرات الرياضية، مما رسّخ مكانتها في خريطة سياحة الفعاليات عالميًا.

أوروبا: مزيج من الثقافة والرياضة والأزياء

تُعد أوروبا موطنًا لأقدم وأكبر الفعاليات الدولية. تأتي باريس في مقدمتها، حيث تحتضن أسبوع الموضة العالمي، وسباقات رولان غاروس للتنس، ومعارض الفنون والديكور والسينما. كما تنظم احتفالات رأس السنة والعروض في الشانزليزيه، مما يجذب ملايين الزوار سنويًا.

وتبرز لندن كبوابة للفعاليات الرياضية والثقافية، من بطولة ويمبلدون للتنس إلى احتفالات العائلة المالكة ومهرجان المسرح في ويست إند. كما تستضيف مؤتمرات اقتصادية ومعارض تكنولوجية وموسيقية.

أما ميونخ في ألمانيا فتشتهر بمهرجان “أكتوبرفست” وهو أحد أكبر المهرجانات الشعبية في العالم، إلى جانب المعارض الصناعية والسيارات والفعاليات الفنية.

كما أن برشلونة تُعد مركزًا للمؤتمرات والمعارض الدولية مثل المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (MWC)، وفعاليات الموسيقى والسينما، إضافة إلى المباريات الرياضية في الكامب نو.

الأمريكتان وآسيا: الفعاليات كهوية سياحية

في الأمريكتين، تحتل نيويورك مكانة متقدمة بفضل احتفالات رأس السنة في تايمز سكوير، عروض برودواي، أسبوع الموضة، مهرجانات السينما، وماراثون نيويورك العالمي. بينما تُعرف ريو دي جانيرو بكرنفالها السنوي الأسطوري الذي يُعتبر من أكبر التجارب الاحتفالية على مستوى العالم.

وفي آسيا، تتميز طوكيو بفعاليات الأنمي والمانغا، ومعارض التكنولوجيا، والمهرجانات التقليدية مثل هانامي وفصل الأضواء الشتوية. أما سنغافورة فتشتهر بسباق الفورمولا 1 الليلي، والمؤتمرات التجارية، والعروض الفنية، ومعارض الابتكار.

ولا يمكن إغفال إسطنبول التي تجمع بين الفعاليات الثقافية والموسيقية ومعارض الكتاب والفنون، إضافة إلى مهرجانات السينما والمواسم التاريخية.

سياحة الفعاليات: ما وراء المتعة

يمتد تأثير هذا النوع من السياحة إلى جوانب اقتصادية وثقافية واضحة. فهو:

  • يدعم قطاع الفنادق والنقل والمطاعم.
  • يخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
  • يعزز الهوية الثقافية للمدن.
  • يجذب الاستثمارات ويحرك التسويق الحضري.
  • يشجع الزوار على العودة واكتشاف المدينة خارج وقت الحدث.
  • كما تُعد الفعاليات مناسبة لدمج السياحة مع الفنون والرياضة والتكنولوجيا، وتحويل المدينة إلى منصة تفاعلية مع العالم.

في الخاتمة، تبرز سياحة الفعاليات اليوم باعتبارها محرّكًا قويًا للسفر الحديث، ومصدر إلهام للمدن التي تسعى للتميز والتنافس على خريطة العالم. من دبي إلى باريس، ومن نيويورك إلى طوكيو، باتت الفعالية سببًا رئيسيًا لحجز التذاكر والفنادق، وتجربة ثقافات جديدة، وصناعة ذكريات لا تُنسى. ومع تطور التنظيم والاستثمار، يبدو أن هذا النوع من السياحة سيواصل صعوده في السنوات المقبلة ليصبح أحد أعمدة صناعة السفر العالمية.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم