مصر: جولة سياحية من الأهرامات إلى البحر الأبيض المتوسط

  • تاريخ النشر: السبت، 10 مايو 2025
مصر: جولة سياحية من الأهرامات إلى البحر الأبيض المتوسط

في كل حجر من أرضها قصة، وفي كل زاوية من مدنها عبق حضارة ضاربة في أعماق التاريخ، إنها مصر، البلد الذي لا ينضب سحره ولا تنتهي عجائبه. من صحراء الجيزة حيث تتربع الأهرامات شامخة في وجه الزمن، إلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرية، تقدم مصر لزوارها تجربة سياحية متكاملة تمزج بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والثقافة المتنوعة. وبينما تمثل الأهرامات رمزًا للحضارة الفرعونية، فإن سواحل المتوسط تعكس الوجه المعاصر لهذا البلد، حيث الاستجمام والمأكولات البحرية والحياة النابضة بالحياة.

الأهرامات: بوابة إلى الماضي الفرعوني المهيب

لا يمكن لأي زائر أن يبدأ رحلته إلى مصر دون أن تكون الأهرامات في طليعة جولته. تقع على هضبة الجيزة بالقرب من القاهرة، وتشمل الأهرام الثلاثة الكبرى: خوفو، خفرع، ومنقرع، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الأسطوري. هذه المعالم ليست فقط رمزًا للهندسة المعمارية العبقرية، بل هي أيضًا بوابة إلى عالم الأسرار التي لم تُكشف بعد عن حضارة امتدت لآلاف السنين. زيارة الأهرامات لا تقتصر على المشاهدة فقط، بل يمكن للزوار خوض تجربة ركوب الجمال حول الموقع أو دخول بعض المقابر الداخلية لاستكشاف النقوش الفرعونية الأصلية. كما يمكن زيارة المتحف المصري الكبير الذي يُنتظر افتتاحه الكامل ليضم أعظم كنوز الفراعنة، وعلى رأسها مقتنيات توت عنخ آمون.

القاهرة إلى الإسكندرية: عبور زمني من الصحراء إلى البحر

بعد الاستمتاع بجولة تاريخية وسط الرمال الذهبية والآثار القديمة، تنقلنا الرحلة شمالًا عبر الطريق الصحراوي إلى مدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط. على بُعد حوالي 220 كيلومترًا من القاهرة، تقع هذه المدينة ذات الطابع الأوروبي، التي أسسها الإسكندر الأكبر وجعل منها عاصمة لمصر في العصر اليوناني. في الإسكندرية، يلتقي البحر بالحضارة، حيث يمكن زيارة مكتبة الإسكندرية الحديثة التي تُعتبر منارة فكرية وثقافية، ثم التجوّل في قلعة قايتباي التي تقع على أنقاض منارة الإسكندرية القديمة، إحدى عجائب الدنيا السبع. كما أن المشي على كورنيش الإسكندرية وقت الغروب يُعد تجربة شاعرية لا تُنسى، خاصة مع نسمات البحر ورائحة اليود في الأفق.

المطبخ والأسواق: نكهات مصرية على طول الطريق

لا تكتمل الرحلة من الأهرامات إلى المتوسط دون تذوق المأكولات المصرية التي ترافق السائح في كل محطة. في القاهرة، يمكن تذوق الفول والطعمية والحمص والملوخية، وكلها تقدم في مطاعم تقليدية أو عربات الشارع الشهيرة، التي تعتبر جزءًا من الثقافة المحلية. أما في الإسكندرية، فالمائدة تتزيّن بأطايب البحر من أسماك وجمبري وكالاماري، تُحضَّر بطريقتها السكندرية الخاصة وتقدَّم في مطاعم على شاطئ البحر مباشرة. وبين المدينتين، يمكن للزائر التوقف في الأسواق التقليدية، مثل خان الخليلي في القاهرة أو سوق زنقة الستات في الإسكندرية، حيث تتاح فرصة اقتناء الهدايا التذكارية من الحرف اليدوية والعطور والفضيات والنحاسيات التي تعكس روح مصر.

تأخذك الرحلة من الأهرامات إلى البحر الأبيض المتوسط في مصر عبر آلاف السنين من الحضارة، مرورًا بمناظر طبيعية متنوعة، ومدن نابضة بالحياة، وأطعمة شهية، وتجارب ثقافية غنية. إنها رحلة تُشبع كل الحواس وتغذي روح المغامرة وتبقي في الذاكرة طويلًا. سواء كنت من عشاق التاريخ، أو من محبي البحر والاسترخاء، أو حتى من الباحثين عن تجربة ثقافية أصيلة، فإن مصر تقدم لك كل ذلك في باقة واحدة، لا تُنسى.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم