نيبال تتصدر قائمة الدول الأكثر ارتباطًا بالطبيعة 2025

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
نيبال تتصدر قائمة الدول الأكثر ارتباطًا بالطبيعة 2025

في عالم يتسارع فيه التحضر وتتزايد فيه المسافات بين الإنسان والبيئة، جاءت دراسة علمية حديثة لتعيد تسليط الضوء على العلاقة العميقة بين البشر والطبيعة، وتكشف عن الدول التي لا تزال تحافظ على هذا الارتباط الروحي والوجداني بالكوكب. الدراسة، التي نُشرت في مجلة Ambio العلمية لعام 2025، اعتمدت على تحليل آراء أكثر من 55 ألف مشارك من 61 دولة، في محاولة غير مسبوقة لقياس مدى "ارتباط الإنسان بالطبيعة" على مستوى عالمي.

نيبال في الصدارة... الروح والجبال في انسجام فريد

أظهرت نتائج الدراسة أن نيبال، الواقعة بين القمم الشاهقة لسلسلة الهيمالايا، هي الدولة الأكثر ارتباطًا بالطبيعة في العالم. هذا البلد الذي يحتضن إيفرست ويُعرف بتاريخه الروحي العميق، يجمع بين بيئة طبيعية مذهلة وثقافة تعتمد التأمل والتوازن الداخلي. بحسب الباحثين بقيادة الدكتور ريتشاردسون، فإن سكان نيبال "ينظرون إلى الطبيعة ليس فقط كمصدر للحياة، بل كامتداد لروحهم". وأوضح التقرير أن القيم الروحية والاجتماعية تلعب دورًا أكبر من العوامل المادية مثل المناخ أو التحضر، ما يفسر سبب تقدم نيبال على دول أخرى تملك مناظر طبيعية خلابة لكنها أقل ارتباطًا بها نفسيًا.

عوامل دينية وثقافية تعمّق الصلة بالطبيعة

تعمقت الدراسة في فهم الأسباب وراء اختلاف الشعور بالارتباط بالطبيعة بين الدول. فإلى جانب الموقع الجغرافي، تم تحليل العوامل الدينية، السياسية، والمجتمعية لكل دولة. وتبين أن الأشخاص الأكثر تدينًا أو الذين ينتمون إلى مجتمعات تحافظ على طابعها التقليدي يميلون أكثر إلى الشعور بالقرب من الطبيعة. هذا يفسر تقدم إيران إلى المركز الثاني عالميًا، حيث تحتفظ بثقافة عريقة تقدّر الأرض والزراعة والبيئة، تليها جنوب أفريقيا التي يجتمع فيها تنوع بيولوجي مذهل مع ثقافات أفريقية متجذرة في احترام الطبيعة. كما شملت المراكز العشرة الأولى دولًا مثل بنغلاديش، نيجيريا، تشيلي، كرواتيا، وغانا، مما يُظهر أن الارتباط بالطبيعة لا يتحدد بمستوى الدخل أو التكنولوجيا، بل بالقيم الإنسانية والعلاقة الوجدانية مع البيئة.

الغرب المتحضر... والأقل ارتباطًا بالطبيعة

في المقابل، أظهرت النتائج أن بعض الدول المتقدمة والغنية بالطبيعة تعاني من ضعف في الارتباط البيئي. فقد جاءت إسبانيا في المرتبة الأخيرة عالميًا، رغم سواحلها المتوسطية الرائعة وسلاسل جبالها الخضراء. كما انضمت إليها اليابان وإسرائيل في قائمة الدول الثلاث الأقل ارتباطًا بالطبيعة. وأشارت الدراسة إلى أن الحياة الحضرية المزدحمة، وضغط العمل، ونمط الحياة السريع ربما تضعف إحساس الناس بالارتباط بالعالم الطبيعي، حتى في الدول التي تملك مناظر خلابة. الباحثون خلصوا إلى أن “الوصول إلى الجمال الطبيعي لا يعني بالضرورة الشعور به”، مؤكدين أن العلاقة الحقيقية مع البيئة تنبع من الداخل، لا من المشهد الخارجي فقط.

وفي ختام الدراسة، أكد القائمون عليها أن الارتباط بالطبيعة ليس ترفًا ثقافيًا بل حاجة نفسية وإنسانية، إذ يرتبط بمستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة. وبينما تتسابق الدول نحو مزيد من التطور والتقنية، تذكّرنا هذه النتائج أن العودة إلى الطبيعة — ولو بمعناها الروحي — قد تكون الطريق الأصدق لتحقيق التوازن الداخلي.

قائمة الدول العشر الأكثر ارتباطًا بالطبيعة لعام 2025:

  • نيبال
  • إيران
  • جنوب أفريقيا
  • بنغلاديش
  • نيجيريا
  • تشيلي
  • كرواتيا
  • غانا
  • بلغاريا
  • تونس
اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم