أسباب الشعور بالإرهاق بعد الرحلات الطويلة
تعد الرحلات الطويلة سواء كانت جوية أو برية تجربة ممتعة تحمل في طياتها الكثير من الحماس لاكتشاف أماكن جديدة، لكنها في الوقت ذاته قد تترك آثارًا سلبية على الجسم، أبرزها الشعور بالإرهاق والتعب الشديد. هذا الشعور لا يرتبط فقط بمدة السفر، بل بمجموعة من العوامل التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للمسافر.
اختلاف التوقيت وتأثيره على الساعة البيولوجية
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاق بعد الرحلات الطويلة هو اختلاف التوقيت بين البلدين، أو ما يعرف بـ اضطراب الساعة البيولوجية. عندما يسافر الشخص لمسافات طويلة ويقطع عدة مناطق زمنية، يختل نظام النوم والاستيقاظ الطبيعي لديه، ما يسبب شعورًا بالإرهاق والصداع وصعوبة التركيز. يحتاج الجسم في هذه الحالة لعدة أيام حتى يتأقلم مع التوقيت الجديد، وهي الفترة التي يعاني فيها الكثيرون من قلة النوم أو النوم غير المنتظم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة
عامل آخر لا يقل أهمية يتمثل في الجلوس لفترات طويلة داخل الطائرة أو الحافلة أو السيارة، ما يؤدي إلى تيبس العضلات وتباطؤ الدورة الدموية. هذه الوضعية غير المريحة تجعل الجسم في حالة خمول، وقد ينتج عنها آلام في الظهر والساقين. إضافة إلى ذلك، فإن المساحة المحدودة أثناء السفر تقلل من قدرة المسافر على التحرك بحرية، مما يفاقم الإحساس بالتعب فور الوصول إلى الوجهة.
التغيرات البيئية والجفاف
التغيرات المفاجئة في البيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في زيادة الشعور بالإرهاق، خاصة عند الانتقال من مناخ بارد إلى حار أو العكس. كذلك، الجفاف الذي يسببه انخفاض مستوى الرطوبة في الطائرات يؤدي إلى فقدان الجسم لكميات من السوائل، ما يسبب صداعًا وجفافًا في الفم والإحساس بالإعياء. كما أن تناول أطعمة غير مألوفة أو تغيير مواعيد الوجبات خلال السفر قد يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي ويزيد من حدة التعب.
فإن الشعور بالإرهاق بعد الرحلات الطويلة أمر طبيعي ناتج عن تفاعل عدة عوامل، أبرزها اختلاف التوقيت، الجلوس الطويل، والتغيرات البيئية. للتقليل من هذه الأعراض، يُنصح بالحرص على شرب الماء بكثرة، القيام بتمارين بسيطة أثناء السفر، وضبط مواعيد النوم تدريجيًا قبل الرحلة وبعدها لتسهيل التكيف مع التوقيت الجديد. بهذه الخطوات، يمكن جعل تجربة السفر أكثر راحة ومتعة بعيدًا عن الإرهاق المزعج.