أغرب قوانين السفر حول العالم
عند التخطيط لأي رحلة، يركّز المسافر عادةً على التأشيرة، والطقس، وأماكن الإقامة، لكنه قد يتفاجأ أحياناً بقوانين غير مألوفة في بعض الدول. بعض هذه القوانين وُضع لأسباب ثقافية أو تاريخية أو بيئية أو اجتماعية، لكنها قد تبدو غريبة لزائر من ثقافة مختلفة. فهم هذه اللوائح قبل السفر يساعد على تجنب المخالفات غير المقصودة ويمنح الرحلة طابعاً من الاندهاش والفضول.
سنغافورة: العلكة والحفاظ على النظافة
تُعد سنغافورة من أكثر الدول صرامة في ما يتعلق بالنظافة العامة، وهو ما ينعكس في قوانينها الفريدة. يحظر تماماً استيراد أو مضغ العلكة منذ عام 1992، باستثناء العلكة الطبية المسموح بها بوصفة معتمدة. ويُفرض على من يرمي القمامة أو يعبث بالممتلكات العامة غرامات كبيرة قد تصل إلى مئات الدولارات، فضلاً عن العمل الإلزامي في تنظيف الشوارع في بعض الحالات. كما يمنع تناول الطعام أو الشراب في وسائل النقل العام مثل المترو والحافلات. هذه القوانين ساعدت المدينة على أن تكون واحدة من أنظف المدن في العالم، لكنها قد تبدو مفاجئة للسائح غير المعتاد على هذا المستوى من الانضباط المدني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اليابان: المشروبات الكحولية والوشوم والمضادات الحيوية
في اليابان، توجد مجموعة من القوانين الغريبة بنظر بعض الزوار، خصوصاً ما يتعلق بالعادات والطب. رغم أن شرب الكحول مسموح به، إلا أن شربه في الأماكن العامة ليلاً قد يسبب مواقف محرجة أو تدخل الشرطة إن تسبب في إزعاج الآخرين. كما لا تزال الوشوم مرتبطة بالعصابات الإجرامية "الياكوزا" في الثقافة اليابانية، ما يؤدي أحياناً إلى منع أصحاب الوشوم من دخول الحمامات العامة والمنتجعات الساخنة. بالإضافة إلى ذلك، يُحظر دخول بعض أنواع الأدوية مثل مسكنات البرد القوية والمضادات الحيوية دون ترخيص مسبق من السلطات الصحية، ما يجعل من المهم على الزائر مراجعة قائمة الأدوية المسموح بها قبل السفر.
فرنسا: منع ارتداء بعض الملابس في الشواطئ العامة
في فرنسا، وبخاصة على شواطئ الريفيرا، صدر قانون يمنع ارتداء ما يُعرف بـ"البوركيني" في بعض البلديات، وهو لباس السباحة المحتشم. ورغم الجدل الذي أثاره هذا القرار والتغييرات اللاحقة في تطبيقه، فإن بعض الشواطئ ما تزال تفرض قيوداً على نوعية الملابس المسموح بها على الرمال. إضافة إلى ذلك، يُحظر تسمية الطفل بأسماء معينة تعتبر غير مناسبة أو غريبة، إذ يخضع الاسم لمراجعة من مكتب الأحوال المدنية لضمان توافقه مع المعايير الثقافية الفرنسية.
إسبانيا: ارتداء الملابس في السيارة وقيود السباحة
تنص القوانين الإسبانية في بعض المناطق مثل فالنسيا ومرسيا على منع قيادة السيارة بملابس البحر فقط. الغرامة قد تصل إلى 200 يورو إذا جلس السائق على المقعد بملابس السباحة دون غطاء مناسب. كذلك يمنع في برشلونة التجول بملابس الشاطئ في الشوارع أو المتاجر، كما تُفرض غرامات على من يسبح في النوافير العامة أو ينام على الشاطئ ليلاً. هذه القواعد تهدف للحفاظ على الطابع السياحي المنظم للمدن الساحلية.
أستراليا: حظر الملابس السوداء في بعض الحالات
في ولاية فيكتوريا الأسترالية، لا يمكن ارتداء ملابس سوداء بالكامل وحذاء طويل وقناع الوجه في الشارع إذا كان ذلك يستهدف ترهيب الآخرين، إذ يعد هذا مظهراً مخالفاً للقوانين المحلية المتعلقة بالأمان العام. قد يبدو القانون غامضاً، لكنه وضع أساساً لمنع التنكر المريب في الأماكن العامة. كما توجد في بعض المدن الأسترالية قوانين تمنع تربية الحيوانات المنزلية غير المألوفة مثل الأرانب في ولاية كوينزلاند دون تصريح، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لسياح يعتقدون أن الأمر طبيعي في كل مكان.
في الختام، تكشف هذه القوانين أن ما يُعتبر طبيعياً في بلد ما قد يبدو غريباً في بلد آخر، والعكس صحيح. الهدف من معظم هذه اللوائح هو الحفاظ على النظام العام أو احترام العادات الاجتماعية أو حماية البيئة. لذلك، فإن الاطلاع المسبق على قوانين الدولة المقصودة لا يحمي المسافر من الغرامات فقط، بل يثري تجربته ويفتح أمامه نافذة لفهم ثقافي أعمق.