أفضل الجولات السياحية في أيسلندا: أرض الجليد والنار

  • تاريخ النشر: الخميس، 13 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
أفضل الجولات السياحية في السعودية
استكشاف تراث آيسلندا: جولة في متاحفها الفريدة والمثيرة
أفضل 5 وجهات سياحية في أرض الساموراي

تُعد أيسلندا واحدة من أكثر الوجهات السياحية تفردًا في العالم، فهي جزيرة تجمع بين التناقضات الساحرة: الجليد والنار، الشلالات والبراكين، البحيرات الزرقاء الحارة والأنهار الجليدية الباردة. تقع أيسلندا في شمال المحيط الأطلسي بين أوروبا وأمريكا الشمالية، وتُعرف بأنها وجهة المغامرين ومحبي الطبيعة البكر. ومع أن مساحتها صغيرة نسبيًا، إلا أن تنوعها الطبيعي يجعل كل جولة فيها بمثابة مغامرة جديدة مختلفة عن الأخرى. من الرحلات البرية إلى جولات الشمال المضيء، ومن الينابيع الحارة إلى الكهوف الجليدية، تقدم أيسلندا تجارب لا تُنسى لكل زائر.

الدائرة الذهبية: رحلة في قلب الجمال الطبيعي

تُعد جولة الدائرة الذهبية (Golden Circle) من أشهر الجولات السياحية في أيسلندا، وغالبًا ما تكون أول ما يختبره الزائرون عند وصولهم إلى العاصمة ريكيافيك. تمتد هذه الجولة لمسافة تقارب 300 كيلومتر، وتشمل ثلاثة من أبرز المعالم الطبيعية في البلاد. البداية تكون مع منتزه ثينغفيلير الوطني (Þingvellir National Park)، وهو موقع تاريخي وجيولوجي مذهل شهد تأسيس أول برلمان في العالم عام 930م، كما يقع في نقطة التقاء الصفائح التكتونية الأوروبية والأمريكية الشمالية.
ثم تأتي محطة شلال جولفوس (Gullfoss)، أحد أجمل شلالات أيسلندا وأكثرها ضخامة، حيث تتدفق المياه بقوة هائلة داخل وادٍ عميق وسط مشهد مهيب يخطف الأنفاس. وأخيرًا، يتوجه الزوار إلى منطقة غيسير (Geysir) التي تُعرف بنوافيرها الحارة الطبيعية، وعلى رأسها نافورة “ستروكور” التي تقذف المياه المغلية إلى ارتفاع يزيد عن 30 مترًا كل بضع دقائق، في عرضٍ طبيعي مدهش يجسد معنى اسم أيسلندا: أرض الجليد والنار.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مغامرات الجنوب: من الشلالات إلى الكهوف الجليدية

الجنوب الأيسلندي هو الوجهة المثالية لعشاق المغامرة والطبيعة المتطرفة، حيث تتوالى فيه المناظر الطبيعية كأنها لوحات فنية متحركة. تبدأ الجولة عادة بزيارة شلال سيلجالاندسفوس (Seljalandsfoss) الذي يمكن السير خلفه في ممر طبيعي يتيح للزائر رؤية المياه المتساقطة من زاوية نادرة. يليه شلال سكوغافوس (Skógafoss)، أحد أكثر الشلالات تصويرًا في العالم بفضل قوس قزح الذي يظهر عند ضوء الشمس.
كما يمكن للسياح الانطلاق إلى شاطئ رينيسفجارا (Reynisfjara) الشهير برماله السوداء وأعمدته البازلتية المذهلة، حيث تصطدم الأمواج العاتية بالساحل في مشهد مهيب. أما التجربة الأكثر إثارة فتكون في كهوف الجليد الزرقاء داخل نهر فاتناجوكول الجليدي، أكبر الأنهار الجليدية في أوروبا، حيث يمكن للزوار المشي داخل الكهوف المتلألئة بلون أزرق سماوي ساحر. هذه الجولات تحتاج إلى مرشدين مختصين لضمان السلامة، لكنها تبقى من أكثر التجارب التي لا تُنسى في أيسلندا.

الشفق القطبي والينابيع الحارة: سحر الشتاء الأيسلندي

من نوفمبر إلى مارس، تتحول أيسلندا إلى وجهة حالمة لعشاق الظواهر الطبيعية، إذ يمكن خلالها مشاهدة الشفق القطبي (Aurora Borealis) الذي يلوّن السماء بألوان خضراء وبنفسجية متراقصة. هناك جولات مخصصة من ريكيافيك لمشاهدة هذه الظاهرة في مناطق بعيدة عن الإضاءة الحضرية، وغالبًا ما تتضمن التخييم أو المبيت في أكواخ ريفية.
بعد يوم طويل من الاستكشاف، لا يوجد أفضل من الاسترخاء في الينابيع الحارة التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، وأشهرها البلو لاغون (Blue Lagoon)، بحيرتها الحرارية الطبيعية التي تتميز بمياهها الفيروزية الغنية بالمعادن المفيدة للبشرة. كما توجد ينابيع أخرى أقل شهرة ولكن أكثر هدوءًا، مثل سريرجوك (Secret Lagoon) وميردالز لوجافير (Mývatn Nature Baths) في الشمال، حيث يمكن للزائر الانغماس في المياه الدافئة بينما تحيط به الثلوج من كل جانب.

في الختام، تقدم أيسلندا مزيجًا فريدًا من المغامرة والهدوء، الجمال الخام والسكينة المطلقة. إنها الوجهة التي يمكن أن تشهد فيها العواصف الثلجية والينابيع الحارة في اليوم نفسه، والتي تُشعرك بأنك تقف على حافة العالم. سواء كنت من محبي التصوير، أو الطبيعة، أو المغامرات، فإن الجولات السياحية في أيسلندا ستمنحك تجربة لا تتكرر، وتجعل من رحلتك قصة تستحق أن تُروى مرارًا.