أمستردام تشيد سلالم خاصة لعبور القطط فقط: ما السبب؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 13 أغسطس 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
بسعر 10 يورو فقط: إطلاق رحلات قطار بين برلين وأمستردام
أشهر مطاعم أمستردام
أشهر شوارع أمستردام

في خطوة لافتة تعكس الاهتمام بالحياة البرية داخل المدن، أعلنت أمستردام عن تخصيص ميزانية تبلغ 100,000 يورو لبناء "طرق هروب للحيوانات البرية" على طول قنواتها الشهيرة. هذه المبادرة تأتي على غرار ما قامت به مدينة أميرسفورت الهولندية، التي سبقت العاصمة في تركيب مئات السلالم الخشبية الصغيرة لضمان سلامة القطط والحيوانات الصغيرة الأخرى.

وتُعد قنوات أمستردام رمزًا حضريًا وثقافيًا عالميًا، إذ تشكّل جزءًا من مواقع التراث العالمي لليونسكو، لكن وجودها في قلب المدينة الضيقة يشكل تحديًا حقيقيًا أمام الحيوانات، خاصة القطط التي قد تسقط في المياه. المشروع الجديد يهدف إلى تزويد ضفاف القنوات بسلالم خشبية صغيرة تمنح الحيوانات وسيلة آمنة للعودة إلى اليابسة. وقد أثبتت تجربة أميرسفورت نجاح هذه الفكرة منذ تطبيقها في يونيو/حزيران، حيث ساهمت في إنقاذ العديد من الحيوانات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ورغم أن القطط تستطيع السباحة، إلا إنه يسقط الكثير منها في القنوات المائية عند فزعها وهذا أمر سهل في أمستردام حيث قد سبق وأن غرقت 19 قطة في أمستردام خلال الأشهر الـ6 الماضية، لذلك بفضل اقتراح من حزب PvdD المؤيد للحيوانات، قد أفادت التقارير أن أعضاء مجلس المدينة صوّتوا على تخصيص 100 ألف يورو لجعل القنوات المائية أكثر أمانًا للحياة البرية، إلا إنه لا فائدة من الدرج حيث يعتبر بعيدًا جدًا عن القنوات، ولهذا السبب، سوف تتشاور أمستردام مع منظمة رعاية الحيوان Dierenambulance لتحديد الأماكن التي يصعب على القطط والحيوانات الأخرى الهروب منها. 

والخطوة الهولندية تعكس وعيًا بيئيًا متزايدًا بأهمية توفير بيئة حضرية صديقة للحياة البرية، حتى في المدن الكبرى المزدحمة. كما تبرز هذه المبادرة جانبًا إنسانيًا في التخطيط الحضري، إذ لم تعد البنية التحتية تقتصر على خدمة الإنسان فقط، بل تشمل أيضًا الكائنات التي تتقاسم معه الفضاء نفسه.

وبهذه الخطوة، تثبت أمستردام أن المدن العصرية يمكن أن تكون أكثر رحمة وشمولية، وأن حماية الحياة البرية ليست رفاهية بل جزء من مسؤولية المجتمع تجاه بيئته. فربما تصبح هذه السلالم الصغيرة رمزًا جديدًا من رموز العاصمة، تمامًا مثل قنواتها التاريخية، لتؤكد أن التعايش بين الإنسان والطبيعة ممكن حتى وسط أقدم وأضيق شوارع أوروبا.