أوزبكستان: مدن طريق الحرير المنسية

  • تاريخ النشر: الخميس، 27 نوفمبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
اوزبكستان: جوهرة طريق الحرير ومعالمها السياحية الساحرة
أجمل المدن المنسية في الشرق الأوسط
مدن لا يعرفها السياح: اكتشف جمال الوجهات المنسية في أوروبا

تقع أوزبكستان في قلب آسيا الوسطى، وتُعد واحدة من أبرز دول طريق الحرير التاريخي. رغم شهرة بعض مدنها مثل سمرقند وبخارى، إلا أن هناك عدة مدن وأماكن أقل شهرة كثيرًا لكنها تحمل في طياتها عبقًا تاريخيًا وبصمة حضارية كبيرة. زيارة هذه المدن تمنح الزائر فرصة لاستكشاف تراث غني وثقافة عميقة لم تنل بعد كامل الاهتمام من السياح، ما يجعلها ملاذًا ينابيع للعيش التاريخي الهادئ بعيدًا عن الزحام الكبير.

مدن جبلية ومواقع أثرية مهملة

في الآونة الأخيرة، كشف علماء آثار باستخدام تقنية الليدار عن وجود مدينتين جبليتين منسية على طول طرق طريق الحرير في أوزبكستان، هما توغونبولاق (Tugunbulak) وتاشبولاق (Tashbulak)، وقد ازدهرتا في الفترة بين القرنين السادس والحادي عشر. توغونبولاق كانت مركزًا صناعيًا مهمًا لصهر المعادن، بينما تاشبولاق احتوت على مقابر تعكس أولى التأثيرات الإسلامية في المنطقة. هذه المدن الجبلية لم تُدرج في خرائط السياحة التقليدية، لكنها تعكس بعدًا من تاريخ طريق الحرير بعيدًا عن الواحات المعروفة، وتُظهر أن التبادل التجاري لم يكن محصورًا في السهول فقط، بل امتد إلى المرتفعات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مدن تاريخية رئيسية لكن يندر التركيز عليها بشدة

من بين أهم مدن طريق الحرير الأوزبكستانية التي تشهد ازدواجية بين الشهرة والقراءة السياحية، تأتي سمرقند، بخارى، وخيوة. سمرقند ــ بمواقع مثل ريجستان وضريح غور أمير وأفراسياب الأثرية ــ تُعد من أهم مراكز الثقافة الإسلامية والتجارية في طريق الحرير. أما بخارى، فقد كانت مركزًا دينيًا وتجاريًا عريقًا، ويضم قلبها التاريخي "آرك" الحصن القديم وقبة مئذنة كاليان، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية مثل التجّار (Toqi) التي كانت محطة للقوافل. كذلك خيوة (Khiva) الحصينة القديمة، التي تضم "إيتشان كالا" المسورة المصنفة ضمن التراث العالمي، وهنا يشعر الزائر بأنه أمام مدينة مفتوحة على الزمن، مع بيوتها القديمة وأبوابها الفخمة ومآذنها المنقوشة. 

مواقع أقل شهرة لكنها تاريخية جدا

إلى جانب المدن الكبرى، تضم أوزبكستان مواقع أثرية مهمة لكن قد تغيب عن برامج الكثير من السياح. من بين هذه المواقع آخسيكات (Akhsikath) وهي مدينة محصنة في وادي فرغانة، تعود أصولها لآلاف السنين، وكانت محطة تجارية رئيسية على طريق الحرير. أيضًا مدينة فاراكشا (Varakhsha)، وهي مدينة سغدية قديمة تقع بالقرب من بخارى، وكانت عاصمة مهمة لدولة سغد في العصور القديمة. وعندما يتجه الزائر نحو رابطي مالك (Rabati Malik)، وهي كارافنسراي (خان للقوافل) تاريخي تم بناؤه في القرن الحادي عشر، يشعر بمدى الأهمية اللوجستية لهذه الطرق التجارية القديمة.

في الختام، تمثل أوزبكستان، من خِلْال هذه المدن المنسية أو شبه المنسية على طريق الحرير، وجهة سياحية تحمل مزيجًا فريدًا بين التاريخ العريق والطبيعة والجغرافيا المتنوعة. من المدن الجبلية المهجورة إلى الآثار العريقة في الواحات القديمة، تقدم هذه الوجهات فرصة فريدة لكل من يرغب في الغوص في أعماق تراث آسيا الوسطى، لاستكشاف أماكن لا تزال تحافظ على هدوئها وسحرها رغم مرور قرون من الزمن. إنها دعوة للمسافرين الذين يتجهون بعيدًا عن المسارات السياحية المعروفة للعثور على روح طريق الحرير التي لا تزال تتردد صداها في بقايا المدن وأطلالها.