الاحتفال بـ"لا توماتينا": مهرجان التراشق بالطماطم
يعد مهرجان لا توماتينا واحدًا من أبرز المهرجانات العالمية التي تجمع بين المرح والتراث الشعبي، حيث يقام سنويًا في بلدة بونول الصغيرة بإسبانيا في شهر أغسطس. بدأت فكرة المهرجان قبل أكثر من سبعين عامًا، عندما اندلعت مشاجرة عفوية بين مجموعة من الشباب في السوق المحلي، وانتهت بتراشق الطماطم. ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه الحادثة الطريفة إلى تقليد سنوي يجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليعيشوا تجربة غير تقليدية قائمة على الضحك والفوضى المنظمة وسط شوارع البلدة الضيقة التي تغمرها ألوان الأحمر الزاهي.
كيف يُقام المهرجان وما هي أبرز طقوسه؟
تنطلق فعاليات المهرجان صباح الأربعاء الأخير من شهر أغسطس، حيث تجلب الشاحنات أطنانًا من الطماطم الناضجة التي تُستخدم حصريًا للتراشق بين المشاركين. تدق الساعة الحادية عشرة صباحًا لتبدأ المعركة الشهيرة التي تستمر لمدة ساعة كاملة، يتحول خلالها وسط بونول إلى ساحة تغمرها سيول من عصير الطماطم، وتتعالى الضحكات وسط أجواء موسيقية واحتفالات راقصة. ورغم العشوائية الظاهرة، إلا أن المهرجان يخضع لقواعد واضحة، منها عصر الطماطم قبل رميها لتجنب الإصابات، ومنع استخدام أي أدوات صلبة أو خطرة، إضافة إلى الالتزام بارتداء ملابس قديمة ونظارات واقية لحماية العيون. وفي نهاية الحدث، يتم تنظيف الشوارع بسرعة وكفاءة، لتعود البلدة إلى طبيعتها خلال ساعات قليلة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الأثر السياحي والاقتصادي للمهرجان
لا يقتصر مهرجان لا توماتينا على التسلية فقط، بل يمثل حدثًا اقتصاديًا مهمًا للبلدة، حيث يستقطب الآلاف من السائحين الذين يساهمون في تنشيط قطاع الضيافة والمطاعم والفنادق. كما أصبح المهرجان علامة بارزة في التسويق للثقافة الإسبانية عالميًا، إذ ترافقه عروض موسيقية ورقصات تقليدية تضيف لمسة من الأصالة والبهجة. وقد ألهم نجاحه مدنًا أخرى حول العالم لتنظيم فعاليات مشابهة، إلا أن نسخة بونول تظل الأكثر تميزًا والأصالة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة لمحبي التجارب غير التقليدية.
يبقى مهرجان لا توماتينا أكثر من مجرد تراشق بالطماطم، فهو حدث يعكس روح المشاركة والتسامح ويجسد المعنى الحقيقي للفرح الجماعي، ليظل أيقونة ثقافية وسياحية تحتفظ بمكانتها عامًا بعد عام.