البرتغال: استكشاف لشبونة والسينترا في سبتمبر
في قلب شبه الجزيرة الإيبيرية، تتألق البرتغال بجاذبيتها الساحرة، ولعل لشبونة والسينترا هما أبرز وجهتين تعكسان روح البلاد المليئة بالتاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية الخلابة. اختيار سبتمبر لزيارة هاتين الوجهتين يعد قرارًا حكيمًا، حيث يضمن الطقس المعتدل أجواءً مريحة للتجول بين الأزقة القديمة والقصور المهيبة، بعيدًا عن حرارة الصيف المرتفعة وزحام السياح الكثيف. هذه الفترة من العام تمنحك تجربة أكثر سلاسة، وتسمح لك بالاستمتاع بمزيج فريد من الأنشطة التي تتراوح بين استكشاف المعالم التاريخية وتذوق أشهى الأطباق التقليدية.
سحر لشبونة بين التلال والأزقة
تُعد لشبونة مدينة التلال السبعة، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المشي والاستكشاف. عند بداية جولتك، لا بد من زيارة قلعة سانت جورج التي تعود للقرون الوسطى وتطل على مناظر بانورامية تخطف الأنفاس للمدينة ونهر التاجوس. المشي في أحياء مثل ألفاما وبايرو ألتو يكشف عن مزيج رائع من الأزقة المرصوفة بالحصى والمباني المزخرفة بالبلاط الأزرق التقليدي، ما يعكس الطابع البرتغالي الأصيل. إضافة إلى ذلك، تتيح لك الترامات القديمة، خاصة خط الترام 28، فرصة استكشاف أحياء المدينة بطريقة مميزة تجمع بين الحداثة والتاريخ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
السينترا: مدينة القصور والأساطير
على بُعد رحلة قصيرة بالقطار من لشبونة، تقع السينترا، مدينة غنية بالقصور والحدائق الغنّاء التي تبدو وكأنها خرجت من صفحات الحكايات. يبرز قصر بينا بألوانه الزاهية وتصميمه الغريب كواحد من أكثر المعالم سحرًا، حيث يجمع بين عناصر معمارية متعددة تعكس تنوع الثقافات التي مرت على البرتغال. كما يمكن للزائر التجول في حديقة كوينتا دا ريجاليرا، حيث تنتشر الكهوف والآبار الغامضة التي تضفي لمسة من الغموض والأساطير. التجول في هذه المدينة يمنحك فرصة للهروب من صخب العاصمة والانغماس في أجواء هادئة تعكس التراث الأوروبي بأبهى صوره.
نكهات برتغالية لا تُنسى
لا تكتمل أي زيارة للبرتغال دون تجربة مطبخها الغني بالنكهات. في لشبونة، ستجد المقاهي التقليدية التي تقدم معجنات الباستيل دي ناتا الشهيرة، والتي تُعد من ألذ الحلويات البرتغالية. أما في السينترا، فيمكنك التلذذ بقطع الكيجاداس، وهي معجنات محلية تعكس تاريخ المنطقة الغني. إضافة إلى ذلك، تنتشر المطاعم الصغيرة التي تُعرف محليًا باسم "ثقوب في الجدار"، والتي تقدم وجبات بحرية طازجة وأطباق تقليدية مثل الكود (سمك الباكالاو) المطهو بطرق متنوعة. تذوق هذه الأطباق لا يمنحك مجرد وجبة شهية، بل يفتح لك نافذة على الثقافة البرتغالية الأصيلة.
في النهاية، زيارة لشبونة والسينترا في سبتمبر هي فرصة مثالية لعيش تجربة سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ والطبيعة والطعام. إنها رحلة تمنحك إيقاعًا هادئًا بعيدًا عن زحام الصيف، مع طقس مثالي يجعل التجول في القلاع والشوارع الضيقة ممتعًا ومليئًا بالذكريات. بين القصور الملوّنة والأزقة المفعمة بالحياة والنكهات المحلية الأصيلة، ستكتشف أن البرتغال ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة متكاملة تُلامس الحواس وتبقى محفورة في الذاكرة.