الدرعية تطوّر الجامع الكبير بتكلفة 917 مليون ريال

  • تاريخ النشر: الخميس، 09 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
إقامة صلاة العيد في جامع الشيخ زايد الكبير
رحلة إلى الدرعية التاريخية
رئيس وزراء التشيك يزور جامع الشيخ زايد الكبير

في خطوة تعكس الرؤية الطموحة لتطوير الدرعية وتحويلها إلى وجهة حضرية وثقافية عالمية، أعلنت شركة الدرعية عن توقيع عقد ضخم بقيمة 917 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل نحو 244 مليون دولار أمريكي، لتطوير الجامع الكبير ضمن المرحلة الثانية من مشروع الدرعية. هذا المشروع يأتي بالتعاون مع مجموعة المجال العربي وشركة مان إنتربرايز السعودية المحدودة، ليشكل علامة فارقة جديدة في مسيرة النهضة العمرانية والثقافية التي تشهدها المنطقة.

تصميم معماري يجمع بين الأصالة والحداثة

الجامع الكبير ليس مجرد مسجد جديد يضاف إلى معالم الدرعية، بل هو تحفة معمارية تعبّر عن مزيجٍ فريد من الطراز النجدي الأصيل والهندسة الحديثة، صممته شركة Architects X العالمية بعناية ليعكس هوية الدرعية التاريخية بروح معاصرة. يمتد الجامع على مساحة بناء تبلغ 12,320 مترًا مربعًا، ويتّسع لأكثر من 11,400 مصلٍّ، منهم 5,240 داخل المصلى المغلق و6,160 في الساحات الخارجية المفتوحة المطلة على وادي حنيفة. وتتميز الواجهات بتفاصيل هندسية مستوحاة من الطبيعة الصحراوية والبيئة المحلية، ما يمنحه حضورًا بصريًا مميزًا بين مباني الدرعية التراثية الحديثة. كما يتكامل التصميم مع تضاريس المنطقة ليُبرز روح المكان ويعيد إحياء العمارة النجدية بأسلوب هندسي متطور يوازن بين الجمال والوظيفة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مرافق متكاملة وتجربة مجتمعية متجددة

لا يقتصر المشروع على بناء مسجد للعبادة، بل يُقدَّم كصرح حضري متكامل يخدم المجتمع. يضم الجامع مصليات للرجال والنساء، وأماكن للوضوء مصممة وفق أحدث المعايير، ومكتبة تطل على وادي حنيفة لتوفير بيئة فكرية وروحية هادئة، إلى جانب مكاتب للإدارة والتشغيل. وتمتد حول الجامع ساحات واسعة مهيأة لاستقبال آلاف المصلين في المناسبات الكبرى مثل شهر رمضان والعيدين، كما ستتحول هذه الساحات إلى فضاءات تفاعلية تُقام فيها فعاليات ثقافية واجتماعية ومعارض ومنتديات وسوق أسبوعي للمنتجات المحلية. هذه الرؤية تجعل الجامع الكبير مركزًا نابضًا بالحياة، يعزز التواصل المجتمعي ويجمع بين العبادة والثقافة في تجربة عمرانية وروحية فريدة من نوعها في المملكة.

الاستدامة والتكامل مع البنية الذكية للدرعية

تولي شركة الدرعية أهمية كبرى للاستدامة في جميع مشروعاتها، ويأتي الجامع الكبير نموذجًا متقدمًا لذلك الالتزام. فقد صُمم ليحصل على شهادتي LEED الذهبية ومستدام الذهبية للمباني الخضراء، من خلال اعتماد أنظمة هندسية متطورة مثل نظام التهوية الشبكي ثلاثي الأبعاد الذي يسمح بدخول الضوء الطبيعي ويقلل من الحرارة، ما يوفّر بيئة مريحة للمصلين ويخفض استهلاك الطاقة. وسيُدمج الجامع بالكامل ضمن البنية التحتية الذكية للدرعية، بما يشمل أنظمة المياه والطاقة والري والسلامة والمراقبة الأمنية، وجميعها متصلة بمركز العمليات المركزي للدرعية لضمان كفاءة تشغيلية واستدامة طويلة الأمد.

ويُعدّ الجامع الكبير واحدًا من 31 مسجدًا ضمن المخطط الرئيس لتطوير الدرعية، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 74,300 متر مربع مخصصة للمساجد. هذا المشروع ليس مجرد توسعة عمرانية، بل هو جزء من رؤية وطنية كبرى يشرف عليها صندوق الاستثمارات العامة، تهدف إلى بناء مجتمع حضري متكامل يستوعب أكثر من 100 ألف نسمة ويوفر أكثر من 180 ألف وظيفة، ويستقطب نحو 50 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030.

من خلال هذا المشروع، تؤكد الدرعية مكانتها كرمزٍ للهوية السعودية الأصيلة ووجهةٍ حضارية متكاملة تربط الماضي العريق بالمستقبل المزدهر، ليصبح الجامع الكبير علامة مضيئة جديدة في مسيرة التحول العمراني والثقافي للمملكة، وركيزة من ركائز رؤيتها الطموحة 2030.