باريو لاسون.. ليما.. بيرو: حي أنيق بمطاعم ذات مستوى عالمي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
بحيرة تيتيكاكا في بيرو: أعلى بحيرة صالحة للملاحة في العالم
دليل السفر إلى بيرو: كل ما تحتاج إلى معرفته
الطهي في بيرو: 5 أطباق بيروفية يجب أن تجربها

في قلب العاصمة البيروفية ليما، وعلى مقربة من المحيط الهادئ، ينبض حي باريو لاسون (Barrio La Zona) بالحياة والأناقة، جامعًا بين سحر التاريخ البيروفي العريق وروح الحداثة التي تميز المدينة اليوم. إنه أحد أكثر الأحياء رقياً في أمريكا الجنوبية، حيث تمتزج أجواء الفن المعماري الاستعماري بالمطاعم الفاخرة والمقاهي الأنيقة وصالات العرض التي تجعل منه وجهة مفضلة لعشاق الطعام والثقافة في آن واحد. وبفضل سمعته العالمية كمركز للإبداع الذوقي، أصبح الحي مقصدًا لعشاق المذاق من جميع أنحاء العالم الذين يأتون لتجربة المطبخ البيروفي المتربع على عرش المأكولات اللاتينية.

مزيج من الأناقة والتاريخ في قلب العاصمة

حي باريو لاسون يتمتع بطابع معماري فريد يجسد تطور مدينة ليما من مستعمرة إسبانية إلى عاصمة عصرية تتألق بثقافتها المميزة. مباني الحي تجمع بين الألوان الزاهية والأسقف الخشبية والنوافذ المزخرفة، فيما تصطف الشوارع المرصوفة بالحجارة لتقود الزائر بين الأزقة المليئة بالمحلات البوتيكية والمعارض الفنية. كثير من المنازل القديمة تم ترميمها وتحويلها إلى فنادق صغيرة أو مطاعم فخمة دون المساس بجمالها الأصلي.
في المساء، تتحول المنطقة إلى لوحة مضيئة تنبض بالحياة، حيث تتعالى موسيقى الجاز والأنغام البيروفية التقليدية من المقاهي، وتختلط روائح الأطعمة البحرية بالبهارات اللاتينية، في مشهد يمثل روح ليما الحديثة. ويُعد باريو لاسون مكانًا مثاليًا للتجول سيرًا على الأقدام، إذ يتيح للزائر أن يكتشف الكنائس القديمة وساحات المدينة التاريخية، إلى جانب المساحات الخضراء الهادئة التي تمنح الحي توازنًا بين الحيوية والسكينة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عاصمة النكهات في أمريكا اللاتينية

ما يجعل باريو لاسون يبرز عالميًا هو مطاعمه ذات المستوى الرفيع التي وضعت ليما على خريطة الطهي العالمية. فالمطبخ البيروفي بات يُصنَّف اليوم كأحد أهم المطابخ في العالم، بفضل تنوع مواده ومزيجه الفريد بين التأثيرات الإسبانية واليابانية والإفريقية والأنديزية. ويحتضن الحي مجموعة من أفضل المطاعم التي صنفت ضمن قوائم “أفضل 50 مطعمًا في العالم”، مثل مطعم "Central" الحائز على المرتبة الأولى عالميًا عام 2023، والذي يقدم تجربة طعام مستوحاة من الجغرافيا البيروفية المتنوعة، حيث تتدرج أطباقه بحسب الارتفاعات البيئية من جبال الأنديز إلى السواحل.
كذلك يُعد مطعم "Maido" نموذجًا رائعًا للمطبخ الـ"نيكاي" الذي يجمع بين المذاق الياباني والتقاليد البيروفية، وهو تجربة فريدة تدهش الزائر بمستويات غير مسبوقة من الإبداع في الطهي. وتنتشر في الحي أيضًا مطاعم تقدم المأكولات البحرية الطازجة وعلى رأسها طبق "سيفيتشي" الشهير، الذي يعتبر رمز المطبخ البيروفي. أما المقاهي الصغيرة فتقدم أنواعًا مميزة من القهوة المحلية والشوكولاتة الغنية القادمة من غابات الأمازون، لتجعل من زيارة باريو لاسون رحلة ذوقية لا تُنسى.

الحي الثقافي والفني الأكثر نبضًا في ليما

بعيدًا عن الأكل الفاخر، يعد باريو لاسون مركزًا ثقافيًا ينبض بالإبداع. ففيه تنتشر صالات الفن المعاصر التي تعرض أعمالًا لفنانين بيروفيين شباب إلى جانب روائع لفنانين عالميين. كما تحتضن المنطقة العديد من المهرجانات الموسيقية ومعارض الأزياء والتصميم التي تعكس روح بيرو الحديثة وتنوعها الثقافي. ويستمتع الزوار بجولات في سوق الحرف اليدوية حيث تُباع منتجات مصنوعة يدويًا من جبال الأنديز والأمازون، كالمنسوجات الصوفية والمجوهرات الفضية التي تروي قصص التراث المحلي.
في المساء، تزداد المنطقة جمالًا حين تنعكس أضواء المقاهي والمطاعم على جدرانها الملونة، ويتحول الحي إلى مركز للتواصل الاجتماعي بين سكان المدينة والسياح من مختلف الجنسيات، حيث يجتمع الجميع حول المائدة أو في ساحات الموسيقى المفتوحة ليعيشوا تجربة بيرو الأصيلة بنكهة عالمية.

في نهاية الرحلة داخل باريو لاسون، يدرك الزائر أنه ليس مجرد حي أنيق لتناول الطعام، بل تجربة متكاملة تجمع بين الثقافة والذوق والفن في مكان واحد. هنا يمكن للمرء أن يتذوق طعم بيرو الحديثة، حيث تتلاقى التقاليد مع الحداثة في أجواء نابضة بالحياة. فسواء كنت عاشقًا للفن، أو محبًا للتاريخ، أو باحثًا عن تجربة طهي استثنائية، فإن باريو لاسون في ليما يقدم لك مزيجًا من الترف الأنيق والدفء الإنساني الذي لا يمكن نسيانه بسهولة، ليبقى حيًا في الذاكرة كما هو حيٌ في قلب العاصمة البيروفية.