جسم غامض: علماء يلتقطون صورة لنفاثات كونية متجهة إلى الأرض

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 13 أغسطس 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
نخلة جميرا أول صورة يلتقطها خليفة سات من الفضاء
المانجو الباكستاني بدلاً من الركاب على متن الرحلات المتجهة إلى دبي
رائد فضاء فرنسي يوضح كيف ظهرت حافة الأرض في صور

في اكتشاف فلكي مثير يجمع بين العلم والخيال، تمكن فريق من علماء الفلك من التقاط صورة لنفاثات كونية حارة تتجه مباشرة نحو الأرض، في مشهد وصفه الباحثون بأنه يشبه "عين سارون" الشهيرة من سلسلة أفلام "سيد الخواتم". هذه النفاثات عبارة عن شعاع من البلازما فائقة الحرارة، تمتد عبر مسافات هائلة بسرعة تقارب سرعة الضوء، ما يمنحها مظهراً مهيباً ومثيراً للدهشة.

تعود هذه الظاهرة المذهلة إلى ما يُعرف بـ"البلازار"، وهو نوع نادر من المجرات النشطة التي تستمد طاقتها من ثقب أسود فائق الكتلة في مركزها. يعمل هذا الثقب الأسود على إطلاق جسيمات أولية محايدة كهربائياً تُعرف باسم النيوترينوات، وهي ذات كتلة صغيرة للغاية، إلى جانب تدفقات هائلة من الطاقة. ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة الفلك والفيزياء الفلكية، فإن البلازار الذي تم تصويره يبعد عن الأرض مليارات السنين الضوئية، مما يجعل رصده إنجازاً علمياً كبيراً.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مرصد "آيس كيوب نيوترينو"، المتخصص في دراسة النيوترينوات في أعماق القطب الجنوبي، لعب دوراً محورياً في تحديد هوية هذا البلازار باعتباره الأكثر سطوعاً في السماء والمصدر المعروف لانبعاث النيوترينوات. وعلى مدى سنوات، كان هذا الجسم السماوي لغزاً محيراً، لكن التكنولوجيا الحديثة والملاحظات المتقدمة سمحت أخيراً بفك بعض أسراره وكشف طبيعة تدفقاته الكونية.

ورغم ذلك يبدو أن النفاثات الراديوية الخاصة به "وهي تيارات عالية السرعة من الجسيمات والإشعاع الكهرومغناطيسي تمتد لمسافات كبيرة من بعض الأجرام السماوية" تتحرك بشكل بطىء، وذلك على عكس التوقعات بأن أسرع النفاثات يمكن أن تدفع مثل هذه الانبعاثات عالية الطاقة.

وقال بيان صحفي بإنه بعد 15 عاما من البحث، باستخدام نظام التلسكوب المتخصص المعروف باسم "مجموعة القاعدة الطويلة للغاية"، تمكن الباحثون من إنتاج صورة بدقة استثنائية.

شكل النفاثات الكونية الذي يشبه "عين سارون" لم يثر فقط اهتمام العلماء، بل جذب أيضاً خيال الجمهور، حيث يجمع بين روعة الظواهر الكونية وأجواء القصص الملحمية. ويؤكد هذا الاكتشاف أن الكون لا يزال مليئاً بالمفاجآت التي تربط العلم بالإبداع البشري، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم طبيعة الثقوب السوداء والعمليات الكونية العنيفة.

يمثل هذا الرصد الفريد خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآليات عمل المجرات النشطة والبلازارات، ودور النيوترينوات في دراسة الظواهر الكونية البعيدة. وبينما تتجه هذه النفاثات نحو الأرض على بعد مليارات السنين الضوئية، يبقى المشهد تذكيراً مذهلاً بمدى اتساع وغموض الكون، وبأن الحقيقة أحياناً قد تبدو أكثر إثارة من الخيال.