حول العالم: تقاليد مذهلة للاحتفال ببدء العام الجديد

  • تاريخ النشر: منذ 15 ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
أروع أماكن مذهلة في ولاية تكساس للاحتفال بالعام الجديد
تقاليد حول العالم: غرابة تأسر الأنظار
تقاليد الطعام حول العالم: المائدة مرآة الحضارة

تُعد ليلة رأس السنة الميلادية، التي تقع في 31 ديسمبر، واحدة من أكثر المناسبات العالمية التي تتسم بالبهجة والتنوع الثقافي. ففي كل ركن من أركان الكوكب، تتجسد الرغبة البشرية المشتركة في توديع الماضي واستقبال المستقبل بالتفاؤل والأمل، ولكن تختلف الطرق والطقوس التي تُعبر عن هذه الرغبة. هذه الاحتفالات لا تقتصر على العد التنازلي المعتاد وعروض الألعاب النارية، بل تمتد لتشمل مجموعة مذهلة من التقاليد الغريبة والعميقة التي تعكس الفلكلور والمعتقدات المحلية لكل شعب، مما يجعلها دراسة حية لعلم الاجتماع البشري وكيفية تفاعله مع مفهوم الزمن والبدايات الجديدة.

الطقوس الأوروبية: الأمل في الحظ الجيد والبدايات النظيفة

في أوروبا، تتنوع تقاليد رأس السنة، لكنها غالباً ما تتركز حول جلب الحظ الجيد والازدهار المالي في العام الجديد. في إسبانيا، هناك تقليد راسخ يقضي بـ أكل اثنتي عشرة حبة عنب عند كل دقة من دقات الساعة تشير إلى منتصف الليل. ترمز كل حبة عنب إلى شهر من أشهر السنة، ويُعتقد أن تناولها بنجاح يجلب الحظ السعيد لمدة اثني عشر شهراً قادمة. أما في اليونان، فإن إحدى العادات القديمة هي تعليق حبة البصل (Cebolla) على باب المنزل ليلة رأس السنة، كرمز للتجديد والخصوبة. وفي إيطاليا، يرتدي الناس الملابس الداخلية الحمراء كرمز للحظ الجيد والحب في العام الجديد. وفي سويسرا، قد يختار البعض تقليداً غير تقليدي وهو إسقاط قطعة من الآيس كريم على الأرض في ليلة رأس السنة كرمز للوفرة. هذه الطقوس تعكس بشكل عام الرغبة في التخلص من سلبيات العام الماضي واستدعاء الوفرة والازدهار للمستقبل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

التقاليد اللاتينية: إضفاء المعنى على الألوان والسفر

تتميز تقاليد رأس السنة في أمريكا اللاتينية بتركيزها على الألوان والرموز المتعلقة بالسفر والرغبات الشخصية. ففي العديد من دول أمريكا اللاتينية، مثل كولومبيا والإكوادور، يرتدي الأفراد ملابس ذات ألوان محددة ليلة رأس السنة تعبر عن أمنياتهم: فاللون الأصفر يرمز إلى المال والثروة، والأحمر يرمز إلى الحب والعلاقات العاطفية، بينما يرمز الأبيض إلى السلام. وهناك تقليد آخر شهير في أمريكا اللاتينية، وهو الجري حول المنزل وهم يحملون حقيبة سفر فارغة. يُعتقد أن القيام بهذا الطقس يجلب للمشارك عاماً مليئاً بالسفر والمغامرات. كما أن هناك تقليداً في البرازيل يقضي بزيارة الشاطئ وإلقاء الزهور البيضاء في المحيط كقرابين لإلهة البحر "ليمانيا"، طلباً للحظ الطيب وحماية البحر في العام الجديد. هذه التقاليد تعبر عن الارتباط العميق بالعناصر الطبيعية وتجسيد الأمل من خلال رموز حية.

آسيا والمحيط الهادئ: التطهير الصوتي والاحتفالات الطويلة

تأخذ الاحتفالات في آسيا والمحيط الهادئ أبعاداً روحانية وعائلية أعمق. في اليابان، يتم استقبال العام الجديد بتقليد يُعرف باسم "جوي نو كاني" (Joya no Kane)، حيث تُقرع أجراس المعابد البوذية 108 مرات. يمثل كل قرع إحدى الخطيئات أو الرغبات البشرية الشريرة، ويهدف هذا الطقس إلى تطهير النفوس استعداداً لاستقبال العام الجديد بوعي وصفاء. وفي الفلبين، يعتقد الناس أن الأشياء المستديرة ترمز إلى العملات المعدنية والازدهار، لذلك يحرصون على ارتداء ملابس منقطة، وتناول فواكه مستديرة، وتجهيز مائدة طعام دائرية. أما في أستراليا ونيوزيلندا، وباعتبارهما من أوائل الدول التي تستقبل العام الجديد بسبب موقعهما الزمني، فإن احتفالاتهما تتميز بعروض الألعاب النارية المذهلة فوق ميناء سيدني، والتي تُعد نقطة انطلاق عالمية للاحتفالات. هذه التقاليد الآسيوية تظهر تركيزاً على التطهير الروحي والرموز التي تجلب الوفرة.

في الختام، تُثبت احتفالات رأس السنة حول العالم أن البشرية، رغم اختلاف لغاتها وجغرافيتها، تتوحد في الأمل والتفاؤل. فمن الهدوء التأملي لأجراس المعابد اليابانية، إلى صخب حبات العنب في إسبانيا، إلى رموز الألوان والسفر في أمريكا اللاتينية، يعكس كل تقليد قصة فريدة عن نظرة المجتمع للزمن والمستقبل. إن استكشاف هذه الطقوس المذهلة ليس مجرد تسلية، بل هو تقدير للتنوع الثقافي الذي يجعل لحظة بداية العام الجديد لحظة عالمية حقاً، مليئة بالحب والحظ والوعود غير المكتملة.