دليلك الكامل لسيارات التاكسي الطائرة في أبو ظبي
يشهد عالم النقل ثورة حقيقية في السنوات الأخيرة، لكن ما يجري في أبو ظبي يتجاوز الخيال، إذ تستعد العاصمة الإماراتية لإطلاق أحد أكثر مشاريع التنقل طموحًا في المنطقة والعالم: سيارات الأجرة الطائرة. هذا المشروع المبتكر يهدف إلى تحويل فكرة التنقل الجوي داخل المدن من حلم إلى واقع يومي، مما يضع أبو ظبي في مقدمة المدن الذكية التي تستثمر في مستقبل النقل المستدام والسريع. وبعد أن بدأت أولى الرحلات التجريبية رسميًا، أصبحت الفكرة أقرب من أي وقت مضى إلى التنفيذ الكامل.
انطلاق الاختبارات وتفاصيل المشروع
في تعاون استراتيجي بين مجموعة أبو ظبي للطيران وشركة آرتشر للطيران (Archer Aviation) الأمريكية، أُجريت أول رحلة تجريبية ناجحة لسيارات الأجرة الطائرة فوق أبو ظبي. هذه الطائرة الكهربائية من طراز Midnight eVTOL سبق أن خضعت لاختبارات مكثفة في كاليفورنيا، أثبتت خلالها قدرتها على التحليق الآمن والكفء، قبل أن تصل إلى أجواء الإمارات لتبدأ مرحلة جديدة من التجارب التي تأخذ في الاعتبار الظروف الجوية القاسية مثل حرارة الصيف العالية. وأوضح طالب الهنائي، المدير العام لشركة آرتشر في الإمارات، أن الفريق يعمل حاليًا على تقييم المسارات الجوية المحتملة داخل العاصمة وربطها بمدن أخرى مثل دبي، مضيفًا أن هذه الرحلات ليست مجرد وسيلة نقل، بل تجربة بصرية مدهشة تُظهر جمال أبو ظبي من منظور جديد تمامًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سرعة وكفاءة واستدامة في آن واحد
تتميز طائرة Midnight بتقنيات متقدمة تجعلها خيارًا عمليًا وصديقًا للبيئة في الوقت نفسه. فهي تعمل بالكهرباء بالكامل، وتستطيع حمل أربعة ركاب إضافة إلى الطيار بسرعة تصل إلى 241 كيلومترًا في الساعة، مع قدرة على الإقلاع والهبوط العمودي، مما يجعلها مثالية للاستخدام داخل المدن المزدحمة. تخيّل أن تصل من مطار أبو ظبي الدولي إلى قصر الإمارات في غضون 5 إلى 8 دقائق فقط، مقارنةً بـ45 دقيقة تقريبًا بالسيارة! كما أن الطائرة مصممة لتنفذ رحلات متتالية بفواصل شحن قصيرة للغاية، ما يعزز من كفاءتها التشغيلية ويجعلها وسيلة نقل مستقبلية واقعية وليست مجرد تجربة فاخرة. وتدرس الجهات المنظمة في الإمارات خيارات البنية التحتية اللازمة مثل إنشاء مهابط خاصة في الفنادق والمناطق التجارية الكبرى وربطها بشبكة النقل العام.
مستقبل النقل الذكي في الإمارات
تمثل سيارات الأجرة الطائرة خطوة محورية ضمن استراتيجية الإمارات لتبني أنظمة التنقل الذكية والمستدامة. وقد كانت أبو ظبي ودبي من أوائل المدن التي أعلنت التزامها بخفض الانبعاثات الكربونية وتطوير حلول نقل خضراء، تشمل السيارات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة والطائرات الصغيرة المأهولة. وبفضل بيئة تشريعية داعمة ومشروعات ابتكارية رائدة، تتجه الإمارات لتصبح مركزًا عالميًا لتجارب النقل الجوي المدني. وتشير التوقعات إلى أن التشغيل التجاري الكامل لخدمة التاكسي الطائر قد يبدأ قبل عام 2026، لتصبح الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تُطلق هذه الخدمة رسميًا.
مع اقتراب موعد التشغيل، يترقب سكان وزوار أبو ظبي تجربة غير مسبوقة تمزج بين السرعة والراحة والإبهار البصري، وتعيد تعريف مفهوم التنقل داخل المدن. فمشهد الطائرات الصغيرة التي تحلق بين الأبراج والشواطئ قد يصبح مشهدًا مألوفًا خلال سنوات قليلة، لتؤكد أبو ظبي مجددًا مكانتها كمدينة لا تكتفي بمواكبة المستقبل، بل تصنعه.