ديوالي: مهرجان الأضواء الذي يضيء قلوب الهند والعالم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة | آخر تحديث: الجمعة، 31 أكتوبر 2025
مقالات ذات صلة
ديوالي مهرجان الأضواء وما هو هولي؟ كل شيء عن مهرجان الألوان الهندي
مهرجان ديوالي: الموضة والرقص والطعام - وقبل كل شيء - الضوء
مهرجان نور الرياض يضيء احتفالات نهاية العام

يُعد ديوالي، أو "مهرجان الأضواء"، أحد أكثر الاحتفالات الهندية بريقًا ورمزية، حيث يرمز إلى انتصار النور على الظلام والخير على الشر. ويُحتفل به هذا العام في 31 أكتوبر 2025 في مختلف أنحاء الهند وعدد كبير من الدول التي تضم جاليات هندوسية وبوذية وسيخية حول العالم. إنه ليس مجرد مهرجان ديني فحسب، بل تجربة ثقافية وروحية واجتماعية تجسد الفرح والاتحاد والتجديد، حيث تتزين المدن بالأضواء والزخارف، وتفوح رائحة البخور والحلويات في كل بيت، بينما تمتزج الألوان والموسيقى في مشهد احتفالي يأسر القلوب.

أصل المهرجان ومعناه الديني والرمزي

تعود جذور ديوالي إلى الأساطير الهندوسية القديمة، وخاصة قصة عودة الإله راما إلى مملكته "أيودهيا" بعد انتصاره على الملك الشيطاني رافانا، حين أضاء الناس الطرق بالمصابيح الزيتية ترحيبًا به. ومن هنا أصبح إشعال الأضواء رمزًا لعودة النور إلى الحياة بعد الظلام. كما يرتبط المهرجان أيضًا بالإلهة "لاكشمي"، إلهة الثراء والازدهار، التي يُعتقد أنها تزور البيوت النظيفة والمضيئة لتمنحها البركة في العام الجديد. ولهذا يحرص الناس على تنظيف منازلهم وتزيينها بالزهور والمصابيح قبل الاحتفال. في المقابل، لدى السيخ والجاينيين معانٍ مختلفة لديوالي، لكنها تشترك جميعًا في فكرة الانتصار الروحي والتجدد الداخلي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

طقوس ديوالي: بين النور والفرح والتقارب الأسري

يستمر المهرجان عادة لمدة خمسة أيام، لكل يوم طقوسه الخاصة. تبدأ الاحتفالات بمرحلة التحضير والتزيين، ثم تتبعها ليالٍ من الإضاءة الكثيفة باستخدام الشموع والفوانيس والمصابيح الزيتية، إضافة إلى عروض الألعاب النارية التي تملأ السماء بألوانها الزاهية. كما تُقام الصلوات في المنازل والمعابد، وتُقدم الحلويات التقليدية مثل "لادو" و"جولاب جامون"، وتُبادل العائلات الهدايا في جو من المحبة. أما الشوارع والأسواق فتتحول إلى مهرجان ضخم، حيث تعج بالزوار والموسيقى والعروض الفنية التي تعكس التنوع الثقافي للهند. وفي السنوات الأخيرة، بدأت المدن الكبيرة مثل مومباي ودلهي وبنغالور في اعتماد نسخ أكثر استدامة من الاحتفال، باستخدام أضواء موفرة للطاقة وألعاب نارية صديقة للبيئة.

الاحتفال بديوالي خارج الهند وانتشاره العالمي

لم يعد ديوالي مقتصرًا على الهند فحسب، بل أصبح مناسبة عالمية تحتفل بها مجتمعات متعددة في بريطانيا وكندا وأستراليا وسنغافورة وجنوب إفريقيا وغيرها. ففي لندن، يُضاء ميدان ترافالغار سنويًا بألوان المهرجان وتُقام العروض الموسيقية والرقصات الهندية، بينما تخصص مدن كبرى مثل نيويورك وتورنتو مسيرات ضخمة تجمع الآلاف من مختلف الثقافات. وقد أصبح ديوالي وسيلة للتقريب بين الشعوب وتعريف العالم بجمال الفلسفة الهندية القائمة على التسامح والتوازن والفرح بالحياة.

يُذكّرنا ديوالي بأن النور الحقيقي لا يأتي فقط من المصابيح، بل من داخل الإنسان نفسه، حين يختار الأمل على الخوف، والعطاء على الأنانية، والتسامح على الغضب. إنه مهرجان يربط الأرض بالسماء، والماضي بالحاضر، والإنسان بروحه العميقة. وبينما تتلألأ الأضواء في ليلة ديوالي، يشعر كل من يحتفل به أن الحياة أجمل حين تملؤها المحبة والسلام والنور الذي لا ينطفئ.