سالونيك.. اليونان: سحر البحر والتاريخ بأسعار معقولة

  • تاريخ النشر: السبت، 11 أكتوبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
بورتو البرتغالية.. سحر تاريخي بأسعار في متناول الجميع
صربيا للمسافرين العرب: تاريخ عريق وتجربة أوروبية بأسعار معقولة
جزر سيكلاديز في اليونان: سحر سبتمبر الهادئ

تُعد سالونيك، أو "ثِسالونيكي" كما تُعرف محليًا، واحدة من أكثر المدن سحرًا في شمال اليونان، لكنها ما زالت بعيدة عن الزحام السياحي الذي يغمر جزر البلاد الشهيرة مثل سانتوريني وميكونوس. تقع المدينة على ضفاف خليج ثيرماي، وتجمع بين عبق التاريخ البيزنطي وروح الحاضر الحديثة، مما يجعلها وجهة مثالية لمن يبحث عن تجربة يونانية أصيلة بأسعار أقل، دون التنازل عن الجمال أو المتعة.

تاريخ عريق يروي قصة حضارات متعاقبة

سالونيك ليست مجرد مدينة يونانية جميلة، بل كتاب مفتوح من التاريخ، حيث تتجاور فيها آثار الإمبراطورية البيزنطية مع ملامح العهد العثماني، إلى جانب بقايا من الحقبة الرومانية القديمة. من أشهر معالمها “البرج الأبيض”، الذي أصبح رمزًا للمدينة وموقعًا يقدم إطلالات خلابة على البحر والميناء. كما تنتشر في أرجائها كنائس قديمة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل كنيسة آيا صوفيا وكنيسة القديس ديميتريوس، التي تُعد من أهم المعالم الدينية في البلاد. التنزه في أزقة المدينة القديمة "آنو بولي" يمنح الزائر لمحة عن سالونيك كما كانت قبل قرون، بشوارعها المرصوفة بالحجارة ومنازلها ذات الطابع العثماني البيزنطي الممزوج.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وجهة نابضة بالحياة وثقافة لا تنام

بعيدًا عن التاريخ، تشتهر سالونيك بأسلوب حياتها المفعم بالحيوية. فالمدينة تضم واحدة من أكبر الجامعات في منطقة البلقان، ما يجعلها مليئة بالطاقة الشبابية والمقاهي العصرية والمهرجانات الفنية على مدار العام. تعد منطقة الواجهة البحرية من أكثر الأماكن متعة للتنزه، خصوصًا عند الغروب حين ينعكس لون السماء على مياه البحر الإيجية. كما تشهد المدينة فعاليات ثقافية وموسيقية مستمرة، من بينها مهرجان سالونيك السينمائي الدولي الذي يجذب عشاق الفن السابع من أنحاء العالم. هذه الروح النابضة تمنح المدينة توازنًا فريدًا بين الهدوء التاريخي والحيوية العصرية.

طعام يوناني أصيل بأسعار مناسبة

إذا كنت من محبي المأكولات المتوسطية، فستجد في سالونيك تجربة لا تُنسى. فالمطاعم المحلية تقدم أشهى أطباق المزة اليونانية والأسماك الطازجة بأسعار أقل بكثير مما تجده في أثينا أو الجزر السياحية. لا تفوّت تذوق “الجيبرو” الشهير، أو “البوغاتسا” وهي فطيرة محشوة بالكاسترد أو الجبن، التي تُعتبر من رموز المدينة. الأسواق الشعبية مثل "موديانو" و"كاباني" تمثل أيضًا تجربة ممتعة للزوار، حيث يمكنك شراء التوابل والزيتون والجبن المحلي والتفاعل مع السكان الودودين الذين يفخرون بمدينتهم.

في النهاية، تُجسد سالونيك جوهر اليونان الحقيقي بعيدًا عن الأضواء السياحية الصاخبة. إنها مزيج مثالي من البحر والتاريخ والطعام والثقافة، تقدم تجربة سفر غنية دون أن تُرهق ميزانيتك. سواء كنت تتجول على الكورنيش، أو تحتسي القهوة في مقهى مطل على البحر، أو تكتشف آثار العصور القديمة، ستشعر في كل لحظة أن هذه المدينة تهمس لك بأسرارها الهادئة، وتمنحك فرصة نادرة لاكتشاف وجه آخر لليونان أكثر عمقًا ودفئًا.