طقوس يومية غريبة تمارسها شعوب حول العالم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 05 أغسطس 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
أغرب طقوس تمارسها الشعوب في عيد الميلاد ورأس السنة من حول العالم
طقوس الشعوب في استقبال الضيوف: بين الكرم والعادات المتوارثة
شاهد: أغرب طقوس الزواج التي لا تمارس إلا في الهند

في كل ركن من أركان الأرض، تحتفظ الشعوب بعادات وتقاليد تشكّل جزءًا من هويتها الثقافية، لكن بعض هذه الممارسات قد تبدو للغرباء غريبة أو غير مألوفة، خاصة عندما تكون جزءًا من الحياة اليومية لا المناسبات فقط. لا تقتصر هذه الطقوس على الشعائر الدينية أو الاحتفالات الموسمية، بل تمتد إلى تفاصيل صغيرة تمارس كل صباح أو مساء، كطريقة في تناول الطعام أو الاستحمام أو حتى التحية. هذه العادات اليومية، رغم غرابتها من وجهة نظر خارجية، تعكس منظومة من القيم والرموز التي تعبّر عن نظرة الشعوب للحياة، الطبيعة، أو الروحانية، وتكشف مدى تنوع الإنسان في تعبيره عن ذاته.

الاستحمام بالرماد في الهند وتحية البقر في نيبال

في بعض مناطق الهند، خاصة بين رجال الطائفة الهندوسية المعروفين بالـ"سادو"، يُمارس طقس الاستحمام بالرماد كعادة صباحية مرتبطة بالتأمل والبعد عن الماديات. يعتبر الرماد هنا رمزًا للفناء والتطهر من الأنا، حيث يُغطّي السادو أجسادهم بطبقة رمادية قبل الجلوس للتأمل على ضفاف الأنهار المقدسة. هذه الممارسة اليومية قد تُصدم الزائر الغربي، لكنها بالنسبة لهؤلاء الزهاد فعل رمزي عميق يعبر عن الانقطاع عن الحياة الدنيوية. وفي نيبال، وبمناسبة مهرجان "تيهار"، تم تخصيص يوم لتحية الأبقار ومنحها الطعام والزهور، نظرًا لقداستها في العقيدة الهندوسية، لكن الغريب أن بعض العائلات تُمارس هذا الاحترام للأبقار بشكل يومي، حيث تبدأ يومها بإطعام الأبقار كطقس لجلب البركة والحماية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مضغ القات في اليمن وتبادل البصاق في الماساي

في اليمن، يُعد مضغ القات طقسًا يوميًا اجتماعيًا يمارسه الكثير من الرجال والنساء على حد سواء، حيث يجتمعون بعد الظهيرة لمضغ أوراق القات في جلسات طويلة قد تستمر لساعات. هذا الطقس لا يُمارس فقط كعادة استهلاكية، بل يرتبط بعمق بالتواصل الاجتماعي والنقاشات السياسية والثقافية، حتى أن كثيرًا من القرارات تُتخذ خلال جلسات القات. ورغم التحذيرات الصحية، ما زال هذا التقليد حيًا بقوة في المجتمع اليمني. وفي كينيا وتنزانيا، وبخاصة لدى قبائل الماساي، يُعتبر تبادل البصاق وسيلة شائعة للترحيب أو منح البركة، فحين يولد طفل جديد، يُبصق عليه كبار السن ليتمنوا له الحماية من الأرواح الشريرة، كما أن المصافحة بالبصاق تُعتبر علامة احترام وصدق. ما يبدو مُستهجنًا في ثقافات أخرى، هو هنا تعبير عن المحبة والرغبة في الحماية.

أقنعة النوم في اليابان وكسر الصحون في اليونان

في اليابان، تنتشر ظاهرة تُعرف بـ"إينيموري"، وتعني "النوم أثناء التواجد"، وهي ليست طقسًا بالمعنى التقليدي، لكنها ممارسة يومية يراها المجتمع الياباني علامة على الاجتهاد. الموظفون الذين ينامون في القطارات أو في أماكن العمل يُنظر إليهم بإعجاب، لا ككسالى، بل كأشخاص أنهكهم العمل الجاد. هذا التقدير للنوم العلني يعكس ثقافة الانضباط والجدية. أما في اليونان، فتُمارس عادة كسر الصحون ليس فقط في الأعراس، بل أحيانًا في المطاعم أو أثناء الاحتفال بمناسبة خاصة، للتعبير عن الفرح أو طرد الحظ السيئ. وبعض الأسر تحتفظ بهذه العادة يوميًا خلال وجبات نهاية الأسبوع كنوع من تجديد الطاقة داخل المنزل.

رغم أن بعض هذه الطقوس اليومية قد تبدو غريبة أو غير مألوفة، فإنها تمنحنا نافذة لفهم كيف يعيش الآخرون حياتهم بطريقة مختلفة. فكل طقس، مهما بدا بسيطًا أو غريبًا، يعكس فلسفة كامنة، سواء كانت روحية، اجتماعية، أو ثقافية. الغرابة هنا لا تعني التخلف أو البدائية، بل التنوع الإنساني الغني، والتعبير المختلف عن مشاعر مشتركة كالحب، الاحترام، أو البحث عن الطمأنينة. وحين ننظر إلى هذه العادات بعين الفضول بدل الحكم، نكتشف كم أن عالمنا واسع ومعقد وجميل في اختلافه.