عجائب الشرق الأوسط الخفية: من شبام إلى سقطرى

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
السياحة في جزيرة سقطرى
دليلك لزيارة جزيرة سقطرى
أفضل منتجعات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتقاطع الحضارات القديمة مع الجغرافيا المدهشة، تختبئ وجهات قلّما تطأها أقدام السائحين، لكنها تحمل في طياتها سحرًا لا يقل عن أعظم المدن العالمية. إنها أماكن تنطق بتاريخها، وتشهد على عظمة الإنسان في تكيّفه مع الطبيعة القاسية أو في قدرته على الإبداع العمراني والمعماري رغم ندرة الموارد. من “مانهاتن الصحراء” في اليمن إلى غابات “دم الأخوين” في سقطرى، تمتد خيوط الحكاية عبر مدن وأساطير تشهد بأن الشرق الأوسط لا يزال يحمل بين طياته الكثير مما لم يُكتشف بعد.

شبام ودمشق القديمة: حضارة الطين والعراقة الأزلية

مدينة شبام اليمنية تُعد من أعجب المدن في العالم، فهي واحدة من أوائل المدن التي استخدمت أسلوب البناء العمودي قبل قرون طويلة من ناطحات السحاب الحديثة. تتألف مبانيها من طوب الطين وتصل إلى تسعة طوابق، ما يجعلها تُعرف باسم “مانهاتن الصحراء”. هذا التصميم الذكي لم يكن مجرد شكل جمالي، بل وسيلة عملية لمواجهة قسوة المناخ وحماية السكان من الفيضانات. ومن اليمن إلى سوريا، نجد مدينة دمشق القديمة، أقدم مدينة مأهولة في العالم، تزهو بأزقتها الضيقة وبيوتها الدمشقية التقليدية التي تعبق بعطر الياسمين. تضم المدينة معالم خالدة مثل الجامع الأموي وسوق الحميدية، وتروي كل زاوية فيها قصة حضارة امتدت لآلاف السنين وما زالت تنبض بالحياة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

بعلبك والمئذنة الملتوية: إرث روماني وإسلامي خالد

تُعد بعلبك في لبنان من أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، فهي موطن لآثار رومانية ضخمة تُظهر مدى عبقرية العمارة القديمة. الأعمدة العملاقة والمعابد التي لا تزال صامدة حتى اليوم، مثل معبد جوبيتر ومعبد باخوس، تجعل الزائر يشعر وكأنه يسير في مدينة رومانية باقية وسط الجبال اللبنانية. أما في العراق، فتقف المئذنة الملتوية في سامراء كرمز معماري فريد يعكس براعة الفن الإسلامي المبكر. هذه المئذنة الحلزونية التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي كانت جزءًا من جامع سامراء الكبير، أحد أعظم المساجد في العالم الإسلامي القديم، وما تزال حتى اليوم محط إعجاب المهندسين والمؤرخين على حد سواء.

جولستان ودهب: تنوع ثقافي وطبيعي يأسر القلوب

في أقصى شمال شرق إيران، تقع منطقة جولستان التي تكاد تبدو قطعة من آسيا الوسطى أكثر منها جزءًا من الشرق الأوسط. تتميز بتضاريسها الخضراء المتموجة وسكانها من أصول تركمانية، الذين حافظوا على عاداتهم وثقافتهم عبر القرون. هناك، يلتقي الزائر بمزيج مذهل من الطبيعة والثقافة غير المألوفة في المنطقة. وعلى الطرف الآخر من الشرق الأوسط، على سواحل سيناء المصرية، تنتظر مدينة دهب المسافرين الباحثين عن الهدوء والمغامرة بأسعار مناسبة. تُعد دهب الجوهرة الهادئة بين وجهات الغوص العالمية، حيث تجمع بين صفاء البحر الأحمر وروح البدو الأصيلة، ما يجعلها محطة مفضلة للمسافرين ذوي الميزانية المحدودة.

المنامة وغابة هوتان دارا: من الحداثة إلى الأسطورة

في البحرين، تتألق المنامة كوجهة عصرية تمزج بين التراث الخليجي والحداثة العمرانية. تشتهر بأسواقها التقليدية النابضة بالحياة مثل سوق المنامة، وبأبراجها الحديثة التي ترسم أفقًا مدهشًا فوق مياه الخليج. وهي مثال حي على تطور المدن الخليجية التي استطاعت أن تحافظ على هويتها رغم الطفرة العمرانية. أما في أقصى الجنوب، في جزيرة سقطرى اليمنية، تكمن واحدة من أكثر المناظر الطبيعية غرابة على وجه الأرض: غابة هوتان دارا، موطن أشجار دم الأخوين الفريدة بعصارتها الحمراء التي تشبه الدم. هذا المشهد السريالي يجعل الزائر يشعر كأنه انتقل إلى كوكب آخر، حيث تتجسد الطبيعة في أبهى صورها البدائية والغريبة في آن واحد.

في الختام، يظهر الشرق الأوسط هنا من زاوية مختلفة؛ ليس فقط كمهدٍ للأديان والحضارات، بل كمنطقة تزخر بمواقع مذهلة لم تنل بعد ما تستحقه من اهتمام عالمي. فكل مدينة أو موقع من هذه الأماكن يحكي قصة عن عبقرية الإنسان وجمال الطبيعة في مواجهة الزمن.

إليك قائمة بهذه الوجهات:

  • شبام – اليمن
  • دمشق القديمة – سوريا
  • بعلبك – لبنان
  • المئذنة الملتوية – العراق
  • جولستان – إيران
  • دهب – مصر
  • المنامة – البحرين
  • غابة هوتان دارا (سقطرى) – اليمن