عشاء تحت الماء: أغرب 5 مطاعم في العالم لتجربة لا تُنسى

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 أغسطس 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
مطاعم تحت الماء: حيث العشاء يُصبح رحلة استكشافية
أغرب المطاعم في العالم
أفضل الفنادق العالمية لتجربة لا تُنسى في عام 2024

في زمن لم تعد فيه تجارب الطعام مجرد تذوق نكهات، بل أصبحت مغامرة حسية متكاملة، برزت مجموعة من المطاعم حول العالم تقدم مفاهيم خارجة عن المألوف تجذب محبي الغرابة والمميز. هذه المطاعم لا تعتمد فقط على قوائم أطباق فاخرة أو مكونات استثنائية، بل تبني هويتها حول التجربة بحد ذاتها: أين تجلس؟ ماذا ترى من حولك؟ ما نوع الموسيقى أو الأجواء التي تحيط بك؟ من بين هذه التجارب اللافتة، يبرز مفهوم تناول العشاء في أماكن غير تقليدية تمامًا، مثل تحت سطح البحر أو على ارتفاعات شاهقة أو وسط الجليد أو حتى بين الصخور البركانية. إنها تجارب تتجاوز حدود الطعم لتترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة المسافر، وتجمع بين الفخامة والتشويق في آنٍ معًا.

مطاعم تحت الماء: تجربة بصرية وسط الحياة البحرية

من أبرز التجارب التي تُدهش الزائرين هي تناول الطعام تحت سطح البحر، حيث تحيط بك جدران زجاجية شفافة وتنساب الأسماك من حولك وأنت تستمتع بوجبتك. مطعم "Ithaa" في جزر المالديف يُعد أول مطعم زجاجي تحت الماء في العالم، ويقع على عمق خمسة أمتار، حيث يقدم قائمة طعام فاخرة في أجواء ساحرة لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر. الجلوس وسط الشعاب المرجانية وأسماك القرش والشفنين البحري يضفي سحرًا خاصًا على كل طبق. تجربة مشابهة تقدمها النرويج من خلال مطعم "Under"، الذي يُعتبر أكبر مطعم تحت الماء في أوروبا، وقد صُمم بطريقة معمارية مذهلة تجعله يبدو كأنه قطعة من المحيط اخترقت اليابسة. تناول الطعام هناك ليس مجرد رفاهية، بل رحلة داخل أعماق الطبيعة نفسها، تمتزج فيها الحداثة بالتأمل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مغامرة الطهي في الأماكن القصوى: الجليد والجبال والفضاء

بعيدًا عن أعماق البحر، توجد مطاعم أقيمت في أماكن نائية أو بيئات قاسية تجعل الوصول إليها بحد ذاته جزءًا من المغامرة. في فنلندا، مثلًا، هناك مطاعم تُبنى بالكامل من الجليد وتفتح أبوابها فقط خلال فصل الشتاء، حيث يجلس الزوار على مقاعد من الثلج ويتناولون الطعام في درجات حرارة تحت الصفر، مما يضفي على كل طبق طابعًا فريدًا من التحدي والمتعة. وفي سويسرا، يقدم مطعم "Piz Gloria" تجربة لا تقل إدهاشًا، فهو يقع على قمة جبل شاهق ويمكن الوصول إليه عبر تلفريك، ويمنح الزوار إطلالة بانورامية على جبال الألب، وقد اشتهر عالميًا بعد ظهوره في أحد أفلام جيمس بوند. أما في الصين، فهناك مطاعم معلقة على حواف الجبال أو داخل كهوف حجرية، تجمع بين التراث والجمال الطبيعي الخلاب.

مطاعم بتجارب غير مألوفة: من الظلام إلى الأوهام

لا تتوقف الغرابة عند الموقع الجغرافي، فبعض المطاعم تبني مفهومها بالكامل حول كسر التوقعات الحسية. مثل مطاعم "Dans le Noir؟" المنتشرة في عدد من العواصم الأوروبية، حيث يتم تناول الطعام في ظلام تام، ويقودك النُدل المكفوفون إلى طاولتك، ويُطلب منك استكشاف المذاق دون أن ترى ما تأكله. الفكرة تقوم على تعزيز الحواس الأخرى وخلق وعي أعمق بتجربة التذوق. كما توجد مطاعم تعتمد على الواقع الافتراضي أو الخدع البصرية، فتقدم أطباقًا تتغير ألوانها بفعل الإضاءة، أو تقدم على أطباق تشبه قطعًا فنية ثلاثية الأبعاد. هذه الأماكن لا تُشبع المعدة فقط، بل تثير الخيال وتفتح الأبواب أمام شكل جديد تمامًا من الترفيه الذكي.

في النهاية، تُظهر هذه المطاعم أن تجربة الطعام يمكن أن تتحول إلى مغامرة لا تنسى، بمجرد أن تخرج عن المألوف وتُخاطب الحواس بطريقة مبتكرة. سواء كنت تجلس في قاع المحيط، أو وسط الجليد، أو على حافة جبل، أو حتى في الظلام الدامس، فإن الوجبة تتحول من نشاط روتيني إلى لحظة استثنائية تُسجَّل في الذاكرة طويلاً. هذه الوجهات الغريبة هي دليل على أن الإبداع لا حدود له، وأن السفر لا يُقاس بعدد الكيلومترات فحسب، بل بعمق التجارب التي نخوضها، حتى ولو كانت ببساطة… عشاء في مكان غير متوقع.