فتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار الساعة
في خطوة تعبّر عن عمق العناية التي توليها القيادة السعودية ببيوت الله، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بفتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار 24 ساعة، ليكون مفتوحًا أمام المصلين والزوار في جميع الأوقات. يأتي هذا القرار المبارك استمرارًا لنهج المملكة في خدمة ضيوف الرحمن ورعاية المساجد التاريخية ذات الرمزية الدينية البالغة، تأكيدًا على مكانة المدينة المنورة كقلب روحي نابض للمسلمين حول العالم.
مكانة دينية وتاريخية فريدة
يُعد مسجد القبلتين من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، إذ يحمل اسمًا يعكس حدثًا تاريخيًا عظيمًا حين تحولت فيه القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة بأمر من الله تعالى أثناء صلاة المسلمين فيه، ليبقى شاهدًا خالدًا على لحظة مفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية. ويتميز المسجد بتصميم معماري يجمع بين الأصالة والحداثة، إذ خضع في السنوات الأخيرة لتوسعات وتجديدات متكاملة شملت القباب والمآذن والساحات الخارجية، بما يليق بمكانته المقدسة ويهيئه لاستقبال المصلين والزوار من داخل المملكة وخارجها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التوجيه الملكي ودلالاته العميقة
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، بهذا التوجيه الكريم، مؤكدًا أنه يعكس رؤية القيادة الرشيدة في رعاية بيوت الله وتيسير العبادة للمسلمين. وأوضح أن الجهات المعنية بدأت بالفعل في تنفيذ الإجراءات التشغيلية اللازمة لضمان جاهزية المسجد للعمل على مدار الساعة، مع توفير فرق إشراف وصيانة ونظافة دائمة. ويأتي هذا القرار امتدادًا لحرص المملكة على تطوير المساجد التاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وسائر المناطق، انطلاقًا من دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين. كما أشار سموه إلى أن هذا التوجيه يجسد القيم التي قامت عليها الدولة السعودية منذ تأسيسها، في العناية بالمقدسات وتقديم أرقى الخدمات لقاصديها.
تطوير مستمر لخدمة المصلين والزوار
من جانبه، أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن هذا القرار الملكي يعكس مدى اهتمام القيادة ببيوت الله، لاسيما المساجد التاريخية التي تحمل رمزية خاصة في وجدان المسلمين. وأكد أن الوزارة استكملت تجهيز المسجد بكافة المرافق والخدمات التي تضمن راحة المصلين، من أنظمة التكييف والإنارة إلى مرافق الوضوء ودورات المياه، إضافة إلى تنظيم فرق ميدانية لمتابعة الخدمات والصيانة على مدار اليوم. كما لفت إلى أن الوزارة ماضية في تنفيذ مشروعات تطوير نوعية ضمن رؤية السعودية 2030، تهدف إلى تعزيز بيئة المساجد وتحسين تجربة الزوار والمصلين في مختلف مناطق المملكة.
يؤكد توجيه خادم الحرمين الشريفين بفتح مسجد القبلتين 24 ساعة على الدور المتواصل الذي تضطلع به المملكة في رعاية الأماكن المقدسة وتوفير سبل الراحة والطمأنينة للمسلمين. ومع هذه الخطوة المباركة، تواصل المدينة المنورة احتضانها لأحد أهم رموز التاريخ الإسلامي في أبهى صورة، حيث يمتزج الإيمان بالعراقة والحداثة، في مشهد يعكس عظمة الرسالة التي تحملها المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين على امتداد العالم الإسلامي.