قلعة أسكيران تفتح أبوابها للزوار بعد سنوات من عودة قره باغ لسيطرة أذربيجان

  • تاريخ النشر: الجمعة، 21 نوفمبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
فنادق فاخرة في إيطاليا تفتح أبوابها للزوار في عام 2023
وندر جاردن تفتح أبوابها أمام الزوار في موسم الرياض
دولة سياحية تفتح أبوابها أمام الزوار لأول مرة منذ عامين

تقع قلعة أسكيران على ضفاف نهر نهر كاركار في إقليم قره باغ التابع حالياً ل‍أذربيجان، وتُعدّ من أبرز المعالم التاريخية والعسكرية في المنطقة. بعد عقود من الإهمال والانقسام بسبب النزاع المسلح بين أذربيجان وأرمينيا، عادت القلعة إلى دائرة الاهتمام والترميم، لتُفتتح أمام الزوار محققة ما يشبه انتعاشاً حضارياً وسياحياً في تلك البقعة التي شهدت الكثير من التحولات.

تاريخ القلعة ووظيفتها الحصينة

شُيّدت القلعة في الأصل في القرن الثامن عشر، وبحسب تصريحات شامخال أديغوزيلوف من الرئاسة الأذربيجانية، فإن البناء يعود إلى عام 1751 وسُمِّيَ لأغراض دفاعية، حيث بلغ ارتفاع أسوارها بين 9 إلى 12 متراً تقريباً، في حين يبلغ عرض الأسوار حوالي مترين. تُعرف القلعة أيضاً بأنها «البوابة الشرقية لجبال قره باغ»، نظراً لموقعها الاستراتيجي على الحافة الشمالية لوادي نهر كاركار. خلال تاريخها، خضعت أسوار القلعة لعدة عمليات توسعة وإعادة بناء، من بينها الجدار المزدوج المكوّن من نحو 1.5 كيلومتر تقريباً والذي يُشاهد حتى اليوم. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

الإهمال والنزاع ثمّ الترميم وانفتاحها

منذ عام 1992، حين سيطرت القوات الانفصالية الأرمنية على أسكيران وغيرها من المناطق في قره باغ، ظلت القلعة طيلة سنوات طويلة تحت الإهمال وشبه مغلقة أمام السياحة المحلية أو الأجنبية. ومع انطلاق عملية الجيش الأذربيجاني في 27 سبتمبر 2020 لاستعادة السيطرة على الإقليم، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا بعد 44 يوماً، بدأت مرحلة جديدة لتلك المنطقة. وبعد استعادة التحكم الرسمي، دخلت القلعة ضمن مشاريع الترميم وإعادة الإحياء الثقافي، حيث بدأت أعمال ترميم واسعة أعادت لها جزءاً كبيراً من هيئتها الأصلية، ما مهد لافتتاحها أمام الزوار المحليين والأجانب. 

الأهمية السياحية والثقافية في المرحلة الجديدة

اليوم، تمثل قلعة أسكيران نقطة جذب سياحي مهمة في أذربيجان، فزوارها يستطيعون ليس فقط زيارة الأرشيف المعماري العسكري بل أيضاً الاستمتاع بالموقع الطبيعي المحيط بها، من وادي نهر كاركار إلى المرتفعات الجبلية المجاورة. تحمل القلعة في جدرانها تاريخاً من التحصين والحروب والتحولات السياسية، مما يجعلها رمزا للفخر الوطني وإعادة الإحياء الثقافي في منطقة كانت مدخلاً لصراعات قديمة. كذلك، فإن إعادة فتح الموقع أمام السياحة تعني فرصة لتنمية المنطقة اقتصادياً وإعلامياً من خلال استقبال الزوار، وتنشيط الوعي بتراث قره باغ.

في الختام، تُمثّل قلعة أسكيران أكثر من مجرد هيكل حجري من الماضي؛ إنها شهادة حية على مرحلة تاريخية شهدتها منطقة قره باغ، وعلى قدرة التراث على النهوض من تحت رماد النزاع إلى منصة للسلام والتبادل الثقافي. زيارة هذا المعلم اليوم توفر للمسافر مصدر إلهام، وفرصة للتأمل في كيفية تحول موقع كان رمزاً للصراع إلى علامة للترميم والانفتاح.