قلعة مينتون.. سانت برنارد: حامية الألب وسحر التاريخ الفرنسي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 يوليو 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
جبل القلعة في عمان: تاريخ مليء بالسحر والإثارة
قلعة مونت سانت ميشيل في فرنسا
الحي الفرنسي في هانوي: سحر التاريخ وجمال التفاصيل الخفية

على تلة شامخة في قلب جبال الألب الفرنسية، تقف قلعة مينتون-سانت برنارد كحارس قديم يُشرف على الوديان والقرى المجاورة بصمت مهيب. هذه القلعة، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، ليست مجرد مبنى حجري يروي حكايات قديمة، بل هي قطعة معمارية متكاملة تعكس مزيجًا من الدفاع والهيبة، وتُعد من أبرز معالم منطقة سافوا لما تحمله من تاريخ عسكري وثقافي طويل، وما توفره من إطلالات طبيعية خلابة على بحيرة آنسي وما حولها.

تاريخ عريق بين الدفاع والسيطرة على الممرات

تأسست قلعة مينتون-سانت برنارد في القرن الثاني عشر، في موقع استراتيجي يُتيح السيطرة على الممرات الجبلية والتجار القادمين من سويسرا وإيطاليا عبر جبال الألب. وقد كان الغرض الأساسي من بنائها هو المراقبة والدفاع، لذا جاءت الهندسة المعمارية للقلعة بما يناسب هذه الأغراض، حيث بُنيت بأسوار سميكة، وأبراج مراقبة عالية، ومداخل ضيقة يصعب اختراقها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وخلال العصور الوسطى، لعبت القلعة دورًا مهمًا في النزاعات بين الإمارات المجاورة، وكانت مركزًا لجباية الضرائب وحماية القوافل. وقد تعاقب عليها عدد من العائلات النبيلة، كان أبرزها عائلة دي مينتون، التي تركت بصمتها في التصميم والزخارف والإضافات التي أُلحقت بالقلعة على مر العصور.

من حصن مهجور إلى معلم سياحي وتراث ثقافي

على الرغم من أن القلعة تعرضت للتدهور والإهمال في فترات مختلفة، إلا أنها خضعت في القرن العشرين لعمليات ترميم واسعة أعادت لها مجدها، وحُولت إلى وجهة سياحية وثقافية تستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم.

الزائر اليوم يمكنه التجول بين أروقة القلعة وغرفها القديمة، ورؤية معروضات تاريخية تشمل الأسلحة والدروع، ومجموعة من اللوحات والمخطوطات التي توثق تاريخ المنطقة. كما أن الهندسة الداخلية للقلعة ما تزال تحافظ على الكثير من تفاصيلها الأصلية، من الأقواس الحجرية، إلى السلالم الحلزونية، إلى النوافذ الضيقة التي كانت تُستخدم للرماية.

لكن ما يميز الزيارة حقًا هو الإطلالة البانورامية من أعلى القلعة، حيث يمكن للزائر أن يرى بحيرة آنسي، وسفوح الجبال، والقرى المتناثرة وسط المروج والغابات، في مشهد يأسر النظر ويُضفي على التجربة بعدًا شعريًا وجماليًا.

تجربة سياحية فريدة في قلب الألب الفرنسية

زيارة قلعة مينتون-سانت برنارد ليست فقط مناسبة لعشاق التاريخ، بل تُعد تجربة متكاملة تلائم العائلات، والمصورين، وهواة المشي في الطبيعة. فالقلعة محاطة بمسارات خضراء يمكن التجول فيها، وتؤدي إلى نقاط مراقبة طبيعية مثالية لالتقاط الصور أو الاستمتاع بلحظات من التأمل وسط الجبال.

في فصل الصيف، تُنظم في محيط القلعة مهرجانات صغيرة وفعاليات موسيقية تعيد إحياء روح القرون الوسطى، وتضفي على المكان أجواءً نابضة بالحياة. كما أن القرب من مدينة آنسي يجعل من السهل دمج زيارة القلعة ضمن برنامج سياحي يشمل البحيرة والأسواق والقرى الجبلية المجاورة.

في النهاية، إن قلعة مينتون-سانت برنارد ليست فقط شاهدًا على الماضي العسكري والسياسي للمنطقة، بل هي رمز للصمود والجمال المعماري في حضن الطبيعة. إنها المكان الذي تلتقي فيه القساوة الدفاعية بجمال الأفق، حيث يروي كل حجر قصة، وتهمس الجدران بذكريات قرون مضت. وفي زيارتك لها، لا تكتشف فقط معلمًا أثريًا، بل تدخل عالمًا من السحر والتاريخ والأناقة الفرنسية الخالدة.