لماذا نحتفل بيوم الأمم المتحدة في 24 أكتوبر؟
في الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، يجتمع العالم للاحتفال بيوم الأمم المتحدة، وهو موعد رمزي يحمل في طياته رسالة قوية عن أهمية التعاون الدولي وحفظ السلم العالمي. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تأسيس منظمة أممية، بل هو تأكيد متجدد على الحاجة إلى وحدة الشعوب في مواجهة التحديات المشتركة مثل الفقر والنزاعات والتغير المناخي. بدأ الاحتفال رسميًا منذ عام 1948، بعد دخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ في 24 أكتوبر 1945، وهو التاريخ الذي بات يمثل ميلاد حقبة جديدة من العمل الجماعي بعد أن أنهكت الحروب العالم.
تعزيز السلام ومنع الحروب
الهدف الأساسي من الاحتفال بهذا اليوم هو التذكير بالدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في منع اندلاع الحروب وتسوية النزاعات بالطرق السلمية. فبعد حربين عالميتين مدمّرتين، أدركت الدول أن القوة العسكرية وحدها لا تجلب الأمن، وأن الحوار والوساطة يمكن أن يكونا طريقًا أكثر حكمة واستدامة. لذلك يُعد هذا اليوم مناسبة لتقدير جهود قوات حفظ السلام والمبعوثين الدوليين الذين يعملون في مناطق النزاعات حول العالم لوقف العنف وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة. كما تهدف الفعاليات التي تقام في هذا اليوم إلى نشر ثقافة التسامح والتفاهم بين الشعوب، خصوصًا لدى الأجيال الشابة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دعم التنمية والعدالة الاجتماعية
إلى جانب حفظ السلام، يسعى يوم الأمم المتحدة إلى إبراز أهمية التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للاستقرار العالمي. فالأمم المتحدة لا تعمل فقط في المفاوضات السياسية، بل تدير برامج إنسانية وصحية وتعليمية في عشرات الدول. من مكافحة الجوع إلى بناء المدارس وتوفير المياه النظيفة، تسهم المنظمة في تحسين حياة ملايين الأشخاص. لذلك يتم التركيز في هذا اليوم على التذكير بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تبنتها الدول الأعضاء، والتي تشمل القضاء على الفقر، والمساواة بين الجنسين، والعمل المناخي، وغيرها من القضايا التي تمس البشرية جمعاء.
إشراك المجتمعات في صنع مستقبل أفضل
جانب آخر مهم من الاحتفال هو تعزيز دور الشعوب، لا الحكومات فقط، في دعم رسالة الأمم المتحدة. ففي هذا اليوم تُنظم المدارس والجامعات أنشطة تعليمية لتعريف الطلاب بتاريخ المنظمة ومبادئها، وتُقام حفلات ثقافية تعرض تراث مختلف الدول، كما تُطلق حملات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الناس على مشاركة قصص التعاون والتطوع. الهدف من كل ذلك هو ترسيخ فكرة أن بناء عالم أكثر سلامًا وعدلًا ليس مهمة السياسيين وحدهم، بل مسؤولية مشتركة لكل فرد.
في النهاية، يمثل يوم الأمم المتحدة دعوة مفتوحة للتفكير في الكيفية التي يمكننا من خلالها أن نكون جزءًا من الحلول بدلًا من الاكتفاء بالمشاهدة. وبينما قد يبدو العالم اليوم مليئًا بالأزمات، فإن هذا اليوم يذكرنا بأن التعاون لا يزال الطريق الأكثر أمانًا نحو مستقبل أفضل. فسواء كنت طالبًا أو موظفًا أو صانع قرار، يبقى السؤال الأهم: ما دورك أنت في صنع عالم أكثر إنسانية؟