ماذا تعرف عن عيد العرش في المغرب؟
يُعد عيد العرش في المملكة المغربية من أبرز المناسبات الوطنية التي تحظى باهتمام بالغ لدى الشعب المغربي، ليس فقط لكونه عيدًا رسميًا، بل لأنه يعكس عمق العلاقة التاريخية والروحية بين الشعب والملكية. يُحتفل به سنويًا يوم 30 يوليو، تخليدًا لذكرى تولي الملك محمد السادس عرش البلاد عام 1999، بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني. هذه المناسبة ليست مجرد طقوس احتفالية، بل تحمل أبعادًا سياسية، ثقافية، واجتماعية تعبّر عن الولاء، وتُرسّخ الوحدة الوطنية وتُجدد العهد بين العرش والشعب.
رمزية عيد العرش في التاريخ المغربي
يمثل عيد العرش استمرارية لتقاليد قديمة تعود إلى عهد الملك محمد الخامس، الذي كان أول من أرسى هذا العيد الوطني سنة 1933 خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بهدف توطيد العلاقة بين القصر والشعب. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم رمزًا لتجديد البيعة، حيث يجدد الشعب المغربي ولاءه لملك البلاد من خلال فعاليات رسمية، وخطب ملكية، ومراسيم احتفالية تعكس التلاحم بين المؤسسة الملكية والمواطنين. لا يقتصر العيد على الأبعاد السياسية فقط، بل يُعد مناسبة وطنية للتأكيد على الانتماء الوطني ووحدة الصف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مظاهر الاحتفال بعيد العرش
تشهد المدن المغربية في عيد العرش أجواءً احتفالية مميزة، تبدأ برفع الأعلام الوطنية وتزيين الساحات العامة والمؤسسات الحكومية. وتُنظّم العروض العسكرية والموسيقية، بالإضافة إلى إطلاق الألعاب النارية في المدن الكبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، ومراكش. كما يُلقي الملك محمد السادس خطابًا ملكيًا هامًا بهذه المناسبة، يتضمن رسائل سياسية واقتصادية واجتماعية، وغالبًا ما يُعلن خلاله عن قرارات استراتيجية أو إصلاحات تمس الحياة العامة. كذلك تُمنح العفو الملكي عن بعض السجناء، في خطوة إنسانية تجسد بُعد الرحمة والعدل في قيادة البلاد.
الأثر الوطني والاجتماعي لعيد العرش
لا تقتصر أهمية عيد العرش على الرمزية السياسية أو الجوانب الاحتفالية، بل إنه يُعد محطة سنوية لتقييم منجزات الدولة وتوجهاتها المستقبلية. يُعيد هذا اليوم التأكيد على مكانة الملك كرمز للوحدة الوطنية وضامن للاستقرار، ويُحفّز المواطنين على التمسك بقيم المواطنة والمشاركة الفعّالة في بناء الوطن. كما يشكل مناسبة لتكريم الكفاءات الوطنية والاحتفاء بالنجاحات الجماعية، مما يعزز الشعور بالفخر والانتماء.
يظل عيد العرش في المغرب أكثر من مجرد احتفال رسمي، فهو مناسبة وطنية عميقة الجذور تجسد ولاء الشعب للعرش، وتعكس تطور الدولة المغربية في مختلف المجالات. كما يشكل جسرًا بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر، مؤكدًا أن العهد المتجدد بين الشعب والملك هو الركيزة الأساسية لمسيرة التنمية والاستقرار في المملكة المغربية.