مسارات السياحة البيئية في جبال فيفاء

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
السياحة في فيفاء
السياحة البيئية في السعودية
مسارات ركوب الدراجات في جبال الحجر: مغامرة على عجلتين

في أقصى جنوب غرب المملكة العربية السعودية، تتربع جبال فَيْفَاء (Fayfa / Fifa) وسط منطقة جازان كواحدة من أجمل المناطق الطبيعية وأكثرها تنوعًا في تضاريسها ومناخها. تُعرف فيفاء بطبيعتها الجبلية الخضراء وسُحبها التي تلامس القمم، مما جعلها وجهة مثالية لعشاق السياحة البيئية والرحلات الجبلية. تمتاز هذه الجبال بتدرجاتها الزراعية الفريدة وغناها بالنباتات والحياة البرية، إلى جانب تراثها الثقافي الأصيل الذي يعكس روح الجنوب السعودي. ومع اهتمام المملكة بتعزيز السياحة المستدامة، أصبحت مسارات جبال فيفاء نموذجًا رائعًا للسياحة البيئية التي تجمع بين الجمال الطبيعي والحفاظ على البيئة.

جمال الطبيعة وتنوع المسارات الجبلية

تُعد جبال فيفاء لوحة طبيعية مدهشة تتخللها مسارات جبلية متعددة تناسب مختلف مستويات الزوار. هذه المسارات تمر عبر غابات كثيفة ومدرجات زراعية خضراء ومناطق ضبابية ساحرة، ما يمنح الزائر تجربة فريدة بين أحضان الطبيعة. من أبرز المسارات مسار "قمة العبسية" الذي يُعد من أجمل النقاط لمشاهدة الغروب والوديان المحيطة، إضافة إلى مسار "الدفيف" الذي يتميز بانحداراته الوعرة وإطلالاته البانورامية على القرى الجبلية المتناثرة. كما توجد مسارات مخصصة للمشي الهادئ ومراقبة الطيور والنباتات المحلية التي تزدهر في مناخ فيفاء المعتدل طوال العام. هذا التنوع في التضاريس يجعل من فيفاء وجهة مفضلة لعشاق المشي الجبلي والمغامرات البيئية التي لا تضر بالبيئة الطبيعية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

التنوع البيئي والحياة الفطرية

جبال فيفاء غنية بتنوع بيولوجي نادر يجعلها محمية طبيعية غير معلنة في بعض مناطقها. تنتشر فيها أشجار البن العربي الذي اشتهرت به المنطقة منذ القدم، إضافة إلى النباتات الطبية والعطرية التي تنمو في بيئتها الرطبة. وتُعد الجبال موطنًا لعدد كبير من الطيور مثل الهدهد والنسر والعقاب، إلى جانب أنواع مختلفة من الفراشات والحشرات التي تضيف لمسة من الحياة إلى المشهد الطبيعي. كما يعيش في هذه المناطق عدد من الحيوانات الجبلية الصغيرة التي تتأقلم مع التضاريس الصخرية. هذا التنوع جعل من فيفاء مقصدًا للباحثين والمصورين البيئيين الذين يسعون لتوثيق الحياة الفطرية في واحدة من أكثر مناطق المملكة تنوعًا بيئيًا. وتحرص الجهات المحلية على حماية هذا التوازن البيئي عبر برامج توعية وسياحة مستدامة تقلل من التأثير السلبي للزوار.

التجارب الثقافية والسياحة المستدامة

السياحة في جبال فيفاء لا تقتصر على الاستمتاع بالطبيعة فحسب، بل تمتد لتشمل التجارب الثقافية والاجتماعية التي تُثري الرحلة. فالقرى الجبلية التي تنتشر على السفوح تحتفظ بعاداتها وتقاليدها الأصيلة، ويمكن للزائر أن يعيش تجربة الضيافة الجنوبية من خلال تناول القهوة  المحلية أو المشاركة في الفعاليات التراثية التي تقام في المناسبات. كما تُنظَّم جولات للتعرف على الزراعة الجبلية وكيفية بناء المدرجات الزراعية التي تُعد من أبرز معالم المنطقة. كل هذه الأنشطة تُنفّذ بروح السياحة المستدامة التي تشجع على احترام البيئة ودعم المجتمع المحلي من خلال شراء المنتجات الحرفية والمأكولات التقليدية.

في الختام، تبقى جبال فيفاء جوهرة خضراء في قلب الجنوب السعودي، تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ الإنساني العريق. مساراتها البيئية ليست مجرد طرق للتنزه، بل هي رحلة استكشاف لروح المكان وتفاصيل الحياة الجبلية التي تنبض بالبساطة والجمال. إنها وجهة تمنح الزائر توازنًا نادرًا بين الهدوء والمغامرة، وتؤكد أن السياحة يمكن أن تكون وسيلة لحماية الطبيعة وتعزيز وعي الإنسان بعظمة البيئة التي يعيش فيها.