مسارات المشي في محمية ضانا: رحلة عبر أربع عوالم طبيعية

مقالات ذات صلة

أروع مسارات للمشي وسط الطبيعة الساحرة

لماذا يُعد مسار أوفرلاند من أجمل رحلات المشي في العالم؟

مسارات مشي مدهشة لعشاق الترحال في قلب الطبيعة

تُعد محمية ضانا في الأردن واحدة من أجمل الوجهات لمحبي المشي الطويل واستكشاف الطبيعة البكر، فهي ليست مجرد منطقة محمية فحسب، بل مسرح مفتوح لرحلة عبر الزمن والجغرافيا والمناخ في تجربة واحدة. على مساحة تزيد عن 300 كيلومتر مربع، تمتد ضانا من قمم الجبال العالية حتى الوديان الصحراوية، ما يمنح الزائر فرصة فريدة للانتقال من بيئة إلى أخرى سيرًا على الأقدام. ومع كل خطوة، تتغير النباتات والصخور وحتى الهواء، وكأنك تسافر بين أربع قارات صغيرة في مكان واحد دون الحاجة إلى مغادرة خط السير.

تنوع بيولوجي لا يُصدق على طريق واحد

أبرز ما يجعل مسارات المشي في محمية ضانا تجربة لا تُنسى هو مرورها عبر أربع مناطق حيوية مختلفة: من غابات الصنوبر والعرعر الباردة في المرتفعات، مرورًا بالسهول الدافئة، وصولًا إلى الوديان شبه الصحراوية، ثم المناطق الجافة شديدة الحرارة في أسفل المحمية. هذا التنوع البيئي النادر يسمح بمشاهدة أكثر من 800 نوع نباتي و200 نوع من الطيور والحيوانات، من بينها الوعل النوبي والقط الرملي والذئب العربي. قد تصادف قطيعًا من الماعز الجبلي يقفز بين الصخور، أو ترى نسرًا يحلق فوقك في السماء بينما تتنقل أنت بين أشجار الفستق والبطم، في مشهد يبدو وكأنه لوحة فنية متحركة.

مسارات مناسبة لكل المستويات وتجارب لا تُنسى

سواء كنت مبتدئًا في رحلات المشي أو محترفًا يبحث عن التحدي، فستجد في محمية ضانا ما يناسب سرعتك وقدرتك. هناك مسارات قصيرة يمكن إنهاؤها خلال ساعتين فقط، مثل مسار القرية القديمة، حيث تمر بأطلال قرية حجرية مطلّة على الوادي. ولمن يحبون المغامرات الأطول، فإن مسار وادي الضانا إلى وادي عربة يُعد من أجمل الرحلات الممتدة، حيث يستغرق يومًا كاملًا من السير الانحداري نحو المناطق الدافئة، مع توقفات لالتقاط الصور أو الغوص في برك الماء الطبيعية التي تتشكل بعد الأمطار. بعض المسارات تتضمن أدلاء محليين من سكان المنطقة الذين يروون قصصًا عن الحياة التقليدية وكيف كانوا يعتمدون على هذه الطرق في السفر والتجارة منذ مئات السنين، مما يضيف طابعًا ثقافيًا للمغامرة الطبيعية.

إقامة بيئية وطعام تقليدي في نهاية الرحلة

أجمل ما في تجربة المشي في ضانا هو إمكانية قضاء الليلة في نُزل بيئية بسيطة مبنية من الحجر المحلي أو في خيام بدوية تقليدية بإطلالة على الجبال. بعد يوم طويل من المشي، يمكنك الجلوس حول النار وتناول طبق المقلوبة أو الشاي الساخن بالزعتر الجبلي، بينما تغرب الشمس خلف المرتفعات بلون برتقالي ساحر. في الليل، يتحول المكان إلى مسرح فلكي مفتوح، حيث تظهر النجوم بوضوح لا يمكن رؤيته داخل المدن، مما يجعل الاسترخاء تحت السماء جزءًا من الرحلة وليس مجرد ختام لها.

في النهاية، محمية ضانا ليست مجرد مكان للمشي، بل مدرسة مفتوحة للطبيعة تعلمك كيف تتغير الحياة من متر إلى آخر، وكيف يمكن للبساطة أن تمنحك أعظم شعور بالحرية. إذا كنت تبحث عن رحلة تجمع بين المغامرة والهدوء، وبين الثقافة والجغرافيا، فإن ضانا هي الوجهة التي تستحق أن تكون على رأس قائمة رحلاتك القادمة.