هذه البلدة لا يسمح فيها بالتصوير.. إليك قصة أغرب قانون بسويسرا

  • تاريخ النشر: الأحد، 05 أكتوبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
تجربة السكن في كبائن جبلية بسويسرا
قصة بلدة يابانية لا يسكنها سوى شخص واحد وقطة
إذا كُنت أنت المسافر السري إليك 5 من أغرب دول العالم

في عالم يتنفس الصور ويخزن الذكريات عبر الشاشات، باتت الكاميرا رفيق كل مسافر واللقطة جزءاً أساسياً من أي رحلة. لكن وسط هذا الهوس العالمي بالتوثيق، ظهرت قرية سويسرية صغيرة أدهشت الجميع عندما قررت أن تقول: "لا للتصوير!" هذه البلدة هي بيرغن (Bergün)، الواقعة في جبال الألب شرقي سويسرا، والتي أثارت الجدل والفضول بقرار غير مألوف في زمن السوشيال ميديا.

قرار غير مسبوق... والسبب أغرب

في عام 2017، أعلنت بيرغن حظر التصوير في الأماكن العامة داخل حدودها، وأصدرت لافتات تشير إلى منع استخدام الكاميرات والهواتف لأغراض التصوير. لم يكن القرار بدافع البيئة أو الأمن أو الخصوصية كما قد يُتوقع، بل بسبب "السعادة"!
برّرت السلطات المحلية ذلك بأن نشر صور القرية على وسائل التواصل قد يتسبب في شعور الآخرين بالحزن أو الغيرة لأنهم لا يستطيعون زيارة هذا الجمال الخلاب. ورغم أن القرار حمل نبرة فكاهية وترويجية، إلا أنه أثار ضجة إعلامية عالمية وجعل اسم القرية يتصدر الأخبار والمواقع السياحية.
من الناحية العملية، لم يتم فرض غرامات حقيقية في أغلب الحالات، بل كان الهدف تسليط الضوء على مفهوم جديد للسفر: الاستمتاع بالمكان دون وسيط بصري أو رغبة في نشر كل لحظة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

هل التصوير ممنوع اليوم؟

الإجابة المختصرة: لا، المنع لم يعد سارياً بشكل رسمي. بعد الجدل الكبير، خففت القرية من حدة القرار لكنها أبقت على رسالته الأساسية. اليوم، يمكن للزوار التصوير بحرية دون مخالفة قانونية، ولكن يُشجعون على احترام الجو العام والتقليل من استخدام الكاميرات قدر الإمكان.
اللافتات التي وُضعت عام 2017 بقي بعضها لأغراض رمزية وسياحية، وما زالت القرية تحتفظ بطابعها المحافظ على الهدوء والبساطة. كما تذكّر الزوار بأن التجربة الحقيقية تكمن في العيش في اللحظة وليس توثيقها فقط. هذا التوجه جعل من بيرغن نموذجاً للتفكير في العلاقة بين الإنسان والسفر والتكنولوجيا.

لماذا لا تزال بيرغن مختلفة؟

برغم أن الحظر الرسمي لم يعد مطبقاً، فإن روح الفكرة ما زالت حية في البلدة. سكان بيرغن ينظرون إلى مدينتهم كلوحة طبيعية وليست خلفية للصور، ويُفضلون أن يعيش السياح جمالها بدل تحويلها إلى محتوى رقمي.
تتميز القرية بممرات حجرية وبيوت خشبية قديمة وجبال تحيط بها من كل جانب، إلى جانب قطار "رايتن إكسبريس" الشهير الذي يمر بالقرب منها. لكنها ليست مزدحمة كوجهات سياحية أخرى، ما جعلها ملاذاً للباحثين عن الهدوء. السياح الذين يزورونها اليوم يشعرون بأنهم في عالم خارج أجواء الاستعراض الرقمي، ويستمتعون بالمناظر الطبيعية والأنشطة الجبلية مثل التنزه والتزحلق في الشتاء.

في النهاية، تبقى بيرغن مثالاً على أن السفر ليس دائما سباقاً للحصول على أجمل لقطة، بل فرصة لتذوق المكان بروح هادئة وعينين يقظتين. وبينما يعود معظم الناس من سفرهم بآلاف الصور، قد يغادر زائر بيرغن بعدد قليل من اللقطات، لكنه يحمل في ذاكرته صورة لا يمحوها الزمن.