هل السفر بالطائرة آمن أثناء الحمل؟

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
نصائح للسفر الآمن في أفريقيا
نصائح لتجربة السفر الآمن
هل من الآمن السفر إلى كريت الآن؟

يُعد التساؤل حول سلامة السفر بالطائرة أثناء الحمل من الأسئلة الشائعة التي تواجهها الكثير من النساء الحوامل. بشكل عام، يُعتبر السفر الجوي آمناً لمعظم النساء اللاتي يتمتعن بحمل صحي وغير معقد، خاصة خلال فترات محددة من الحمل. ومع ذلك، تتطلب هذه التجربة وعياً بالمخاطر المحتملة، وتخطيطاً دقيقاً، والالتزام بالإرشادات الطبية الموصى بها لضمان سلامة الأم والجنين طوال الرحلة.

الفترة الأكثر أماناً وموانع السفر الجوي

تعتبر الفترة الأكثر أماناً والأكثر راحة للسفر بالطائرة هي الثلث الثاني من الحمل (الأسبوع 14 إلى 28 تقريباً). في هذه المرحلة، تكون أعراض الغثيان الصباحي قد خفت، ويكون خطر الإجهاض أقل مقارنة بالثلث الأول، ولم يصل الحمل بعد إلى مرحلة يكون فيها السفر مرهقاً جداً أو قريباً من موعد الولادة. ومع ذلك، هناك موانع مطلقة للسفر الجوي يجب الالتزام بها، بما في ذلك حالات تسمم الحمل (Pre-eclampsia)، والنزيف المهبلي غير المبرر، وتاريخ الولادة المبكرة أو الإجهاض المتكرر، والحمل المتعدد (مثل التوائم) في مراحل متقدمة، أو وجود مشكلات في المشيمة مثل المشيمة المنزاحة (Placenta Previa). يجب على الحامل التي تعاني من أي من هذه الحالات استشارة طبيبها والامتناع عن السفر الجوي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

قيود شركات الطيران والاحتياطات في الثلث الأخير

تفرض معظم شركات الطيران قيوداً على السفر الجوي في الثلث الأخير من الحمل لتقليل مخاطر الولادة على متن الطائرة. بشكل عام، تسمح معظم الشركات بالسفر حتى نهاية الأسبوع 36 للحمل غير المتعدد. بالنسبة للحمل المتعدد (التوائم)، يختلف الحد الأقصى للسفر عادةً بين الأسبوع 32 إلى 35. يجب على الحامل التي تخطط للسفر في وقت متأخر من الحمل الحصول على شهادة "لائقة للطيران" (Fit-to-Fly Letter) من طبيبها، تُحدد فيها تاريخ الولادة المتوقع وتؤكد خلوها من المضاعفات. ومن الضروري أن تكون هذه الشهادة حديثة، عادةً لا يتجاوز تاريخ إصدارها 72 ساعة قبل موعد المغادرة. إهمال هذه القواعد قد يؤدي إلى منع الحامل من الصعود إلى الطائرة.

إجراءات السلامة على متن الطائرة ومكافحة المخاطر

على الرغم من أن الضغط الجوي والإشعاع الكوني على الارتفاعات المعتادة للطيران يعتبران ضئيلين ولا يشكلان خطراً كبيراً على معظم الأجنة، إلا أن هناك إجراءات سلامة يجب التركيز عليها. أهمها هو تجنب الخمول وتقليل خطر تجلط الأوردة العميقة (DVT)، الذي يزيد قليلاً أثناء الحمل وعلى متن الطائرة. يجب على الحامل المشي في الممر بانتظام (مرة كل ساعة)، والقيام بتمارين تمديد القدمين والساقين أثناء الجلوس. كما يُنصح بشرب كميات وافرة من الماء لتجنب الجفاف، وتجنب المشروبات التي تزيد من فقدان السوائل مثل الكافيين. وأخيراً، يجب ربط حزام الأمان دائماً أسفل البطن وعبر عظام الورك، وليس فوق البطن، لضمان حماية الجنين في حالة الاضطرابات المفاجئة.

في الختام، يُعد السفر بالطائرة آمناً لمعظم الحوامل، شريطة الالتزام بالفترة الزمنية الموصى بها والإرشادات الطبية. إن التخطيط الجيد، بدءاً من استشارة الطبيب والالتزام بمتطلبات شركات الطيران، وصولاً إلى اتخاذ تدابير الوقاية من الجلطات والجفاف على متن الطائرة، يضمن للحامل رحلة هادئة ومريحة، وتمكنها من الاستمتاع بأوقات السفر دون قلق.