أفضل 11 تجربة لا تُفوّت في سانت بطرسبرغ

  • تاريخ النشر: الجمعة، 03 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
أفضل 11 تجربة لا تُفوّت في سانت بطرسبرغ

تُعد سانت بطرسبرغ إحدى أكثر المدن الأوروبية سحراً من حيث العمارة والثقافة والتاريخ والفنون، وقد اكتسبت لقب "عاصمة الشمال" في روسيا لما تمتلكه من معالم مبهرة وتنوع حضاري. تجمع المدينة بين المتاحف العالمية والقصور الإمبراطورية والأسواق الشعبية والنهر والقنوات والجسور، ما يجعلها وجهة متكاملة للمسافرين الباحثين عن تجارب متنوعة. وعلى مدى السنوات الماضية أصبحت سانت بطرسبرغ محطة رئيسية لعشاق الفن والتاريخ والضيافة الروسية الأصيلة، حيث تكشف كل زاوية من شوارعها عن قصة تعود إلى قرون من الزمن.

متاحف عالمية وتجارب ثقافية فريدة

من المستحيل الحديث عن سانت بطرسبرغ دون ذكر متحف الإرميتاج الحكومي (State Hermitage Museum)، الذي يُعد واحداً من أكبر المتاحف في العالم وموطناً لملايين القطع الفنية التي تعود إلى مدارس أوروبية وآسيوية مختلفة. تتوزع مقتنياته على مجموعة مبانٍ تاريخية، أبرزها قصر الشتاء الذي كان مقر القياصرة. وإلى جانبه يقع المتحف الروسي الحكومي (Russian State Museum) الذي يختص بالفن الروسي من العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويضم لوحات لأشهر الرسامين الروس. أما متحف كونستكامييرا (Kunstkamera) فهو أقدم متحف في روسيا، أسسه بطرس الأكبر ويعرض مجموعات أنثروبولوجية وطبيعية نادرة تُظهر اهتماماً مبكراً بالعلوم والبحث.

وتبرز جزيرة نيو هولاند (New Holland) باعتبارها مساحة حضرية حديثة أُعيد تأهيلها لتصبح مركزاً للثقافة والترفيه، حيث تنتشر فيها الفعاليات الفنية والمطاعم والمتاجر ومساحات التنزه على ضفاف القناة. كما تُعد كنيسة المخلص على الدم المراق (Church of the Saviour on the Spilled Blood) تحفة معمارية بأبراجها المزخرفة وفسيفسائها الداخلي، وقد شُيدت تخليداً لذكرى القيصر ألكسندر الثاني.

الطعام والأسواق وتجارب الحياة اليومية

لا تكتمل زيارة المدينة دون استكشاف المذاق الروسي التقليدي، ويمكن للزائر تناول أطباق الديمبلينغ الروسية الشهيرة في مطعم بيلمينايا (Pelmenya)، حيث تُقدّم الوصفات بأساليب متنوعة تلائم مختلف الأذواق. ولمن يرغب في تجربة الحياة المحلية، يُعتبر سوق كوزنيتشني للأغذية (Kuznechny Food Market) محطة مثالية للتعرّف على المنتجات الطازجة وأصناف الخبز والأجبان والعسل والمربيات. كما يمنح متجر أو مكان "نا فينا" (Na Vina) الزائر فرصة للاستراحة والاستمتاع بأجواء دافئة تجمع بين الطابع الشعبي والحديث في آن واحد.

ومن الجوانب الممتعة أيضاً زيارة متحف آلات الأركيد السوفيتية (Museum of Soviet Arcade Machines)، حيث يمكن لروّاد المكان تجربة ألعاب الفيديو القديمة وآلات الترفيه التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. هذه التجربة ليست مخصصة للأطفال فقط، بل تجذب البالغين الباحثين عن لمسة من الحنين والمرح.

جولات بحرية وتنقّل مذهل تحت الأرض

من أجمل التجارب التي يمكن خوضها رحلة سانت بطرسبرغ البحرية في منتصف الليل (Midnight St Petersburg Cruise)، حيث تُضاء الجسور والقنوات في أجواء ساحرة تعكس جمال المدينة من منظور مائي. كما يمكن مشاهدة لحظة رفع الجسور الشهيرة ليلاً، وهو مشهد ينتظره كثير من الزوار. ولا يقل نظام المترو (The Metro System) أهمية عن باقي المعالم، فهو ليس مجرد وسيلة نقل بل معرض فني تحت الأرض، إذ تُزيَّن العديد من محطاته بالرخام والثريات والزخارف التي تعكس الطراز الإمبراطوري.

تتيح هذه التجارب المتنوعة للزائر التعرّف على الوجه الحقيقي لسانت بطرسبرغ، حيث تمتزج الحياة اليومية بالتراث والثقافة، ويتجاور الماضي المجيد مع الحداثة في انسجام مدهش. وبفضل موقعها على ضفاف نهر نيفا، تمنح المدينة مزيجاً من الأنشطة الداخلية والخارجية التي تناسب مختلف الفصول.

في النهاية، تُعد سانت بطرسبرغ من الوجهات التي يصعب اختصارها في زيارة قصيرة، إذ تحتاج إلى تدرّج في الاكتشاف واستعداد للاندهاش. فسواء كان الهدف التعرف إلى الفنون، استكشاف الهندسة المعمارية، تذوق الطعام المحلي أو خوض الرحلات النهرية، ستظل المدينة قادرة على إبهار الزائر بتنوعها وتاريخها الغني وحيويتها اليومية. إنها مدينة تجمع بين الفخامة القيصرية والنكهة الشعبية، وتقدّم لكل زائر إحدى عشرة تجربة لا تُنسى تشكل فصلاً مميزاً في رحلته حول العالم.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم