أفضل الانشطة السياحية للقيام بها في مقدونيا الشمالية

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
أفضل الانشطة السياحية للقيام بها في مقدونيا الشمالية

تُعد مقدونيا الشمالية واحدة من الكنوز المخفية في شبه جزيرة البلقان، حيث تمتزج فيها الطبيعة الجبلية الساحرة مع التاريخ العريق الذي يمتد لآلاف السنين. هذا البلد الحبيس، الذي لا يمتلك سواحل بحرية، يعوض ذلك ببحيرات كريستالية ومدن تاريخية تعكس تداخل الحضارات الرومانية والبيزنطية والعثمانية. إن القيام بجولة سياحية في مقدونيا الشمالية يعني الانغماس في تجربة ثقافية أصيلة بعيدة عن الحشود السياحية التقليدية، حيث توفر الوجهة مزيجاً نادراً من المغامرات الجبلية والهدوء الروحاني في الأديرة القديمة، مما يجعلها مكاناً مثالية للمسافرين الباحثين عن الأصالة والجمال الطبيعي البكر بتكاليف معقولة.

استكشاف مدينة أوهريد ولؤلؤة البحيرة التاريخية

تُعتبر مدينة أوهريد (Ohrid) الوجهة السياحية الأولى في البلاد، وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو لجمالها الطبيعي وقيمتها الثقافية. النشاط الأهم هنا هو التنزه في البلدة القديمة وزيارة كنيسة القديس يوحنا في كانيو (Saint John at Kaneo)، التي تقع على جرف صخري يطل مباشرة على بحيرة أوهريد، مما يوفر واحداً من أجمل المشاهد البانورامية في أوروبا. البحيرة نفسها، التي تُعد واحدة من أقدم وأعمق البحيرات في القارة، توفر فرصاً رائعة للقيام بـ جولات القوارب الهادئة لاستكشاف المياه الصافية وزيارة "خليج العظام" (Bay of Bones)، وهو متحف مائي يعيد بناء مستوطنة من عصر ما قبل التاريخ فوق الركائز الخشبية. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالتنزه في أسواق المدينة القديمة وشراء "لؤلؤ أوهريد" الشهير الذي يُصنع يدوياً من قشور الأسماك المحلية وفق سر مهني عائلي متوارث.

العاصمة سكوبيه ومزيج العمارة الكلاسيكية والحديثة

تقدم العاصمة سكوبيه (Skopje) تجربة سياحية فريدة تتجلى في التباين المثير بين "البازار القديم" (Old Bazaar) والمنشآت المعمارية الضخمة في وسط المدينة. التجول في البازار القديم، الذي يعد ثاني أكبر بازار عثماني في البلقان بعد إسطنبول، يمنح السائح فرصة تذوق الأطعمة التقليدية مثل "كبابي" وزيارة المساجد والخانات التاريخية والحمامات القديمة التي تحولت إلى غاليريات فنية. وعلى الجانب الآخر من "الجسر الحجري" التاريخي، تبرز ساحة مقدونيا بتماثيلها الضخمة ونوافيرها التي أقيمت ضمن مشروع "سكوبيه 2014"، مما يخلق مشهداً معمارياً مثيراً للجدل والدهشة في آن واحد. بالإضافة إلى ذلك، لا تكتمل الرحلة دون زيارة وادي ماتكا (Matka Canyon) الذي يبعد مسافة قصيرة عن العاصمة، حيث يمكن ممارسة رياضة التجديف (الكاياك) واستكشاف الكهوف المائية العميقة مثل كهف "فرلو".

سياحة المغامرات في جبال ومنتزهات مقدونيا الوطنية

بالنسبة لمحبي الطبيعة والمغامرة، توفر مقدونيا الشمالية مساحات شاسعة من الجبال والمنتزهات الوطنية التي لم تلمسها يد التمدد العمراني الصاخب. يُعد منتزه مافروفو الوطني (Mavrovo National Park) وجهة مثالية في الشتاء للتزلج، وفي الصيف للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات الجبلية حول بحيرة مافروفو، حيث يمكن رؤية "كنيسة القديس نيكولاس" المغمورة جزئياً بالمياه. كما توفر منطقة منتزه بيليستر الوطني (Pelister National Park) تجربة فريدة لهواة التسلق للوصول إلى "عيون بيليستر"، وهي بحيرات جبلية جليدية تقع على ارتفاعات شاهقة. هذه المناطق الجبلية ليست مجرد ملاذ للمغامرين، بل هي أيضاً موطن لأديرة معزولة تعكس الفن البيزنطي المذهل، مثل دير "القديس يوفان بيغورسكي" الذي يشتهر بحواجزه الخشبية المحفورة بدقة مذهلة، مما يضيف بعداً روحياً وتاريخياً للمغامرة الجبلية.

في الختام، تجمع مقدونيا الشمالية بين سحر التاريخ في أزقة أوهريد القديمة وحداثة سكوبيه المتسارعة، مع خلفية طبيعية خلابة من الجبال والبحيرات. سواء كنت تبحث عن الهدوء على ضفاف البحيرة، أو ترغب في استكشاف الأسواق العثمانية العريقة، أو تطمح لتسلق القمم الجبلية الشاهقة، فإن هذا البلد يقدم تجربة سياحية متكاملة تُرضي كافة الأذواق.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم