تزامناً مع موجة الطقس السيء: توجيه عاجل من مصر للطيران للمسافرين

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 11 مارس 2020
تزامناً مع موجة الطقس السيء: توجيه عاجل من مصر للطيران للمسافرين

وجهت شركة مصر للطيران، الناقل الوطني لجمهورية مصر العربية، رسالة للمسافرين، تزامناً مع حالة عدم استقرار الطقس خلال الـ48 ساعة المقبلة، طالبتهم فيها بضرورة الوصول إلى المطارات قبل مواعيد الرحلات الدولية بما لا يقل عن 4 ساعات، وما لا يقل عن 3 ساعات قبل مواعيد الرحلات الداخلية.

وقالت الشركة في بيان لها:  في ضوء التحذيرات بتقلب ظروف الطقس خلال الـ48 ساعة المقبلة، تهيب مصر للطيران بالمسافرين من مطارات مصر خلال هذه الفترة ضرورة الوصول إلى المطارات قبل مواعيد رحلاتهم الدولية بما لايقل عن 4 ساعات ورحلاتهم الداخلية بما لا يقل عن 3 ساعات.

وأعلنت الحكومة المصرية، حالة الاستعداد القصوى لمواجهة موجة الطقس السيئ التي تجتاح البلاد اعتباراً من غد الخميس وحتى السبت المقبل، متضمنة قرارات عدة منها إلزام المصريين منازلهم كإجراء احترازي.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية المصرية إن البلاد تشهد سقوط أمطار شديدة الغزارة على السـواحل الشمالية والوجه البحري تمتد إلى مدن القناة وخليج السويس وتكون رعدية على بعض المناطق، وتصل إلى حد السيول على سيناء ومدن خليج السويس ومناطق مـن سلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب مصر.

واتخذت الحكومة المصرية قراراً بتعطيل الدراسة في جميع أنحاء الجمهورية يوم غد الخميس، كما منحت العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص إجازة مدفوعة الأجر؛ تجنباً لسقوط ضحايا نتيجة موجة الطقس السيء التي تضرب كل المحافظات.

واستثنت الحكومة من القرار، العاملين في المرافق الحيوية مثل: خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، النقل، الإسعاف، المستشفيات، المطاحن والمخابز والخدمات الشرطية.

وقال مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية في مصر، إن حالة الطقس التي تضرب مصر اعتباراً من غد الخميس، لم تحدث منذ عام 1994، مشيراً إلى حادث درنكة.

ففي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1994، تعرضت أغلب مدن ومحافظات مصر لموجة مفاجئة من الأمطار شديدة الغزارة فيما عُرف باسم سيول 1994، وكان السبب في ذلك وفقًا لما أعلنته هيئة الارصاد المصرية وقتها، وجود منخفض جوي متوسط القوة قادم من جنوب قارة أوروبا، تزامن معه نشاط كبير لمنخفض السودان الموسمي الدافئ على سطح الأرض، وعمل تلاحم المنخفضين على خلق تلك الحالة الشديدة من عدم الاستقرار، حيث سيطر منخفض السودان وبث كميات هائلة من الرطوبة إلى المنخفض المتوسطي مما حوله من منخفض شبه متوسط إلى كارثة مناخية.

بدأت الحالة في الساعة الثالثة تقريباً من فجر يوم 2 نوفمبر 1994 على جنوب مصر، حيث تعرضت محافظة أسيوط لأمطار فيضانية استمرت حوالي 3 ساعات بدون توقف، وبلغت كمية الأمطار حدًا غير مسبوق؛ حيث تسببت كثافة الأمطار وطول مدتها في حدوث سيل عنيف فوق الجبل الغربي هناك مما أدى لتدفق المياه بغزارة شديدة إلى أسفل، مهاجمة قرية درنكة بمحافظة أسيوط وتسببت في غرقها بالكامل، كما تسبب الاندفاع الطوفاني للمياه في تحطم الطرق بصورة كاملة وانهيار المنازل، وامتد الطوفان باتجاه مخازن تكرير البترول مما أدى لانفجارها واحتراق باقي القرية.

وسرعان ما انتقلت الحالة وشملت أغلب محافظات مصر لاحقا حيث تعرضت محافظات: أسوان، الفيوم، السويس، الغربية، جنوب سيناء، كفر الشيخ والمنوفية لأمطار شديدة الغزارة بعد الفجر تسببت في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع بصورة لم تشهدها مصر منذ أكثر من 60 سنة.

وقبل الساعة السادسة صباحًا وصلت الأمطار إلى مدينة القاهرة، حيث تعرضت كل مناطق القاهرة لأمطار رعدية شديدة الغزارة استمرت حوالي ساعتين تسببت في ارتفاع المياه في الشوارع بصورة غير مسبوقة وبلغت الكمية المتساقطة خلال الساعتين حوالي 30 ملم وهو ما حطم الرقم القياسي السابق المسجل باسم عاصفة 29 نوفمبر 1957 التاريخية حيث سجلت القاهرة يومها 18 ملم.

واستمرت موجة الأمطار ما بين متوسطة وغزيرة لمدة 3 أيام وتعرضت محافظات: الدقهلية والقليوبية وسوهاج وقنا لأمطار غزيرة في الأيام التالية، ليلقى أكثر من 600 مواطن في أسيوط مصرعهم أغلبهم من قرية درنكة، كما تسببت الأمطار في انهيار آلاف المنازل في أسيوط وغرق أكثر من 70 نجعًا في سوهاج.

وحينها جرى وصف الحادث بأنه مأساة وكارثة طبيعية، وصنفت الموجة وقتها كأقوى موجة طقس سيء تضرب مصر في الخمسين عاماً الأخيرة.