حكاية قصر بيت الدين: تحفة معمارية لبنانية عمرها قرنين

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 20 ديسمبر 2020
حكاية قصر بيت الدين: تحفة معمارية لبنانية عمرها قرنين

قصر بيت الدين، أو قصر الأمير بشير الواقع في منطقة الشوف جنوب بيروت في جبل لبنان، من أفضل الأمثلة على العمارة اللبنانية في أوائل القرن التاسع عشر، كما أنه يحتضن المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

في حلقة اليوم من برنامج "حكاية صرح" نروي لكم قصة قصر بيت الدين، وأهم الأحداث التاريخية التي جرت به على مدار قرنين من الزمان.

تاريخ بناء قصر بيت الدين

تقع بلدة بيت الدين في محافظة جبل لبنان قضاء الشوف، وتبعد حوالي 40 كيلومتراً عن العاصمة بيروت، وترتفع نحو 850 مترًا عن سطح البحر.

في نهاية القرن السابع عشر بعد انتقال السلطة إلى بني شهاب، قام الأمير بشير الثاني بنقل عاصمة الإمارة من بلدة دير القمر إلى بيت الدين التي قام ببناء قصره فيها.

واستمرت عملية بناء القصر 20 عاماً، نظراً لرغبة الأمير بشير الشهابي في جمع معمار القصر بين الطرازين الدمشقي والأوروبي، بالإضافة إلى المعمار اللبناني، ليصبح تحفة معمارية منفردة في التصميم في أوائل القرن الـ19.

تصميم قصر بيت الدين

يستقبل بيت الدين زواره بفسيفساء مزخرفة من الرخام الإيطالي، وأبراج مربعة، ويضم القصر قاعة واسعة و3 أقسام تحمل مسمياتها القديمة حتى الآن، وهي: دار الحريم، الدار الوسطى والدار الخارجية.

وقسمت طوابقُ القصرِ وقاعاته لأغراض مختلفة، بين تمارين ركوب الخيل وإقامة الاستعراضات والاحتفالات اليومية للمدينة، إضافة إلى استقبال الضيوف وغرف لساكني القصر.

بين هذه الطوابق يوجد متحف القصر، والذي يضم قطع حلي ذهبية وأسلحة ومقتنيات تشير إلى عصور مختلفة في القرنيين الـ19 والـ20.

كما تميز القصر التاريخي بمعمار أعمدته وطبيعة الأحجار المستخدمة فيها لتفصل بين الغرفة والأخرى.

قصر بيت الدين والاضطرابات السياسية

وعلى مدار تاريخه، كانت الحروب والاضطرابات السياسية عاملاً مؤثراً في درجة الاهتمام ببيت الدين، فعقب احتلال فرنسا للبنان أصبح مبنى القصر تحت الإدارة الفرنسية في الفترة من 1920 إلى 1943.

وحرم اللبنانيون طوال هذه الفترة من التواجد داخل بيت الدين حتى استقلال بلادهم في عهد الرئيس بشارة الخوري.

المقر الصيفي للرئاسة اللبنانية

وأدركت السلطات اللبنانية ضرورة ضم القصر إلى قائمة قصور الرئاسة الجمهورية، ولبعد بيت الدين عن العاصمة تحددت فترة حكم الرئيس اللبناني منه في فصل الصيف فقط، وأُطلق عليه المقر الصيفي للرئاسة.

وبعد الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975، اختفى اسم القصر مجدداً من على الساحة السياسية حتى عام 1999 في حكم الرئيس إميل لحود ومن بعده الرئيس ميشال سليمان ثم الرئيس ميشال عون نهاية 2016.

مقراً للمهرجانات الفنية ومزار سياحي

مر القصر بمرحلة جديدة حيث صار مقراً للمهرجانات الفنية الدولية، بفضل موقعه ومساحته الواسعة، ومع مرور الوقت تحول القصر لمزار سياحي لأهل المنطقة وزوار لبنان.

ومهما طرأت خلافات سياسية على الساحة اللبنانية يظل بيت الدين صرحاً أثرياً عريقاً يوثق قرون ممتدة.