دليل شامل عن أنواع الشاي

إن كنت لا تشرب سوى نوع واحد من الشاي، فإن إلقاء نظرة على أنواع الشاي المختلفة سيكون محيراً، من المؤكد أنك ستسأل نفسك ما هو الفرق بين الشاي الأسود والأخضر والأبيض؟ وما هو شاي الأعشاب؟ ما الفرق بين هذه الأنواع من حيث طريقة التحضير والطعم الفوائد؟

في الحقيقة، يوجد في العالم حوالي 100 نوع مختلف من الشاي، لكن معظم الناس في العالم يعرفون نوعاً واحداً أو نوعين فقط، لهذا السبب، نريد في موقع سائح أن نقدم لك دليلاً شاملاً عن أنواع الشاي الأكثر شيوعاً في العالم، سيساعدك هذا الدليل على معرفة هذه الأنواع ومصادرها، لذلك، نعدك بعد قراءة هذا الدليل أنكَ ستصبح خبيراً في أنواع الشاي.

أول شيء عليك أن تعرفه هو أن كل أنواع الشاي مصدرها نفس النبات، الاسم العلمي لنبات الشاي هو كاميليا سينينسيس Camellia sinensis. نشأ هذا النبات في جنوب الصين منذ ملايين السنين، وقام البشر بزراعته واستهلاكه منذ آلاف السنين.

الشاي الأسود والشاي الأخضر والشاي الأبيض وشاي الأولونج وشاي بو إيره والشاي الأرجواني، كلها من نبات كاميليا سينينسيس. لكن كل نوع من هذه الأنواع له طرق خاصة في الحصاد والمعالجة، فبعضها يتم تعريضه للبخار، وبعضها للطهي أو التأكسد، أيضاً، يتم تجميع أوراق بعض أنواع الشاي بشكلٍ كامل، بينما يتم تقطيع أو سحق أوراق الشاي الأخرى أو تركها لتجف في الهواء. ويتم حصاد بعض أنواع الشاي في الأسابيع الأولى من فصل الربيع، بينما يتم حصاد أنواع أخرى في الصيف أو الخريف.

نستنتج أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على لون ومظهر وطعم الشاي، هذه العوامل تعلمها البشر منذ آلاف السنين.

الشاي الأسود

معظم البشر في كل مكان يعرفون الشاي الأسود (Black Tea)، يمكن شراء هذا النوع من أي محل تجاري أو سوبرماركت في أي مدينة، هناك علامات تجارية شهيرة تنتج وتوزّع هذا النوع من الشاي مثل ليبتون.

هذا النوع يعتبر شائعاً مع وجبة الإفطار في كثير من دول العالم مثل المملكة المتحدة ومعظم الدول العربية.

يحتوي الشاي الأسود على نسبة عالية من الكافيين، كوب من الشاي الأسود فيه حوالي نصف كمية الكافيين الموجودة في فنجان من القهوة. وهو يتميز بلون نحاسي داكن، وعادةً ما تكون نكهته أقوى من أنواع الشاي الأخرى.

كيف يصنع الشاي الأسود؟

لإنتاج الشاي الأسود، تُقطف أوراق الشاي وتترك لتزبل ثم تُسحق قليلاً. يتم تقطيع الأوراق فيما بعد إلى قطع أصغر ثم تترك لتتأكسد مما يحولها إلى اللون البني المائل إلى الأسود.

أين يتم إنتاج الشاي الأسود؟

يتم إنتاج الشاي الأسود في الصين والهند. الدول الأخرى المنتجة للشاي الأسود هي سريلانكا ونيبال وفيتنام وكينيا.

بشكلٍ عام، يكون الشاي الأسود الهندي ذو نكهة أقوى من الأنواع الأخرى، وغالباً ما يستخدم مع إضافات مثل الحليب أو المُحليات.

يحتوي الشاي الأسود الصيني على كمية أقل من الكافيين بالمقارنة مع الشاي الأسود الهندي.

الشاي الأخضر

الشاي الأخضر (Green Tea) هو نوع آخر من الشاي المستخلص من نبتة الشاي. غالباً ما يكون هذا الشاي بعد التحضير ذو لون أخضر فاتح أو أصفر، وطعمه أكثر اعتدالاً.

يحتوي الشاي الأخضر على حوالي نصف كمية الكافيين الموجودة في الشاي الأسود (الكوب الحالي فيه حوالي ربع كمية الكافيين الموجودة في فنجان من القهوة).

كيف يصنع الشاي الأخضر؟

يُحصد الشاي الأخضر ثم يُطهى على الفور في المقلاة لإيقاف عملية الأكسدة. إن إيقاف الأكسدة بعد الحصاد بفترة وجيزة هو ما يعطي أوراق الشاي الأخضر لونها الأخضر الفاتح وطعمها الخفيف. ثم تُلف الأوراق أو تُكبس حتى تحصل على شكلها النهائي وتُجفف.

أين يتم إنتاج الشاي الأخضر؟

يتم إنتاج الشاي الأخضر بشكلٍ أساسي في الصين واليابان. يُطهى الشاي الأخضر الياباني على البخار بعد فترة قصيرة من الحصاد من أجل إيقاف عملية الأكسدة.

عادةً ما يتم طهي الشاي الأخضر الصيني بعد الحصاد فوراً من أجل وقف عملية الأكسدة. لذا يكون ذو نكهة أخف من الشاي الأخضر الياباني.

الشاي الأبيض

الشاي الأبيض (White Tea) هو شاي معرض لأدنى حدٍ من المعالجة، يتميز بنكهة خفيفة، ويحتوي على نسبة ضئيلة جداً من الكافيين، تشمل أنواع الشاي الأبيض الرائجة BashanSilver Tip و White Peony.

كيف يصنع الشاي الأبيض؟

تتم معالجة الشاي الأبيض بالحد الأدنى قبل تجفيفه وتعبئته. في بعض الحالات، يتم حصاد الشاي الأبيض من الأطراف والبراعم الأولى لنبتة الشاي، قبل أن تتحول لأوراق الكاملة. أنواع الشاي الأبيض الأخرى يتم حصادها بعد أن تتفتح الأوراق وتنمو. في كلتا الحالتين، تتعرض أوراق الشاي الأبيض للقليل من الأكسدة.

أين يتم إنتاج الشاي الأبيض؟

يُنتج الشاي الأبيض بشكل أساسي في الصين، خاصةً في مقاطعة فوجيان، كما يتم إنتاج بعض أنواع الشاي الأبيض في دول أخرى مثل نيبال وتايوان وسريلانكا.

شاي الأولونج

شاي الأولونج (Oolong Tea) هو شاي مؤكسد جزئياً، نسبة أكسدته تكون بين الشاي الأسود والأخضر. يمكن أن تتراوح نسبة الأكسدة في شاي الأولونج حوالي 10 - 80٪.

يمكن إعادة استخدام أوراق شاي الأولونج عدة مرات لتحضير الشاي، لكن النكهة واللون قد تختلف بعد كل عملية تحضير.

كيف يتم صنع شاي الأولونج؟

يتم حصاد أوراق بعض أنواع شاي الأولونج مثل Milk Oolong من نبات الشاي المزروع منذ عدة سنوات. بعد حصاد الأوراق، يتم تركها لتذبل، ثم تخضع لعملية الأكسدة الجزئية. وبحسب النوع، قد تخضع الأوراق للأكسدة لفترة قصيرة فقط، أو قد تخضع للأكسدة إلى نسبة قريبة من نسبة أكسدة الشاي الأسود. ثم يتم تجميع الأوراق في كرات صغيرة ملفوفة قبل تجفيفها وتعبئتها.

أين يتم إنتاج شاي الأولونج؟

يتم إنتاج شاي الأولونج بشكلٍ أساسي في الصين وتايوان. في الصين، تشمل المناطق المنتجة لهذا النوع مقاطعة فوجيان ومقاطعة غوانغدونغ.

في تايوان، وهي جزيرة صغيرة تقع قبالة البر الرئيسي الصيني، تشتهر بشاي الأولونج الخاص بها، بما في ذلك شاي الأولونج بالحليب.

شاي بو إيره

شاي بو إيره (Pu-erh Tea) هو شاي يشبه الشاي الأسود في طبيعته. يكون لونه بني وله طعم ترابي ومرضٍ للغاية. إنه يحتوي على نسبة عالية من الكافيين تعادل كمية الكافيين في الشاي الأسود (نصف فنجان من القهوة).

كيف يتم صنع شاي بو إيره؟

تتم معالجة شاي بو إيره في البداية بطريقة مشابهة للشاي الأخضر. حيث يتم حصاد الأوراق ثم طهيها بالبخار أو في المقلاة لوقف عملية الأكسدة، ثم يتم تجفيفها. بعد أن تجف الأوراق، غالباً ما تترك لعدة سنوات، حيث تتحسن النكهة الغنية والترابية بمرور الوقت.

أين يتم إنتاج شاي بو إيره؟

ينتج هذا النوع من الشاي في مقاطعة يونان في الصين، فقط الشاي المنتج في مقاطعة يونان يمكن تسميته رسمياً شاي بو إيره. ومع ذلك، فإن مقاطعات صينية أخرى مثل هونان وغوانجدونج تنتج أيضاً أنواع مشابهة لهذا الشاي.

الشاي الأرجواني

الشاي الأرجواني (Purple Tea) هو نوع جديد نسبياً من الشاي، ولم يكن متاحاً على مستوى العالم إلا منذ عدة سنوات. أصل الشاي هذا من نبتة شاي نادرة ذات أوراق أرجوانية اللون تنمو في البرية بمنطقة أسام في الهند.

اليوم، يتم إنتاج الشاي الأرجواني بشكل أساسي في كينيا بإفريقيا. ويكون ذو نكهة خفيفة، ويحتوي على نسبة ضئيلة جداً من الكافيين، وفيه نسبة عالية من مضادات الأكسدة والأنثوسيانين.

كيف يتم صنع الشاي الأرجواني؟

عادة ما يتم إنتاج الشاي الأرجواني بطريقة مشابهة لشاي الأولونج. تُقطف الأوراق وتترك لتذبل وتخضع لأكسدة جزئية قبل تجفيفها. عند تحضيره، يكون الشاي ذو لون أرجواني محمر فاتح، وذلك بفضل اللون الفريد لأوراقه.

أين يتم إنتاج الشاي الأرجواني؟

تم إنتاج الشاي الأرجواني في الأصل في منطقة آسام في الهند. بعد ذلك، أصبحت كينيا مشهورة بزراعته وإنتاجه، حيث عملت مؤسسة أبحاث الشاي في كينيا على إنشاء صنف يمكن إنتاجه تجارياً. فأصبحت كينيا ثالث أكبر منتج للشاي في العالم بعد الصين والهند، تتصدر كينيا الآن قائمة أكبر منتجي الشاي الأرجواني. وهو يزرع في تلال ناندي في كينيا.

شاي الماتشا

شاي الماتشا (Matcha Tea) هو نوع من الشاي الأخضر التي تكون أوراقه مسحوقة ناعماً، وهو من أنواع الشاي المشهور في اليابان. يمكن شربه مثل الشاي العادي بعد غليه بالماء، ويمكن أيضاً إضافته إلى اللاتيه والعصائر والمخبوزات. هذا الشاي ذو نكهة فيها القليل من المرارة.

كيف يتم صنع شاي الماتشا؟

يتم إنتاج شاي الماتشا من أوراق نبات الشاي التي يتم تظليلها لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل قبل الحصاد. تؤدي عملية التظليل إلى زيادة نسبة الكلوروفيل في النبات، مما يمنح الأوراق لوناً أخضر زمردي. كما أنه يزيد من نسبة الكافيين الموجودة فيه ويساهم ذلك في إعطائه نكهة فريدة.

يتم تعريض الأوراق للبخار مباشرة بعد الحصاد من أجل إيقاف عملية الأكسدة. تكون هذه الأوراق على شكل مسحوق ناعم جداً بعد طحنها بالحجارة.

أين يتم إنتاج شاي الماتشا؟

تم إنتاج مسحوق شاي الماتشا لأول مرة في الصين خلال عهد أسرة تانغ. في القرن الثاني عشر الميلادي، جلبه الرهبان الصينيون معهم إلى اليابان. وأصبح مفضلاً عند الرهبان اليابانيين، وبحلول القرن الخامس عشر الميلادي، انتشرت شعبيته عند الطبقات العليا في المجتمع الياباني.

على مدى القرون، ارتبط شاي الماتشا بشكلٍ أساسي باليابان، وله تاريخ غني وأهمية ثقافية في هذا البلد.

الشاي المنكه

يمكن تعديل وتغيير نكهة أي نوع من أنواع الشاي المذكورة أعلاه من خلال إضافة مجموعة متنوعة من التوابل والأعشاب والفواكه والأزهار، عندها نحصل على ما يعرف باسم الشاي المنكه (Flavored Tea). يمكن أن تختلف النكهات المضافة إلى الشاي من النكهات الحلوة إلى الحارة إلى المدخنة. تشمل أنواع الشاي ذات النكهات الشهيرة Masala Chai و Jasmine Yin Cloud و Lychee Purple.

شاي الأعشاب

على الرغم من أننا نطلق عليه اسم شاي الأعشاب (Herbal Tea)، إلا أنه ليس مكوناً من أوراق نبات كاميليا سينينسيس. بل يتكون من مزيج من الأعشاب والتوابل المختلفة.

بشكلٍ عام، شاي الأعشاب لا يحتوي على الكافيين. وهناك مجموعة متنوعة من أنواع شاي الأعشاب، بما في ذلك الشاي أحادي المكون مثل شاي النعناع أو شاي البابونج، بالإضافة إلى خلطات عشبية مثل Lavender Lullaby و Atomic Gold.

تشمل مكونات شاي الأعشاب الشائعة النعناع والبابونج والكركديه والزنجبيل واللافندر وغيرها. غالباً ما يكون لهذه الخلطات العشبية خصائص طبية، ويمكن استخدامها لعلاج أمراض وحالات صحية معينة مثل التهاب الحلق أو اضطراب المعدة.

شاي الرويبوس

شاي الروبيوس ((Rooibos Tea هو نوع من شاي الأعشاب مصنوع من نبات موطنه الأصلي جنوب إفريقيا. يشار إلى هذا النوع من الشاي أحياناً باسم الشاي الأحمر أو شاي الأدغال الأحمر، وهو خالٍ من الكافيين بشكلٍ طبيعي.

يكون شكل وطعم شاي الروبيوس مشابه تقريباً للشاي الأسود، مما يجعله خياراً جيداً للأشخاص الذين يريدون الاستمتاع بطعم الشاي الأسود لكنهم يرغبون في تجنب الكافيين.

شاي الروبيوس له حلاوة طبيعية لطيفة، وهو لذيذ عند شربه لوحده أو مع القليل من الحليب. يمكن أيضاً خلط شاي الروبيوس مع مكونات أخرى لإنشاء خلطات منكهة مثل Earl Gray Rooibos و Rooibos Chai.

المتّة

المتّة (Mate) مشروب يشبه الشاي أوراقه مأخوذة من نبات المتّة، وهو نبات موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية. على الرغم من أن أوراق المتّة لا تأتي من نبات كاميليا سينينسيس، إلا أنها تحتوي على مادة الكافيين.

يتم تحضير المتّة عن طريق إضافة الماء الساخن إلى الأوراق وتركها لتنقع فيه. ثم شربها من خلال قشة فيها مصفاة. في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية وبلاد الشام، يتم مشاركة نفس كوب المتّة بين مجموعة من الأفراد عن طريق شرب وإعادة تعبئة نفس الكوب بالماء الساخن والسكر.

كلمة أخيرة

عندما يتعلق الأمر بالشاي، نلاحظ أن هناك مجموعة من الأنواع المختلفة التي تختلف في ظروف النمو وطرق المعالجة. حتى الشاي المزروع في مواقع مختلفة سيطور خصائص مختلفة حسب نوع الأرض والبيئة.