رحلة بحرية على الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا: بين الشعاب والمغامرة البحرية

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
رحلة بحرية على الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا: بين الشعاب والمغامرة البحرية

يُعد الحاجز المرجاني العظيم أحد أبرز العجائب الطبيعية في العالم، ويُشكّل حلمًا لكل محب للبحر والغوص. رحلة بالقارب إلى هذا الموقع الفريد تقدّم للزائر مزيجًا ساحرًا من مشاهدة الأحياء البحرية المتنوّعة، والغوص أو السباحة وسط الشعاب المرجانية، والتأمل في امتداد البحر من الأفق إلى الأفق. لكن لكي تكون هذه الرحلة تجربة لا تُنسى، تحتاج إلى تخطيط جيد ومعرفة التفاصيل — من توقيت الزيارة، وصولًا إلى نصائح السباحة والحفاظ على البيئة البحرية. المقال الآتي يستعرض كيف يمكن أن تبدو هذه الرحلة وما تجهيزاتها الأساسية وما يجب أن تعرفه قبل النزول إلى الماء.

ماذا تتوقّع من الرحلة البحرية

انطلق من مدن مثل كِنرِز أو بورت دوغلاس، حيث تنطلق معظم الرحلات البحرية إلى الحاجز المرجاني. غالبًا ما تستغرق القوارب حوالي 90 دقيقة للوصول إلى الشعاب المرجانية الخارجية، وقد تمتد الرحلة ليوم كامل يشمل الغوص، الغطس، والسباحة. بمجرد الوصول، ستُوفَّر لك معدات الغطس — قناع، زنّار، زعانف، وأحيانًا بدلة واقية من قناديل البحر إذا تطلّب الأمر. ستبدأ الجولة بإرشادات سلامة من المرشدين البحرية، يتبعها أحد مسارين: الغوص (لمن يملك خبرة أو رخصة) أو الغطس السطحي (Snorkeling) لمن يريد فقط الاستمتاع بالشعاب دون غوص عميق. كثير من القوارب تقدّم منصات مائية أو كواكب طافية ليسهل النزول إلى الماء. خلال الغوص أو الغطس ستشهد تنوّعًا بحريًا مذهلاً: أسماك ملونة، شعاب مرجانية بأنماط مختلفة، وربما سلاحف بحرية، بشر الراي، وحتى أسماك قرش صغيرة — كل ذلك في بيئة طبيعية رائعة. بعد النشاط المائي، غالبًا ما تتضمّن الرحلة استراحة ووجبة غداء على متن القارب، تليها فرصة للسباحة أو الاسترخاء على سطح القارب قبل العودة إلى الشاطئ.

أفضل وقت وتوجيهات للاستعداد

أفضل وقت لزيارة الحاجز المرجاني للغطس هو من مايو إلى أكتوبر، حين تكون المياه صافية، الجو معتدل والمخاطر من قناديل البحر منخفضة. كذلك يُنصح باختيار أيام وسط الأسبوع بدلاً من عطلة نهاية الأسبوع لتجنّب الزحام — مما يمنحك مساحة أكبر تحت الماء وتجربة هادئة أكثر. من التجهيزات الضرورية: واقي شمس صديق للشعاب المرجانية (reef‑safe sunscreen)، نظارة شمسية، قبعة، ملابس سباحة، منشفات، وربما تيشيرت خفيف بعد الغطس لأن الهواء قد يكون باردًا على سطح البحر. كذلك من الحكمة أن تحمل الأدوية المضادة للغثيان إذا كنت حسّاسًا لحركات البحر، لأن الأمواج قد تكون قوية في بعض الأوقات. 
من المهم جدًا احترام البيئة البحرية: تجنّب لمس الشعاب أو السلاحف، لا تجمع أصداف أو مرجان، ولا تصطاد. هذه الشعاب حساسة جداً وقد تتضرر بسهولة من اللمس أو الكريمات غير الصديقة للبيئة. 

لماذا تختار هذه التجربة وما ستحصل عليه

هذه الرحلة ليست مجرد رحلة بحرية — إنها تجربة استثنائية تجمع بين المغامرة، الجمال الطبيعي، والهدوء. الغوص أو السباحة وسط الشعاب الملونة تمنحك إحساسًا قديماً بأنك في عالم مختلف تمامًا، بعيد عن صخب المدن. رؤية الحياة البحرية الغنية قريبًا من سطح الماء أو من الداخل تُضيف بعدًا مميزًا لمحبي الطبيعة والتصوير.

كما أن الرحلة تتيح لك فرصة التعرف على جهود الحماية البيئية والوعي بأهمية هذا النظام البيئي، خاصة إذا اخترت شركة رحلات تراعي قواعد حماية الشعاب وتوعية المسافرين. كذلك الرحلات التي تنطلق من كيرنز أو بورت دوغلاس غالبًا ما تتعاون مع بيئيين أو مرشدين متخصصين يشرحون طبيعة الشعاب والأنواع البحرية. 

في الختام، رحلة بحرية إلى الحاجز المرجاني العظيم هي من تلك التجارب التي تترك أثرًا لا يُنسى في ذاكرة المسافر. التخطيط الجيد، احترام البيئة، واختيار توقيت مناسب هما مفتاح لتحقيق أقصى استفادة من الرحلة. إذا كنت تتوق إلى لقاء مع لون البحر وأصوات الأمواج ونفحات الرياح البحرية، فإن القارب الذي ينطلق نحو الشعاب المرجانية العظيمة ينتظرك — تأهب للماء، للعمق، وللدهشة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم