سافر معانا إلى بابوا غينيا الجديدة: هنا يعيش إنسان العصور القديمة

  • تاريخ النشر: الأحد، 03 يناير 2021
سافر معانا إلى بابوا غينيا الجديدة: هنا يعيش إنسان العصور القديمة

في إحدى الجزر المجهولة في أكبر المحيطات على كوكب الأرض، يحتل الإنسان القديم مساحة من الوجود ويفرض على هذا العالم المتسارع بصمة وحضوراً خالداً منذ العصور الماضية، هنا المحيط الهادئ، دولة بابوا غينيا الجديدة، ثاني أكبر جزر العالم مساحة وإحدى أكثر دول العالم فقراً وغلاءً.

في حلقة اليوم من برنامج "سافر معانا" من إعداد وتقديم الرحالة عبد الإله العطيف، نأخذكم في جولة على أبرز قبائل دولة بابوا غينيا الجديدة.

بابوا غينيا الجديدة

استقلت دولة بابوا غينيا الجديدة كلياً عام 1975، بعد الاحتلال الإسباني والبرتغالي والبريطاني والأسترالي، واتخذت من مدينة بورت مورسبي عاصمة لها.

ويفوق عدد سكان الدولة 8 ملايين نسمة، وتبلغ إجمالي مساحتها 462 ألفاً و840 كيلو متر مربع، وهي ثاني أكبر جزر العالم من حيث المساحة.

اللغات السائدة في بابوا غينيا الجديدة

تتميز بابوا غينيا الجديدة بتنوع لغوي واسع، حيث يتخذ سكانها أكثر من 850 لغةً.

مدينة جوروكا

وتعتبر مدينة جوروكا من أشهر وأهم المدن في بابوا غينيا الجديدة، وتحتوي على مركز للشرطة والبريد ومتحف محلي وجامعة صغيرة وسوق شعبي.

وتعتمد جوروكا على إنتاج القهوة وتصديرها، ويقام فيها مهرجان سنوي للقهوة المحلية.

أشهر قبائل بابوا غينيا الجديدة

تضم الدولة الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادي، في قارة أوقيانوسيا بالقرب من إندونيسيا، العديد من القبائل التي تعد خير مثال لاستمرار وجود الإنسان القديم على وجه الأرض، وأبرزها: 

قبائل أسارو

تعيش خارج حدود مدين جوروكا، وتتفرع إلى 11 قبيلة، ويتميز رجالها بطلاء الجسم وأنقعة الرأس التي تصنع من الطين والأسمنت وتتميز بثقل وزنها ومقاومتها للكسر وترسم عليها ملامح الوجه لإخافة الأعداء.

ولا يُعرف تحديداً متى بدأت صناعة أقنعة الوجه تلك، لكن الأسطورة تقول إن مقاتلي أسارو أجبروا في إحدى الحروب على التراجع والاختباء من أعدائهم وتنكروا بالطين، وعندما رأى أعدائهم وجوههم المغطاة بالطين ظنوا أنهم من الأرواح الشريرة ولاذوا بالفرار، ومن وقتها بدأ رجال القبيلة صناعة هذه الأقنعة لإخافة الأعداء.

عادات الزاواج والنساء

تختلف مراسم الزواج التقليدية في قبائل أساروا عن غيرها من القبائل التقليدية، إذ يتعين على أسرة العريس دفع مهر الزوجة بالطعام والثروة الحيوانية أو المال إن توفر وغيرها من الهدايا.

بعد ذلك تصبح العروس بعيدة تماماً عن أسرتها لتصبح مسؤولة عن رعاية أسرة زوجها والقيام بجميع مصالحهم، وفقاً لتقاليد تلك القبيلة لا يجوز للرجل الزواج بأكثر من امرأتين على الإطلاق.

وتشتهر نساء أسارو بالزي التقليدي متعدد الألوان ويرتدين طوقاً من ريش الطيور بالإضافة إلى أوراق الشجر على أذرعهن.

عادات الطعام والضيافة في أسارو

تطهو قبيلة أسارو طعامها باستخدام الخيزران وأوراق الأشجار وعدد من النباتات الأخرى داخل حفرة من الطين، ويتم إشعال النار بطريقة تقليدية للغاية، ومن عادات قبائل أسارو عند قدوم الضيوف، أن يُطهى الطعام بواسطة الرجال ويقدم بواسطة وحضور النساء.

قبيلة سيمبو

تعيش في قرية آفي في الجهة المقابلة لنهر رامبو، وتتميز بيوتها بالبساطة والبدائية، ويعتمد أهلها على الزراعة وتربية الماشية لكسب الرزق.

وترتدي نساء القبيلة الزي التقليدي ذا الألوان المتعددة وريش الطيور، وتكشف النساء المتزوجات وغير المتزوجات منطقة الصدر، أما الرجال فيطلون أجسادهم بالفحم ويرسمون الضلوع بالصخر الجيري على هيئة هيكل عظمي.

قبائل هولي

تُعد من أكبر القبائل، حيث يفوق عدد سكانها 300 ألف نسمة، وعاشوا في عزلة لآلاف السنين حتى اكشتفهم الأوروبيون عام 1934.

ويشتهر أهالي القبيلة بأزيائهم الملونة وشعورهم المستعارة المنسوجة من الريش والزهور والفراء، ويطلون وجوههم باللونين الأصفر والأحمر، ويتزينون بريش الطيور والأصداف وذيول الخنازير.

وفي هذه القبيلة يعيش الأولاد مع أمهم حتى سن السابعة، ثم ينتقلون للعيش مع والدهم لتعلم مهارات الصيد والبناء.

وفي عمر الـ14 عاماً، يلتحقون بمدرسة تصفيف الشعر التقليدية، حيث يقيمون تحت إشراف معلم شعر وكاهن لمدة نحو 18 شهراً؛ لزراعة شعر مستعار يُرش ثلاث مرات يومياً بالماء المقدس مع السحر والتعاويذ.

وعندما ينمو الشعر يقض كباروكة مع تركيب الزينة مثل: ريش الببغاء والأصباغ المصنوعة من الفحم والطين الأحمر ودهن الخنازير.

وبعد التخرج يرتدي الأولاد شعرهم المستعار، مما يدل على أنهم اجتازوا مرحلة البلوغ ويحق لهم الزواج بعدد غير محدود من النساء.

قبائل هيما كوبو

يصبغ رجال قبائل هيما كوبو أجسادهم باللونين الأبيض والأسود على هيئة وجه مبتسم، ويتحدثون لغة "توكانو" وهي لغة لا يتحدثها سوى 6000 شخص فقط.

قبيلة بينا

تقع في قرية كليناكا، وهي من أصغر قبائل جزيرة بابوا غينيا الجديدة، ويعيش أهلها في غموض وعزلة تامة عن القبائل الأخرى.

وعندما يصل فتيان القبيلة إلى عمر الـ15 سنة لا بد لهم من المرور باختبار البلوغ، وفيه يتم وخز اللسان بآلة حادة ثم يكون عليهم إدخال أداة تشبه الآسلاك المعدنية من الفم حتى تصل إلى المعدة. 

قبائل كريمو 

يرتدي أفراد كريمو لباساً تقليدياً من ريش الطيور النادرة وإيزاراً من أسفل السرة إلى منتصف الساق،، بالإضافة إلى عدد من الأسوار حول الرقبة. 

وترتدي النساء زيا مشباها بالإضافة إلى قطعة من القماش المطرز حول منطقة الصدر وطوق من أوراق الشجر حول الزراع.

ولديه هذه القبيلة طقوس مميزة للمغازلة والتعارف، فالفتى يؤدي رقصة مميزة أمام الفتاة التي تثير إعجابه، وإن أعجبت الفتاة به وبرقصه وصوته وشاركته رقصة فهذا يعني قبولها.

الخلطة الثلاثية

من الخلطات التقليدية التي يستخدمها أغلب سكان بابوا غينيا الجديدة، وتتكون من مزيج من بذور التنبول والجير الحي والخردل، وتستخدم لتحويل لون الأسنان والشفتين إلى الأحمر بالإضافة إلى تحسين المزاج وتباع على نطاق واسع، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أنها تسبب السرطان.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم