عيدية العيد: طقس فاطمي لا يزال يحتفظ ببريقه

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 مايو 2021 آخر تحديث: السبت، 13 مايو 2023
عيدية العيد: طقس فاطمي لا يزال يحتفظ ببريقه

بعد أيام قليلة يستقبل المسلمون حول العالم عيد الفطر المبارك، الذي يفطرون فيه محتفلين بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان، ويمثل العيد مناسبة استثنائية للأطفال، حيث يحصلون من الكبار على الكثير من الأموال والحلوى فيما يُعرف بـ"العيدية".

وتُعد العيدية مصدراً للسعادة والبهجة في العيد، وهي من أهم الطقوس التي يحرص الجميع عليها في مختلف البلدان العربية والإسلامية، وإن اختلفت طريقة تقديمها وقيمتها من بلد إلى آخر.

وقد لا يعرف الكثير منا، أن العيدية متوغلة في التاريخ الإسلامي، فالبداية كانت من العصر الفاطمي، ولكن النهاية لم تأت بعد، فهذا الطقس لا يزال محتفظاً ببريقه حتى يومنا هذا، فما رأيك لو تتعرف معنا على تاريخ "العيدية" بمناسبة اقتراب العيد؟

أصل تسمية العيدية

كلمة عيدية مشتقة في الأصل من كلمة "عيد" وتعني اصطلاحاً: الهبة أو العطاء والعطف، كما أن كلمة عيد نفسها تعود إلى كثرة عوائد الله على عباده من غفران للذنوب.

وأطلق الناس مصطلح "عيدية" على النقود والهدايا والحلوى التي توزع خلال عيدي الفطر والأضحى، كتوسعة على أرباب الوظائف بدايةً، والآن تقدم من الآباء لأبنائهم، ومن الأزواج لزوجاتهم وغير ذلك.

وعلى مر السنين، تعددت أسماء العيدية ما بين الرسوم، التوسعة والجامكية.

بداية العيدية في العصر الفاطمي

ظهرت العيدية في مصر  في عهد الدولة الفاطمية، وكانت تُعرف حينها باسم الرسوم أو التوسعة، وكان الفاطميون يحرصون على توزيع العيدية على المواطنين مع كسوة العيد، كما كانوا يوزعون الدراهم الفضية على الفقراء.

إضافة إلى ذلك، كان الخلفاء الفاطميون يحرصون على نثر الدراهم والدنانير الذعبية على الرعية الذين يأتون إلى قصر الخلافة صباح يوم العيد.

العيدية في عصر المماليك

أما في عصر المماليك، أخذت العيدية شكل رسمي، وكان يطلق عليها اسم "الجامكية"، وكانت تقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية أو الفضية وتحيطها الحلوى والمأكولات الفاخرة.

وكان السلطان أو الحاكم يقدم العيدية إلى الأمراء وكبار رجال الجيش والدولة، وتختلف قيمتها حسب الرتبة والتي تقدم لها والمكانة الاجتماعية.

عيدية العيد في العصر العثماني

ومنذ العصر العثماني، أصبحت العيدية تقدم للأطفال في صورة نقود، بدلاً من تقديمها للأمراء، واستمر هذا التقليد حتى يومنا هذا، فعقب صلاة العيد، يأخذ الأطفال العيدية من الأب والأم والأقارب، لينفقونها في شراء الحلوى والألعاب.

ومن المعتاد أن تقدم العيدية في صورة نقود جديدة، احتفالاً ببهجة العيد.

عيد الفطر

هو عيد إسلامي، يقع في اليوم الأول من الشهر العاشر من السنة الهجرية، وهو شهر شوال، والذي يفطر فيه المسلمون محتفلين بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان.

وعيد الفطر هو أحد عيدي المسلمين، والعيد الآخر هو عيد الأضحى الذي يكون في اليوم العاشر من الشهر الثاني عشر من السنة الهجرية وهو شهر ذي الحجة.

وبدأ احتفال المسلمون بعيد الفطر في السنة الثانية لهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد صيام أو رمضان في تلك السنة.

ويكون الاحتفال بعيد الفطر وفق الشريعة الإسلامية ليوم واحد فقط، يبدأ بغروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان وينتهي بغروب شمس اليوم الأول من شهر شوال.

والعيد هو يوم فرح وسرور لدى المسلمين، يبدأونه بالصلاة مع شروق الشمس، ثم يتبادلون التهاني ويصلون الأرحام ويطعمون الفقراء، وجرت العادة في الكثير من البلدان الإسلامية على تناول الحلوى وتبادلها مثل: التمر، الكعك، وغير ذلك بحسب عادات وتقاليد كل بلد.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم