فيروس كورونا: كيف سيغير اللقاح المرتقب من تجارب السفر حول العالم؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 نوفمبر 2020
فيروس كورونا: كيف سيغير اللقاح المرتقب من تجارب السفر حول العالم؟

منح إعلان شركتي "فايزر" و"مودرنا" عن فاعلية لقاحهما ضد فيروس كورونا المستجد، أملاً للعالم في نهاية قريبة للجائحة التي كبدته خسائر طائلة، ولا سيما قطاع السياحة والسفر.

وبمجرد هذا الإعلان، ارتفعت أسعار أسهم شركات الطيران والرحلات البحرية، كما لاحظ منظمو الرحلات ارتفاعاً في عمليات البحث والحجوزات لعام 2021، بعدما كانوا محاصرين بقيود منع السفر منذ بدء الجائحة في نهاية عام 2019.

لكن السؤال الذي بات يطرح نفسه الآن هو: هل سيعيد لقاح كورونا الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل ظهور الجائحة، أم أن تجارب السفر والعطلات قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه؟

تلقي اللقاخ لأغراض السفر لا يزال بعيداً عن قائمة الأولويات

تؤكد اختصاصية السفر في المملكة المتحدة الدكتورة فيليسيتي نيكلسون، أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل معرفة الإجابة على هذا السؤال.

وقالت نيكلسون: "أعتقد إنها مسألة وقت فقط قبل أن تعود الأمور نوعاً ما إلى طبيعتها، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً" بحسب موقع CNN بالعربية.

ولفتت إلى أن تلقي لقاح كورونا لأغراض السفر لا يزال أمراً بعيداً تماماً عن قائمة الأولويات في الوقت الحالي.

وأوضحت كبيرة الأطباء في عيادة "تريلفايندرز ترافيل"، أن بلدان العالم ستتطلع  أولاً إلى إعطاء اللقاح للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة ثم للعاملين في مجال الرعاية الصحية والقطاعات الرئيسية، قبل توفير الجرعات إلى عموم السكان.

ولفتت النظر إلى المشكلات العملية المتعلقة بنقل وتخزين لقاح "فايزر"، ما يعني أنه إذا حصل على الموافقة الرسمية بالفعل، فقد يستغرق توزيعه وقتاً طويلاً: "إذا تمكنت البلدان من نقل جرعات اللقاح وحفظها بشكل صحيح، فقد يستغرق ذلك الانتظار إلى بداية العام المقبل".

وبشكل عام، قالت نيكلسون إن البلدان التي يعتمد اقتصادها على السياحة ستكون يائسة من استعادة السائحون كما كان الوضع في الماضي، وإن خبراء السياحة لا يتوقعون انتعاش قطاع السفر حتى خريف عام 2021.

شهادة الوقاية من كورونا

وقالت نيكلسون إن بدء برنامج توزيع جرعات اللقاح ضد كوفيد-19، لا يعني أنه بات بالإمكان السفر والتنقل حول العالم سواء حصل المسافرون على اللقاح أم لا، مشيرة إلى أن أثبات الحصول على اللقاح قد يصبح إلزامياً من أجل السفر إلى بعض الوجهات.

وقد يحتاج المسافرون لحمل شهادة التطعيم ضد فيروس كورونا لدخول بعض البلدان التي تتطلب تلقيحاً ضد الحمى الصفراء، كما أن البلان التي يوجد بها سكان معرضون لخطر الإصابة أو من كبار السن ستطالب بإثبات تلقي اللقاح.

وماذا بعد الحصول على شهادة بتلقي اللقاح؟

يقول جون بيفان، الرئيس التنفيذي لمجموعة "دناتا" للسفريات، والتي تمتلك العلامات التجارية: Travelbag ، Travel Republic و  Netflights، إن الحجوزات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن أخبار اللقاح.

وأضاف أن هناك زيادة في الإنفاق على العطلات من بين أولئك الذين يمكنهم تحمل تكاليف السفر إلى الخارج خلال العام المقبل، مع زيادة في متوسط قيمة الحجز 20% مقارنة بأسعار ما قبل كوفيد-19.

وأشار بيفان إلى أن الأشخاص الذين لم يتمكنوا من قضاء عطلاتهم هذا العام، قرروا تقديم مكافأة لأنفسهم من خلال حجز غرف من فئة أعلى، كما أن هناك المزيد من الحجوزات العائلية.

وللتو حجزت Netflights لمجموعة من 19 شخصاً ينوون السفر إلى دبي في عيد الفصح عام 2021.

ويؤكد تو مارشانت، المؤسس المشارك لشركة الرحلات السياحية الفاخرة Black Tomato، نفس الرأي، إذ يقول إن الناس افتقدت بشدة فرصة السفر ويتطلعون إلى عطلة مميزة بعد كوفيد-19.

هذا وارتفع الطلب على الرحلات الخارجة عن المألوف لدرجة أن الشركة أطلقت في أكتوبر الماضي، مجموعة جديدة من الرحلات التي تحدث مرة واحدة في العمر: مثل رحلات لمشاهدة كسوف الشمس في باتاغونيا والسباحة مع الحيتان في آيسلندا.

وارتفع الطلب على الرحلات الخارجة عن المألوف لدرجة أن الشركة أطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مجموعة جديدة من الرحلات التي تحدث مرة واحدة في العمر، والتي تتضمن رحلات مثل مشاهدة كسوف الشمس في باتاغونيا، والسباحة مع الحيتان في أيسلندا.

وأشار بيفان إلى أن شركاته شهدت نمواً ثلاثي الأرقام في الرحلات إلى الولايات المتحدة للعام المقبل، بدءاً من مايو وصاعداً.

وتعد جزر المالديف والإمارات من الوجهات الشهيرة الأخرى للأوروبيين الراغبين في قضاء العطلات العام المقبل، ومن المتوقع أن تشهد منطقة البحر الكاريبي انتعاشاً ملحوظاً.

وفي المقابل، يعتقد بيفان أن أستراليا ونيوزيلندا ستمارسان الحظر على السفر إليهما حتى الربع الأخير من عام 2021.

وماذا عن الوجهات التي أفسدها الفيروس؟

وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب كوفيد-19، إلا أنه يبدو من بيانات جون بيفان أن الزوار يحرصون على السفر إلى هناك، ويُنسب ذلك إلى تعهد إدار بايدن بكبح جماح الفيروس.

في المقابل، حذر بيفان من أن أوروبا التي كانت في قلب الجائحة، قد لا تكون جذابة للمسافرين مقارنة بالبلدان التي سيطرت على الجائحة بشكل أفضل؟

لكن توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لاتحاد منظمي الرحلات السياحية الأوروبية، لا يتفق مع هذا الرأي، إذ قال: "ستكون هناك رغبة في السفر إلى أوروبا فقط لان هناك من يقول إنه لا يجب السفر إلى هناك".

تغير تجربة السفر بالكلية

وعلى الرغم من وجود لقاح محتمل، يعتقد جون بيفان أن تجربة السفر نفسها قد تغيرت لا سيما في المطار، فقد تنتقل شركات الطيران إلى تجربة "بدون لمس" إلى حد كبير.

وعلى متن الطائرات، قد تستمر القاعدة المنظمة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، والمتمثلة في النزول من الطائرة في صفوف، صفاً تلو الآخر.

ومن المتوقع أيضاً أن ستسمر القيود المفروضة على صواني الطعام حتى يشعر الناس بمزيد من الراحة، يقول بيفان: "أعتقد أننا سنكون أكثر حرصاً لفترة طويلة".