لأول في الإمارات حفلة موسيقية تجمع الإبداعات العربية مع الشرق أفريقية

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 سبتمبر 2019
لأول في الإمارات حفلة موسيقية تجمع الإبداعات العربية مع الشرق أفريقية

يستعدّ مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي بالتعاون مع برنامج جامعة نيويورك أبوظبي الموسيقي لاستضافة أول حفلة موسيقية تجمع الإبداعات العربية مع الشرق أفريقية في دولة الإمارات بعنوان "الصوفية مقابل العصرية"، يحييها كل من الفنان المبدع فتحي سلامة الحائز على جائزتي ’جرامي‘ و’بي بي سي‘، ومنشد الصوفية المصري الشيخ محمود تهامي، إلى جانب فرقة زنجبار طرب وكيدومباك التابعة لأكاديمية بلدان الداو للموسيقى. ومن المقرر إقامة هذه الحفلة المزدوجة يوم الخميس 26 سبتمبر على خشبة المسرح الأحمر في مركز الفنون الساعة 8 مساءً.

لأول في الإمارات حفلة موسيقية تجمع الإبداعات العربية مع الشرق أفريقية

وبالتماشي مع مبادرة ’البُردة‘ التي أطلقتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في الدولة بهدف دعم الثقافة والفنون الإسلامية المعاصرة، يدعو مركز الفنون جمهور الأمسية لاستكشاف الأصوات العربية والإسلاميّة في القارة الأفريقية، من مصر إلى زنجبار، حيث يجمع عرض "الصوفية مقابل العصرية" بين أصوات وإيقاعات الأناشيد الصوفية التقليدية والنغمات العصرية لموسيقى الجاز المصرية، في تناغم فريد بين الأصوات العربية. بينما يمزج العرض الذي تقدمه فرقة زنجبار طرب وكيدومباك بين الأنماط المتنوعة للثقافة الموسيقية القادمة من غرب المحيط الهندي والتوليفة الأفريقية العربية التي تقدمها موسيقى الطرب.

يشار إلى أن فتحي سلامة يعتبر اسماً موسيقياً معروفاً عبر فرقته ’شرقيات‘ التي أدّت ما يزيد عن 2,000 عمل فنّي في أكثر مهرجانات الجاز شهرةً في العالم، كما ساهم في إبداع الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم المصري ’جنة الشياطين‘ للمخرج الراحل أسامة فوزي، والتي حصدت العديد من الجوائز المرموقة. وتعاون الفنان المصري أيضاً مع المغني السنغالي الشهير يوسو ندور في ألبوم ’مصر‘، حيث أبدع في إنتاج وتنسيق موسيقى فريدة تناغمت مع إيقاعات ندور المذهلة، ليحصد من خلال هذا العمل جائزة ’جرامي‘ عام 2004. وكان حفل إعادة افتتاح "قاعة أفريقيا" في الشارقة قد سجّل آخر تعاون موسيقي جمع بين سلامة وندور في الإمارات العربية المتحدة.

أمّا الشيخ محمود تهامي، فيُعدّ من أبرز منشديّ الصوفيّة المصريّين؛ وهو ابن المُنشد الشهير الشيخ ياسين التهامي، وحفيد أحد الأئمة المرموقين في المسجد الكبير. ويحمل تهامي إرثاً عريقاً في أصول الإنشاد، حيث تلقى تدريبه الموسيقي على يد والده والشيخ العارف بالله.

ومن المنتظر أن تؤدّي فرقة زنجبار طرب وكيدومباك التابعة لأكاديمية بلدان الداو للموسيقى مزيجاً فنيّاً يجمع ثقافة المحيط الهندي مع توليفات من الحضارة العربية الأفريقية. يذكر أن الأكاديمية قد تأسّست عام 2002 على يد مجموعة من الخبراء وعشاق الموسيقى المحليّين، وتُعدّ مدرسة الموسيقى الوحيدة في زنجبار التي يتم تكريسها للحفاظ على التراث الموسيقي لمنطقة دول الداو. وتركز الأكاديمية بشكل خاص على تدريس الأنماط الموسيقية التقليدية، مثل الطرب والكيدومباك والنغوما. كما نجحت في توطيد علاقات متينة مع برنامج جامعة نيويورك أبوظبي الموسيقي، والذي قام بتسجيل وتصوير فيلم خاص في الأكاديمية كجزء من جهود الجامعة لنشر التعليم العالمي. وقامت أكاديمية بلدان الداو للموسيقى بتطوير علاقات تعاون مع باحثي جامعة نيويورك أبوظبي وبرامجها المتنوعة، بما فيها البرنامج الموسيقي للجامعة والذي يرعى الإقامة الفنية لأعضاء الأكاديمية

علاوةً على ذلك، سيتضمّن هذا التعاون إطلاق أربع فعّاليات خارج المسرح ضمن مركز الفنون، تشمل ورشة عمل فتحي سلامة التي تناقش أصول تأليف الموسيقى العربية وتستكشف مقوّمات الموسيقى الصوفية في العصر الحديث، وذلك يوم الثلاثاء 24 سبتمبر الساعة 7 مساءً؛ إضافة إلى ورشة عمل "موسيقى الطرب - الغناء والتأليف" التي تركّز على المصطلحات الطربية والتقنيات والتأثيرات التي أدرجها المؤلفون بوحي من الثقافة الفنيّة لدول الداو والغرب ومنطقة البحر الكاريبي، وتنطلق هذه الورشة يوم السبت 28 سبتمبر في تمام الساعة 6:30 مساءً؛ وتضمّ الفعاليات أيضاً عرض فيلم وثائقي بعنوان ’أكاديمية بلدان الداو للموسيقى‘ تم تصويره من قبل طلاب جامعة نيويورك أبوظبي، تليها جلسة حوارية مع الهيئة التدريسية لبرنامج الموسيقى والأفلام والإعلام الجديد يوم السبت 28 سبتمبر الساعة 5 مساءً. وقبل موعد الحفلة في 26 سبتمبر، سيعقد الأستاذين الجامعيّين لدى جامعة نيويورك أبوظبي البروفسورة إرين بيتيجرو والبروفسور آندرو دجيه آيزينبيرغ جلسةً حواريةً بحضور فتحي سلامة وأعضاء من أكاديمية بلدان الداو للموسيقى في تمام الساعة 7 مساءً.

وتعليقاً على ذلك، قالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات: "يسرني رؤية مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي يقدم مثل هذا الحفل المميز الذي يحتفي بعمق وغنى الثقافة الإسلامية بكافة أشكالها للجمهور المحلي".

ومن جانبه، صرّح بيل براجين، المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي: "بعد استضافة مركز الفنون لحفلة موسيقية ومراسم توزيع جوائز مهرجان البُردة العام الماضي، انبهرنا بالتفاعل الكبير الذي أبداه الحضور تجاه المقاربات العصرية المبتكرة للموسيقى الإسلامية. وتستمد هذه الفعالية روعتها من المشروع المشترك بين فتحي سلامة والشيخ محمود تهامي، والذي يعرض تناغماً فريداً بين أساليب الإنشاد الصوفي والإبداعات العصرية المبتكرة لموسيقى الجاز. وبالمثل، تتناول العديد من الأعمال الأكاديمية في الجامعة العلاقات الحضارية بين العالم العربي وشرق أفريقيا من خلال الحوار المتبادل بين منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي. ويُعدّ التعاون مع أكاديمية بلدان الداو للموسيقى فرصةً مثاليةً تعزز مساعي برنامج جامعة نيويورك أبوظبي الموسيقي الرامية إلى استكشاف هذه الروابط المشتركة".

وبدوره، قال آندرو ج. آيزينبيرج، الأستاذ المساعد لمادة الموسيقى في جامعة نيويورك أبوظبي: "تجمع هذه الأمسية المزدوجة بين عالمين غنيين بالموسيقى الفريدة من القارة الأفريقية، وتصوّر محطّات اللقاء بينهما بطريقة غاية في الجمال. وتعتمد كل مجموعة فنية على تراث الموسيقى المصرية في القرن العشرين عبر إدخالها في حوار مشترك مع الأنماط الثقافية الأخرى. نأمل أن يشاركنا عشاق الموسيقى والفنون هذه التجربة المذهلة مع إبداعات اثنين من أروع المواهب الطربية".

تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا