مراجعة مطعم Khadak: رحلة طهي تمزج التراث بالحداثة

مطعم Khadak: رحلة طهوية تجمع بين التراث العريق والابتكار العصري في أجواء ساحرة وخدمة استثنائية.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 12 سبتمبر 2025 زمن القراءة: 6 دقائق قراءة آخر تحديث: الإثنين، 15 سبتمبر 2025
مراجعة مطعم Khadak: رحلة طهي تمزج التراث بالحداثة

مراجعة مطعم Khadak: الأصالة تلتقي بالحداثة في تناغم طهوي

قلة من المطاعم تنجح في تحقيق التوازن بين ثِقَل التراث ومتعة الابتكار، لكن مطعم Khadak الذي أسسه الشيف نَاويد ناصر، استطاع أن يلمس هذا الوتر النادر. تحت قيادته الطهوية، يقدّم Khadak تجربة استثنائية من خلال استضافة محدودة المدة مع الشيف كلثوم بيغم. تجربة تجمع بين الأصالة والتجديد—مكان تلتقي فيه وصفات العائلة مع فنون الطهي الحديثة، ويُحكى في كل طبق قصة.

هذا التعاون المميز لم يسحر الذوّاقة فحسب، بل حصد أيضاً اعترافاً عالمياً تمثل في إدراج المطعم ضمن دليل ميشلان وحصوله على جائزة Bib Gourmand المرموقة، التي تُمنح للمطاعم التي تقدم طعاماً استثنائياً بقيمة ممتازة. زيارتي الأخيرة لخَدَك أثبتت لي أن هذا التكريم مستحق بكل المقاييس.

الأجواء: جسر بين الماضي والحاضر

ديكور خَدَك مُصمّم بعناية مثل أطباقه تماماً. نقوش خشبية تقليدية، إضاءة مستوحاة من الفوانيس، ولمسات نحاسية تستحضر التراث. وفي المقابل، أثاث أنيق، أدوات حديثة، وموسيقى منتقاة بعناية تمنحه لمسة عصرية مشرقة. الأجواء حميمة ولكنها غير رسمية — مثالية لسهرة احتفالية، اجتماع عمل، أو عشاء مع الأصدقاء.

قائمتان... ورحلتان مختلفتان

يميز خَدَك نفسه بتقديم خيارين للزوار: قائمة نباتية وقائمة غير نباتية، أُعدّت كلتاهما بعناية واحترام. كل قائمة تأخذ الضيف في رحلة متعددة الأطباق، وكأنها جولة إرشادية في عالم الطهو.

أنا اخترت القائمة غير النباتية، وكانت النتيجة تجربة لا تُنسى.

تجربتي مع القائمة غير النباتية: طبق بعد طبق

الطبق الأول: غوشت كا ماراغ مع خبز تارا نان

بدأت الأمسية مع غوشت كا ماراغ، حساء لحم غني ودافئ يجمع بين العمق والتوازن. مذاقه عميق غني بالتوابل، وملمسه مخملي. قدِّم مع خبز التارا نان المدهون بالسمن، فكان بمثابة عناق دافئ من مطبخ الجدة، لكن بلمسة راقية تناسب أجواء المطاعم العالمية.

الطبق الثاني: كباب شيكامبور مع خبز رومالي

ثم جاء موتون شيكامبور، كباب يذوب في الفم قبل أن تستوعب غناه. ملفوف في خبز رومالي الرقيق، جمع بين ثِقَل اللحم ورقّة الخبز. هنا برزت لمسة الشيف كُلسوم التقليدية بوضوح، بينما أضاف الشيف نافيد لمسة عرض متقنة.

الطبق الثالث: دجاج حليم مع خبز الشيرمال

كان الحليم بالدجاج مفاجأة مبهرة. عادةً ما يكون هذا الطبق دسمًا وثقيلاً، لكن في خَدَك جاء بتقديم أنيق ونكهة متوازنة. حلاوة خبز الشيرمال الممزوج بالزعفران انسجمت مع ثقل الحليم لتمنح انسجاماً فريداً بين النكهات.

الطبق الرابع: كالا خطّة غولا

جاءت بعد ذلك استراحة مرحة — كالا خطّة غولا، مثلجات مبشورة مع شراب تقليدي منعش حامض. إشارة إلى نكهات الشارع ولكن بتقديم راقٍ، أعادت الانتعاش للحواس وذكّرت بأن التراث ليس دائماً جدّياً — بل قد يكون ممتعاً.

الطبق الخامس: دُم كا مرغ أو شابغير مع خَتّي دال، بالَك ماجزيات وتفتان

في هذا الطبق، يختار الضيف بين دُم كا مرغ (دجاج مطهو ببطء مع بهارات عطرية) أو شابغير. اخترت دُم كا مرغ الذي قُدِّم مع ختّي دال (عدس حامض)، بالك ماجزيات (سبانخ مطبوخة مع بهارات)، وخبز التفتان الطري. مزيجٌ جمع النكهات الحامضة والترابية والحارة في طبق واحد متكامل.

الطبق السادس: كاتشي غوشت كي برياني مع باغاري بَينغان وتشَتني الزبادي

لا تكتمل أي رحلة طهوية من هذا التراث من دون البرياني. جاءت برياني اللحم النيء كاتشي غوشت نجمة الأمسية بلا منازع. أرز معطر بالزعفران، لحم طري، وطبقات مطبوخة بإتقان. رافقها باغاري بينغان (باذنجان بصلصة الفول السوداني) وصلصة الزبادي بالتوابل، مما رفع الطبق إلى مستوى استثنائي.

الطبق السابع: دَبَّل كا ميثا

الختام كان مع دَبَّل كا ميثا، حلوى تقليدية من الخبز المطبوخ بالحليب والسمن والمكسرات. في خَدَك جاءت غنية ولكن متوازنة، ومقدَّمة كعمل فني صغير. نهاية مثالية لرحلة مليئة بالذكريات والنكهات.

المشروبات: التراث في كأس

قائمة المشروبات في خَدَك لا تقل إبداعاً عن الطعام. الكوكتيلات المنكهة بالتوابل والمشروبات غير الكحولية المستوحاة من مكونات مثل التمر الهندي والورد والهيل، كلها تكمل الأطباق بشكل مدروس. جربت مشروباً بارداً بالورد والهيل انسجم تماماً مع البرياني، ومشروب تمر هندي فاجأني بحموضته المنعشة. كل مشروب هنا ليس مجرد مرافِق، بل امتداد لقصة المطبخ.

الخدمة: دفء باحترافية

التجربة في خَدَك ليست فقط بما يقدم على الطاولة، بل بكيفية تقديمه. الخدمة مثالية — سريعة دون إزعاج، دقيقة دون تكلف، وودودة كأنك ضيف في بيت أحدهم. الفريق مدرَّب على شرح كل طبق وقصته، مع الحفاظ على الجو الطبيعي بعيداً عن الرسمية الزائدة.

العرض والتقديم: حكايات على الأطباق

كل طبق في خَدَك قُدِّم كلوحة فنية — مرتبة بعناية ولكن دون مبالغة. أواني نحاسية وقدور تقليدية وُظّفت إلى جانب أوانٍ عصرية، لتخلق حواراً بصرياً بين الماضي والحاضر. العرض هنا يعمّق من تجربة التذوق ويمنحها أبعاداً جديدة.

جائزة Bib Gourmand من ميشلان: تكريم للقيمة والإبداع

إدراج خَدَك في دليل ميشلان ومنحه جائزة Bib Gourmand ليس مجرد اعتراف بجودة الطعام، بل بفلسفة المطعم: تقديم طعام استثنائي بقيمة رائعة. بخلاف مطاعم تلاحق الصيحات العالمية، هوية خَدَك متجذرة في التراث. هذه الجائزة تؤكد ما يعرفه رواد المطعم مسبقاً — أن هذا المكان يدمج الأصالة بالإبداع والقيمة.


وليمة للذاكرة والخيال

كانت زيارتي لخَدَك أكثر من مجرد عشاء — كانت رحلة تُروى طبقاً بعد طبق. من غوشت كا ماراغ الدافئ إلى برياني كاتشي غوشت المذهل، حمل كل طبق ملامح التراث في ثوب عصري.

التعاون بين الشيف نافيد ناصر والشيف كُلسوم بيغم عبقري بكل المقاييس. شراكتهما أعادت إحياء وصفات كانت مهددة بالنسيان، وقدمتها لجيل جديد من الذوّاقة.

لمن يرى الطعام مزيجاً من الذاكرة والخيال، فإن خَدَك محطة لا بد من زيارتها. إنه أكثر من مجرد مطعم يحمل لقب Bib Gourmand — إنه تجربة ثقافية ورسالة حب للتراث، ودليل على ما يمكن أن يقدمه التعاون بين العقول الطهوية المبدعة.

العنوان وساعات العمل

📍 العنوان: فيلا 426 - 12 شارع الوصل - الجميرا ، دبي 

Phone+971 58 979 7830

khadak.com

ساعات العمل:

  • الأحد إلى الخميس: 12:00 ظهراً – 11:00 مساءً

  • الجمعة والسبت: 12:00 ظهراً – 12:00 منتصف الليل

تم نشر هذا المقال مسبقاً على مطبخ ليالينا يمّي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم