اكتشف وجهتك لرؤية واحدة من أقدم المعارض الفنية في العالم!

غرب أستراليا: حيث ترى واحدة من أقدم المعارض الفنية في العالم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 أغسطس 2018
وجهتك لرؤية واحدة من أقدم المعارض الفنية في العالم!

يسافر الناس من جميع أنحاء العالم لمشاهدة بعضاً من الفن الحديث الأكثر إثارةً للاهتمام على الأرض في MONA متحف الفن القديم والحديث في تسمانيا، ولكن في الطرف الآخر من البلاد يتم عرض أقدم فن على الأرض وفي أجوائه الأصلية.

ماذا نعني بكلمة أجوائه الأصلية؟

طبيعة الحياة في غرب أستراليا ستوفر لك فرصة رؤية الفن الحديث والقديم معاً وبشكل عفوي لا يصدق!

طبعاً ليس من السهل رؤيته حيث عليك القيام برحلة بحرية حول أرخبيل بوكانير في كيمبرلي من أستراليا الغربية، تبدأ الرحلة بالنزول على الشاطئ ثم تقوم بالمشي لمسافات طويلة، وتتسلق الانحدارات الحادة، وصولاً إلى مساحات صخرية نُحتت للحفاظ على محتوياتها مخفيةً عن الأنظار. ولكن في الداخل تُخبأ كنوزهم القديمة التي تحبس الأنفاس بروعتها.

ثم ترى بعضاً من أقدم الأعمال الفنية التي رسمها ونحتها الإنسان، والتي تخبر قصص الحضارات القديمة، وحياة ما قبل التاريخ أيضاً، والحيوانات، والسلاحف البحرية والأسماك، وحياة الصيد، والقتال، والمحبة، والتجارة.

كما أن هنالك الرسم الأصلي الذي رُسم بالدماء لروح الشهير وانديينا الذي أصبح معروفًا عالميًا عندما شُيد له تمثال ضخم بارتفاع 12 مترًا في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية عام 2000، ثم تمت إضاءته في دار الأوبرا خلال حفل فيفيد سيدني 2016.

هناك تماثيل للكنغر الضخم، والسلاحف، والثعابين، ولا ننسى المطبوعات اليدوية، وكلها ملونة باللون الأحمر، والبني، والبرتقالي، والأصفر، والطين الأبيض والفحم كلها على بلاط الملك ليوبولد، وتعتبر من أقدم المواد الجيولوجية على وجه الأرض.

والأمر الأكثر إثارةً للدهشة هو أن السياح ممنوعين من زيارة الكهوف في إسبانيا وفرنسا حيث تم العثور على بعض الفن الصخري الأقدم في العالم والذي يعود تاريخه إلى ما يقدر بنحو 37،000 سنة. ولكن الأقدم من بين كل ما في الأرض هو هذا الفن الصخري في أستراليا، والذي يعتقد أنه يعود إلى 60000 سنة، وقد ترك مفتوحاً أمام أي شخص، كما أنه معرض للشمس والرياح والأمطار.

شاهد أيضاً: أفضل الأماكن لقضاء عطلة لا تنسى في شهر أيلول "سبتمبر"

لكنها تعتبر تجربة خاصة أيضاً أن يعرض هذا الفن على السكان الأصليين في مكانها الأصلي. على الرغم من أن رؤيتها في معارض المدينة شيء رائع، لكن النظر إليها باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المدينة حيث تم إنشائها تعتبرواحدة من العجائب الكونية.

يعتقد الخبراء أن هناك المئات من هذه المعارض المخفية في جميع أنحاء ساحل كيمبرلي، وهذا الفن الآن يحصل على المزيد من الاهتمام من العالم الخارجي، خاصةً من المتخصصين في الفن والأثريات والأكاديميين وعلماء الآثار!

وقد تم مؤخراً إطلاق أكبر مشروع من نوعه مهمته تأريخ الفن بشكل أكثر دقة، وذلك باستخدام مجموعة متزايدة من التقنيات والأدوات المتطورة ، مثل Optically Stimulate Luminescence and Uranium Series Dating من خلال مؤسسة Kimberley Australia.

السياحة في غرب استراليا

هناك موقع بارز آخر على جزيرة بيغ، يمكن اعتباره 3 معارض متواجدة على واجهة الجرف هذا الفن هو عبارة عن تناثر الصخور حاملةً صور Wandjina التي يعتقد أنها أول اتصال للسكان المحليين مع الزوار القادمين من الأراضي الأخرى عن طريق القوارب. هذه الأشكال المصورة هي أكثر أهمية بكثير مع الرؤوس المقدسة التي تعتبر الآلهة المسؤولة عن جلب المطر والخصوبة لديهم.

هذه الأشكال المصوّرة كانت مصدر إلهام للكاتبة السويسرية إريش فون دانيكين، التي دافعت عن نظرية مفادها أن كائنات فضائية زارت الأرض وتركت بطاقات الاتصال بين الأرض والفضاء في شكل ثقافة إنسانية مبكرة، لتوحي بأن هذه الصور كانت في الواقع من الفضاء.

كما تعتبر منطقة رافت بوينت الممتدة على طول الساحل، معرض فني صخري رائع أسسه السكان الأصليين. حيث تتجدد اللوحات هنا وتنتقل بانتظام من قبل أحفاد عائلات الفنانين الأصليين لضمان استمرار تأثيرها على الأشخاص الذين يشاهدونها قدر الإمكان.

رافت بوينت

وأخيراً، سنتحدث عن ساحل Freshwater Cove الذي يحتوي معرضاً فناً صخرياً خاصاً به، حيث يُعتبر شعب Worrorra جزءًا نابضًا في حياة الثقافة والتقاليد الفنية، مما يجعل أعمالهم الفنية تطبع على القماش للبيع.

السلاحف البحرية:

لا عجب في أن السلاحف البحرية لها قسم كبير في فن السكان الأصليين فهي من الأنواع التي يُقدر عمرها بأكثر من 100 مليون سنة، كانت تعيش في المحيطات في نفس الوقت الذي كانت تجوب فيه الديناصورات الأرض!

ولكن هنالك مخاوف كبيرة حول انقراض هذه الكائنات فقد انخفض عدد السلاحف الخضراء من 60 مليون سنة قبل 300 عام إلى حوالي 60 ألف حول العالم اليوم، وهو رقم لا يزال ينخفض ​​باطراد.

شاهد أيضاً: معلومات عن جزيرة بورا بورا

"هناك سبعة أنواع من السلاحف البحرية وكلها تكافح الآن"، هكذا يقول تيم هارفي، وهو أيضاً المؤسس المشارك لمؤسسة السلاحف البحرية، التي تشكلت قبل 12 عاماً لتثقيف الناس حول هذه المخلوقات، وإجراء البحوث لإنقاذ مستقبلهم.

تعتبر السلاحف الخضراء من أكثر الأنواع انتشاراً في المياه الأسترالية، ويمكن لزائري كيمبرلي مشاهدة أنثى السلاحف في المناطق التي تقع على اليابسة لتضع بيضها في مواقع التعشيش على طول الساحل الذي يصل طوله إلى 12 ألف كيلومتر في شهري أكتوبر ونوفمبر، ثم بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، تفقس السلاحف الصغيرة وتبدأ في الاندفاع إلى البحر.

إنه مشهد يفطر القلب بينما تهاجر الطيور لتلتقط صغارها ترى بعضاً من أنواع الحيوانات المفترسة تقترب من أجل افتراسها. يقول هارفي: "أتذكر أحد ضيوفنا وهم يبكون بشدة أثناء رؤيتهم لهذا المشهد". "وهذه مهمتي في كيمبرلي: جعل الناس يشعرون بالبيئة ويشعروا بدورهم فيها.