أكثر المطارات استدامة حول العالم حسب القارات

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 يوليو 2025
أكثر المطارات استدامة حول العالم حسب القارات

بينما يشهد العالم نموًا متسارعًا في حركة السفر الجوي، تظهر الحاجة الماسة إلى مطارات لا تخدم فقط التنقل، بل تتماشى مع متطلبات الاستدامة البيئية والتقليل من الانبعاثات الكربونية. في السنوات الأخيرة، أصدرت العديد من المنظمات البيئية، مثل مجلس المباني الخضراء (LEED) ووكالة النقل الجوي العالمية (IATA)، تقارير وتصنيفات تبرز المطارات الأكثر التزامًا بالمعايير البيئية. وهذه قائمة بأكثر المطارات استدامة حول العالم، موزعة حسب القارات، وتستند إلى ما حققته من إنجازات في مجالات الطاقة والمياه والنفايات والابتكار البيئي.

أوروبا وآسيا: ريادة في التصميم الأخضر والطاقة المتجددة

في أوروبا، يُعتبر مطار "زيورخ" في سويسرا واحدًا من أبرز المطارات المستدامة، إذ يعتمد على أنظمة تهوية وتدفئة تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية، ويحيط نفسه بمساحات خضراء ومحميات طبيعية تدعم التنوع البيولوجي. كما يُشجع استخدام وسائل النقل العامة ويعمل على تقليل استهلاك المياه والطاقة داخل منشآته. أما مطار "أمستردام شيفول" في هولندا، فهو من أوائل المطارات التي استخدمت الإضاءة الذكية ومعدات الخدمة الأرضية الكهربائية، مع بنية تحتية تدعم التنقل النظيف بالكامل.

في آسيا، يتصدر مطار "شانغي" في سنغافورة قائمة المطارات الخضراء، بفضل استثماراته الكبيرة في الاستدامة. فالمطار يدمج الطبيعة المعمارية بالخضرة الداخلية، ويستخدم نظامًا دقيقًا لإعادة تدوير المياه، إلى جانب الاعتماد على الطاقة الشمسية وتكنولوجيا ذكية في التحكم باستهلاك الكهرباء. كما أن مطار "هانيدا" في طوكيو يُعد من المطارات الصديقة للبيئة، إذ حصل على شهادات LEED بفضل تقنياته الموفرة للطاقة وتصاميمه المعمارية التي تستفيد من الضوء الطبيعي.

الأمريكيتان وأفريقيا: خطوات متقدمة نحو الطيران الأخضر

في أمريكا الشمالية، يُعتبر مطار "سان فرانسيسكو الدولي" من النماذج الرائدة عالميًا، حيث حصل على تصنيفات عالية في الاستدامة، منها LEED Platinum لمبنى الركاب. يتبنى المطار سياسات صارمة لإدارة النفايات، بما في ذلك منع استخدام الزجاجات البلاستيكية، إلى جانب توفير محطات للشحن الكهربائي، والتعاون مع شركات طيران تستخدم الوقود المستدام. مطار "دنفر" في كولورادو أيضًا من أوائل المطارات التي أنشأت مزارع شمسية خاصة بها لتوليد الكهرباء.

أما في أمريكا الجنوبية، فمطار "إل دورادو" في بوغوتا بكولومبيا يتخذ خطوات ملموسة نحو الاستدامة من خلال مشاريع لإعادة تدوير المياه الرمادية، وزيادة المساحات المزروعة داخل محيط المطار، وتقليل استخدام الوقود الأحفوري في الخدمات الأرضية.

في القارة الإفريقية، برز مطار "كيب تاون الدولي" في جنوب أفريقيا كأحد أبرز المطارات صديقة البيئة، خاصة بعد تطوير بنيته التحتية استعدادًا لكأس العالم 2010. يعتمد المطار على أنظمة ذكية لإدارة المياه، وتقنيات لتقليل استهلاك الطاقة، ويعمل حاليًا على توسيع مشاريع الطاقة الشمسية داخل منشآته.

أوقيانوسيا والشرق الأوسط: بنية تحتية متطورة بخطط خضراء

في أستراليا، يأتي مطار "بريزبن" ضمن قائمة المطارات المستدامة، بفضل استثماره في تقنيات تقليل الانبعاثات واستخدامه للطاقة الشمسية، إضافة إلى نظام ذكي لرصد وإدارة استهلاك المياه. المطار يشارك في برامج تعويض الكربون، ويُشجع الشركات على تبني ممارسات أكثر وعيًا بيئيًا. كما أن مطار "سيدني" أحرز تقدمًا في التخفيف من تأثير الضوضاء والانبعاثات، عبر إدخال طائرات أكثر كفاءة بيئيًا.

في الشرق الأوسط، يُعد مطار "حمد الدولي" في قطر من المطارات الرائدة في تطبيق المعايير البيئية الحديثة. حصل على شهادة GSAS (نظام التقييم المستدام العالمي)، ويعتمد على تقنيات تهوية وتبريد متطورة، إلى جانب مساحات خضراء داخلية واسعة وتطبيقات ذكية لإدارة النفايات. المطار يمثل نموذجًا للتوازن بين الرفاهية الفاخرة والوعي البيئي في المنطقة.

مع تنامي التحديات البيئية عالميًا، تُعد هذه المطارات شهادة حية على أن الابتكار والتكنولوجيا يمكن أن يجتمعا معًا لصنع بيئة سفر أكثر استدامة. والمسافر الواعي بات يختار وجهاته، ليس فقط بحسب الوجهة النهائية، بل بناءً على التزامها بكوكب أكثر خضرة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم