كيف يحتفل المسلمون برمضان في تونس؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 فبراير 2025
كيف يحتفل المسلمون برمضان في تونس؟

شهر رمضان هو شهر خاص ومميز في تونس، حيث يتميز بخصوصيته الدينية والاجتماعية والثقافية. يعتبر هذا الشهر المبارك فرصة للتواصل الروحي، وتجديد التقاليد العائلية، والاحتفال بالروح المجتمعية. 

يحرص المسلمون في تونس على تكريس هذا الشهر الكريم من خلال ممارسة العبادات، والالتزام بالعادات والتقاليد الخاصة، فضلاً عن تمتعهم بأجواء رمضان المميزة التي تجمع بين العبادة والاحتفال.

التحضيرات الرمضانية: أجواء من الحماسة والتأهب

قبل حلول شهر رمضان، يبدأ التونسيون في الاستعداد لهذا الشهر المبارك بشكل خاص. تبدأ العائلات في تنظيف المنازل وتزيينها بزينة رمضانية، مثل الفوانيس والمصابيح المضيئة، التي تضفي جواً من الألفة والبهجة على الأماكن العامة والخاصة. تعد الأسواق التونسية واحدة من أبرز مظاهر التحضير لشهر رمضان، حيث يعكف التجار على عرض السلع الرمضانية الخاصة مثل التمور، والحلويات التقليدية، والأطعمة الخاصة التي يتم تحضيرها في هذا الشهر.

من أهم العادات التي تميز رمضان في تونس هي "سوق رمضان"، حيث يجد المواطنون كل ما يحتاجون إليه من مواد غذائية خاصة بالشهر، بما في ذلك المأكولات التقليدية مثل "البريك" و"الشوربة التونسية" و"القطايف" و"الكعك التونسي". كما يحرص العديد من التونسيين على شراء الهدايا الرمضانية، التي تتنوع بين التمور والمكسرات وأدوات المطبخ الخاصة.

وفي الأيام الأولى من رمضان، يتم تجهيز المأكولات التي تحظى بشعبية كبيرة على المائدة التونسية مثل الشوربة التونسية، إضافة إلى أطباق اللحوم والأسماك. يحرص التونسيون على الإفطار بمشاركة العائلة والأصدقاء، حيث تجمع مائدة الإفطار الأطعمة الشهية التي تعد جزءًا أساسيًا من الطقوس الرمضانية.

العبادة والاجتماعات العائلية: روحانية ونكهة خاصة

يشكل رمضان في تونس فرصة عظيمة للتركيز على العبادة، حيث يزداد عدد المصلين في المساجد، خاصةً في صلوات التراويح. يشهد شهر رمضان في تونس إقبالًا كبيرًا على المساجد التي تقام فيها الصلوات الجماعية، ويحرص المسلمون على ختم القرآن الكريم خلال الشهر المبارك. كما ينظم العديد من المساجد والمراكز الإسلامية دروسًا دينية وندوات تهدف إلى نشر الوعي الروحي وتعزيز الأخلاق الحميدة.

في المنازل، تعد لحظات الإفطار والسحور من الأوقات المهمة التي يلتقي فيها أفراد العائلة. يحرص التونسيون على تناول طعام السحور معًا، حيث تساهم هذه الوجبة في مد الجسم بالطاقة اللازمة للصيام طوال النهار. كما أن الإفطار هو وقت مهم للقاء العائلة والأصدقاء، ويشمل عادةً مشاركة الأطباق التونسية التقليدية مثل الشوربة والحلويات والمشروبات الرمضانية.

من العادات الرمضانية المميزة في تونس أيضًا، تنظيم "موائد الإفطار الجماعية" في الساحات العامة والمساجد، حيث يتجمع الأفراد للإفطار معًا. تعتبر هذه الموائد فرصة للتضامن الاجتماعي بين المسلمين، وتساهم في بناء العلاقات المجتمعية وتعزيز روح التعاون والتآزر.

تتميز تونس بأجواء احتفالية خلال رمضان، حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات الاجتماعية التي تعكس البهجة والروحانية التي تسود هذا الشهر. أحد أبرز هذه الفعاليات هو "الليالي الرمضانية"، التي تقام في العديد من المدن التونسية وتجمع بين الموسيقى والرقص والأنشطة الثقافية. يشارك التونسيون في هذه الاحتفالات الخاصة التي تضفي طابعًا مميزًا على ليالي رمضان.


كما أن رمضان في تونس هو وقت للزيارات الاجتماعية، حيث يحرص الناس على زيارة الأقارب والجيران لتعزيز الروابط الاجتماعية والتمتع بروح التعاون والمشاركة. ويشمل ذلك تبادل الأطباق الرمضانية بين العائلات، خاصةً في الأعياد التي تأتي في نهاية الشهر الكريم، مما يعزز من أجواء العائلة والتآلف الاجتماعي.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم