للعام الثاني: كورونا يقيد طقوس المسلمين في رمضان

كورونا يقيد طقوس شهر رمضان

  • تاريخ النشر: الأحد، 18 أبريل 2021
للعام الثاني: كورونا يقيد طقوس المسلمين في رمضان

للعام الثاني على التوالي، يستقبل المسلمون حول العالم شهر رمضان المبارك في ظل تفشي جائحة كورونا، التي فرضت قيوداً على العديد من العادات والطقوس الرمضانية، وإن كان بإمكاننا القول بإن تلك القيود هذا العام أخف وطأة من العام الماضي.

ومنذ تفشي وباء كوفيد-19 حول العالم أواخر عام 2019، تجاوزت أعداد الإصابات به 140 مليون حالة، بينما بلغت الوفيات أكثر من 3 ملايين حالة.

وتفاوتت إجراءات الدول العربية تجاه بعض العادات الرمضانية، فعلى سبيل المثال، سمحت بعض الدول بإقامة صلاة التراويح بشروط، بينما منعتها دول أخرى بالكامل، خاصة مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من التجمعات الدينية.

تابع معنا أبرز الطقوس الرمضانية التي اعتادها المسلمون كل عام، وقيدها فيروس كورونا هذا العام.

عادات رمضانية يقيدها فيروس كورونا للعام الثاني على التوالي

صلاة التراويح

كانت صلاة التراويح -تلك العادة الرمضانية التي تعود لعهد الخلفاء الراشدين- ممنوعة تماماً في العام الماضي في الدول العربية كافة، لكن هذا العام اختلفت القرارات بين الدول، حيث سمح بعضها بإقامتها بشروط بينما منعتها دول أخرى.

ومن بين الدول التي سمحت بإقامة صلاة التراويح، السعودية ولكن بشرط تقصير زمنها، ومصر التي سنت شروطاً حازمة لتمكين المصلين من دخول المساجد، منها إغلاق دورات المياه وتحديد مدة الصلاة بنصف ساعة فقط ومنع الاعتكاف، بالإضافة إلى الكويت التي قررت الإبقاء على حظر التجوال المفروض، مع استثناء المتجهين لصلاة التراويح.

ومن الدول التي لن يتمكن المسلمون فيها من أداء صلاة التراويح في المساجد للعام الثاني على التوالي المغرب، حيث قررت السلطات تمديد حظر التجوال الليلي وفرضه في رمضان من الساعة الثامنة ليلاً إلى الساعة السادسة صباحاً.

هذا بالإضافة إلى الأردن التي قررت حظر صلوات المغرب والعشاء والتراويح في المساجد فضلاً عن صلاة الجمعة، وكذلك دول تونس وقطر وعمان. 

  • هل الصلاة الرقمية جائزة؟

إذا كان بإمكاننا التجمع مع العائلة بشكل رقمي عبر التطبيقات الإلكترونية، هل يمكننا أداء الصلاة بشكل رقمي خلف إمام يصلي على شاشة التليفزيون؟

عاد هذا الجدل إلى الواجهة من جديد، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الصلاة عن طريق وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي لا تجوز شرعاً، كما سبق وأفتت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، بعدم جواز أداء صلاة التراويح خلف إمام المسجد الحرام، وكذلك دار الإفتاء في مصر، إلا أن بعض الفقهاء المغاربة أفتوا بجواز ذلك، مثيرين جدلاً واسعاً.

وقال الفقيه المغربي الحسين آيت سعيد، إن المذهب المالكي يتيح للناس أداء صلاة التراويح عبر اتباع الإمام في التليفزيون، خاصة في ظل جائحة كورونا، وفي فتوى سابقة للشيخ المغربي أحمد بن الصديق الغماري، أجاز أداء صلاة الجمعة عبر المذياع، كما أفتى الفقيه أحمد الريسوني، بجواز استخدام التليفزيون في أداء النوافل، بحسب موقع دويتش فيلة.

وفي المقابل رفض فقهاء مغاربة آخرين مثل هذه الفتاوى، مؤكدين أن الصلاة على تلك الصورة غير جائزة، ومن أبرز هؤلاء مصطفى بن حمزة.

أداء العمرة

تُعتبر العمرة من أبرز الطقوس الرمضانية التي يحرص المسلمون على أدائها في شهر رمضان المبارك، حيث يتجه الملايين منهم إلى المملكة العربية السعودية لأداء المناسك.

وبعد أن كان الحرم المكي مغلقاً تماماً العام الماضي، سمحت السعودية هذا العام باستقبال المعتمرين والمصلين والزائرين سواء من داخل أو خارج أراضيها، ولكن بشرط التحصين ضد فيروس كورونا المستجد، سواء بالحصول على اللقاح المضاد، أو التعافي من الإصابة، إلى جانب تقسيم المعتمرين على فترات خلال اليوم، وعدم السماح سوى بأداء عمرة واحدة خلال الشهر الكريم لكل شخص.

هذا بالإضافة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من تفشي الوباء، مثل التباعد والالتزام بارتداء الكمامات.

التجمعات العائلية والتجول الليلي

على نهج العام الماضي، وجهت جميع الدول مواطنيها بعدم تنظيم التجمعات العائلية المعتاد عليها في شهر رمضان، ومحاولة استبدالها بالتواصل الرقمي عن طريق تطبيقات الفيديو المختلفة.

واستطاعت بعض الدول منع هذه التجمعات بفرض الإغلاق الليلي مثل الأردن والمغرب والكويت، بينما اكتفت دول أخرى لا تفرض حظر تجول بالتوجيه والإرشاد مثل مصر.

وتنطبق نفس الإجراءات على التجمعات في المقاهي، والتجول الليلي في الشوارع.

الفعاليات الرياضية والثقافية

وإن خففت بعض الدول القيود على صلاة التراويح، لكن هناك شبه اتفاق بين جميع الدول على إلغاء جميع الفعاليات الثقافية والرياضية، كالخيم الرمضانية والدورات الكروية، التي تُعد من الطقوس الرمضانية الشهيرة.

السفر

بالنسبة للذين اعتادوا السفر في شهر رمضان خلال الأعوام الماضية، يمكننا القول بإن هذا العام يختلف عن العام الماضي الذي كان فيه السفر درباً من الخيال، فالآن هناك وجهات خلابة تنتظرك بشرط أن تكون حاصلاً على اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

ومن بين تلك الوجهات: إستوانيا، آيسلندا، بولندا، جورجيا، رومانيا، سيشل وقبرص.