متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني: كنز ثقافي يعكس تاريخ قطر

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 12 فبراير 2025
متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني: كنز ثقافي يعكس تاريخ قطر

في أوائل القرن الحادي والعشرين، لم تكن قطر تضم سوى عدد قليل من المعالم الثقافية التي تجذب الزوار والمقيمين، وكان متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني واحدًا من الوجهات الثقافية القليلة التي حظيت بشعبية، خاصة قبل افتتاح المتحف الوطني القطري بحلّته الجديدة.

في ذلك الوقت، كان يتعين على الزائرين تحديد موعد مسبق والانطلاق في رحلة عبر الصحراء للوصول إلى مزرعة السامرية، حيث يتم استقبالهم بكوب من الشاي وبعض الكعك قبل أن يُسمح لهم بدخول قاعة مليئة بالتحف النادرة والمتنوعة، من السيوف والعملات إلى السيارات والعربات العتيقة.

أحد أكثر المتاحف انتقائية في العالم

يعتبر متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني اليوم واحدًا من أكبر المتاحف الخاصة عالميًا، إذ يضم أكثر من 30 ألف قطعة تمتد عبر مختلف العصور والثقافات. ومن بين معروضاته البارزة:

  • مجموعة ضخمة من السجاد الشرقي الفاخر
  • أسطول من القوارب الشراعية التقليدية (الداو)
  • بيت دمشقي تقليدي تم تفكيكه وإعادة تجميعه داخل المتحف
  • اكتشافات أثرية تعود للعصر الجوراسي
  • نسخ قديمة من القرآن الكريم
  • مجوهرات تعود إلى القرن السابع عشر
  • أدوات ومقتنيات تروي قصة صيد اللؤلؤ في قطر

كما يضم المتحف قسمًا حديثًا يحتوي على مقتنيات من كأس العالم 2022، مثل الكرات المستخدمة في المباريات ونسخ من الجوائز الرسمية.

سيارات فاخرة وأسرار مخفية

إلى جانب القطع الأثرية، يشتهر المتحف بمجموعته المذهلة من السيارات الفاخرة والعتيقة، والتي تشمل سيارات كلاسيكية نادرة، مثل سيارة "بويك" المكشوفة. وتدور الشائعات حول وجود غرف مغلقة داخل المتحف تحتوي على مقتنيات شخصية تعود للأميرة الراحلة ديانا، بالإضافة إلى بعض ممتلكات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والتي لا تُعرض إلا لعدد محدود من الزوار.

من هواية إلى متحف عالمي

افتتح الشيخ فيصل المتحف للجمهور عام 1998 في مزرعته الواقعة شمال العاصمة الدوحة. وباعتباره أحد أفراد العائلة الحاكمة ومؤسس مجموعة الفيصل القابضة، استطاع الشيخ فيصل جمع تحف نادرة من مختلف أنحاء العالم، ما جعل متحفه يعكس مزيجًا فريدًا من التاريخ القطري والعالمي.

في مقابلة مع قناة الريان عام 2018، أوضح الشيخ فيصل أن المتحف بدأ كهواية، قائلاً:

"كنت أجمع العناصر كلما سنحت لي الفرصة. ومع نمو أعمالي، زادت مجموعتي، حتى قررت عرضها للجمهور ليستمتع بها الجميع."

محمية طبيعية وتجربة متكاملة

لم يقتصر المتحف على كونه مجرد صالة عرض، بل تطوّر ليصبح مجمعًا ثقافيًا وترفيهيًا يمتد على مساحة 130 فدانًا، يضم:

  • محمية طبيعية لحيوانات المها العربية
  • مدرسة لتعليم ركوب الخيل وإسطبلات مفتوحة للزوار
  • بركة للبط
  • مسجد بمئذنة مائلة فريدة من نوعها
  • فندق "ماريوت" من فئة خمس نجوم
  • مطاعم ومقاهٍ تقدم تجارب طعام متميزة

حتى في الهواء الطلق، يمكن للزوار مشاهدة طيور الطاووس والنعام تتجول بحرية، في مشهد يعكس الطابع الفريد للمكان.

وجهة لا تُفوَّت لعشاق الثقافة والتاريخ

يؤكد سهام حليم، أحد مرشدي المتحف، أن متحف الشيخ فيصل لا يزال وجهة لا غنى عنها، رغم افتتاح العديد من المتاحف الحديثة في قطر، قائلاً:

"إنه ليس مجرد متحف، بل رحلة عبر الزمن، حيث يمكن للزوار استكشاف الكنوز التاريخية، والتفاعل مع الخيول، وحتى الاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة بالمتحف."

سواء كنت من عشاق التاريخ، أو محبًا للسيارات الكلاسيكية، أو مجرد زائر يبحث عن تجربة ثقافية استثنائية، فإن متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني يُقدم لك نافذة على الماضي في قلب قطر الحديثة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم