من تايلاند إلى إيطاليا: دورات طبخ سياحية تُضيفها إلى رحلتك

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
من تايلاند إلى إيطاليا: دورات طبخ سياحية تُضيفها إلى رحلتك

لم تعد تجربة السفر تقتصر على زيارة المعالم أو الاسترخاء على الشواطئ، بل أصبحت فرصة لاكتساب مهارات جديدة وعيش لحظات تظل محفورة في الذاكرة. ومن بين أبرز الاتجاهات الرائجة في عالم السياحة حاليًا، تبرز فكرة الانضمام إلى دورات الطبخ أثناء الرحلة، حيث يختلط عبق المكونات المحلية بسحر الثقافة الأصيلة. سواء كنت تتجول بين أسواق بانكوك النابضة بالحياة أو تتذوق رائحة الريحان الطازج في ريف توسكانا الإيطالي، فإن ورش الطبخ السياحية تمنحك منظورًا مختلفًا للمكان، فهي لا تعرّفك على الأطباق من الخارج فحسب، بل تقرّبك من أسرارها المخبأة في يد الطاهي المحلي.

نكهات آسيوية من قلب تايلاند

تُعد تايلاند واحدة من أشهر الوجهات لعشاق المطبخ الغني بالتوابل والتوازن الفريد بين الحلو والحامض والحار. في مدن مثل شيانغ ماي وبانكوك، تُقام دورات طبخ يومية تبدأ غالبًا بزيارة سوق محلي لاختيار المكونات الطازجة، من حليب جوز الهند الطبيعي إلى معجون الكاري الأحمر أو الأخضر المصنوع يدويًا. يتعلم المشاركون كيفية تحضير أطباق أيقونية مثل باد تاي، وحساء توم يام، وكاري ماسامان، وغالبًا ما تنتهي الدورة بوجبة جماعية تُشارك فيها إبداعاتك مع زملائك من مختلف الجنسيات. بعض المدارس تقدم أيضًا خيارات نباتية أو دروسًا خاصة بالعائلات، مما يجعل التجربة مناسبة لجميع المسافرين.

دروس الطبخ على الطريقة الإيطالية

أما في إيطاليا، فإن المطبخ يتحول إلى طقس ثقافي وروح اجتماعية أكثر من كونه مجرد وصفات. في أرياف توسكانا أو شوارع روما القديمة، يمكنك الانضمام إلى ورش تُقام داخل بيوت ريفية أو مطابخ حجرية تقليدية حيث تُحضر العجين بيديك لتصنع منه باستا طازجة مثل فيتوتشيني أو رافيولي محشي بالجبن. ولا يخلو الدرس من تحضير صلصة الطماطم المعروفة باسم صلصة نونا، والتي تُطهى لساعات بروية. بعض الدورات تتضمن أيضًا جولات في مزارع الزيتون أو مزارع العنب للتعرّف على كيفية إنتاج زيت الزيتون والخل البلسمي والنبيذ المحلي، مما يجعل التجربة غنية من البداية إلى النهاية. والجميل في هذه الرحلات أن روح الضيافة الإيطالية تجعل الزائر يشعر وكأنه فرد من العائلة لا مجرد سائح.

وجهات أخرى تنضم إلى القائمة

لم تتوقف فكرة السياحة عبر الطبخ عند تايلاند وإيطاليا، بل امتدت إلى دول مثل المغرب حيث يتعلم الزوار تحضير الطاجين على الفحم التقليدي، أو اليابان حيث تتركز الدروس حول فنون السوشي ورولات الماكي، أو حتى المكسيك حيث تتعلم إعداد صلصة الجواكامولي والتاكو على الطريقة الأصلية. كما بدأت بعض الفنادق والمنتجعات الفاخرة في دمج ورش الطبخ ضمن باقات الإقامة، مقدمةً تجارب حصرية بإشراف طهاة حائزين على نجوم ميشلان. هناك أيضًا جولات متنقلة تُعرف باسم “رحلة عبر الأسواق”، حيث يجمع المسافر بين التجول وتذوق الأطعمة وتعلم أسرار إعدادها في آن واحد.

في النهاية، تبقى دورات الطبخ السياحية واحدة من أفضل الطرق لاكتشاف ثقافة الشعوب من قلب مطبخها، فهي لا تمنحك وصفة جديدة فحسب، بل ذكرى دافئة يمكن إعادة خلقها كلما أعددت الطبق ذاته في منزلك. وإن كنت تخطط لرحلتك القادمة، ففكر في أن تترك جزءًا من جدولك مفتوحًا لأوانٍ تغلي وملاعق تُحرَّك بمتعة، فربما تكون أجمل لحظات سفرك ليست أمام معلم شهير، بل أمام طبق صنعته بنفسك لأول مرة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم