البحر الأحمر.. مصر: درة الغواصين ومتحف الأحياء البحرية الحي
على امتداد الساحل الشرقي لمصر، يمتد البحر الأحمر كأحد أكثر المسطحات المائية جمالًا وتنوعًا في العالم، حيث تلتقي الطبيعة البكر مع المياه الزرقاء البلورية التي تعكس شمس الصحراء في لوحة لا مثيل لها. يعد البحر الأحمر من الوجهات المفضلة لعشاق الغوص والأنشطة البحرية، إذ يضم نظامًا بيئيًا غنيًا بالشعاب المرجانية الملونة والأسماك النادرة، فضلًا عن مجموعة من المنتجعات الفاخرة والمدن الساحلية التي أصبحت رمزًا للسياحة في مصر الحديثة.
عالم الشعاب المرجانية وسحر الأعماق
يشتهر البحر الأحمر بأنه من بين أكثر البحار تنوعًا بيولوجيًا في العالم، إذ يحتوي على ما يزيد عن 200 نوع من الشعاب المرجانية التي يعود عمر بعضها إلى آلاف السنين، وتعيش بينها أكثر من 1200 نوع من الأسماك، منها المئات لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. تتنوع مواقع الغوص على طوله من رأس محمد في جنوب سيناء إلى مرسى علم والقصير في الجنوب، وتُعد شرم الشيخ والغردقة من أبرز المحطات لعشاق الغوص. تحت سطح الماء، يكشف البحر الأحمر عن عوالم غامرة من الألوان والحركة، حيث تسبح الأسماك الاستوائية بين المرجان وتلمع أشعة الشمس عبر المياه الصافية لتشكل مشهدًا لا يُنسى لأي غواص أو مصور تحت الماء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مدن ساحلية تجمع الفخامة والمغامرة
تعد الغردقة ومرسى علم من أكثر المدن المصرية المطلة على البحر الأحمر جذبًا للزوار، فالغردقة تمتاز بالحياة النابضة والفنادق الفاخرة والمرافئ المليئة باليخوت، إلى جانب رحلات الغوص والرحلات البحرية إلى الجزر القريبة مثل جزيرة الجفتون. أما مرسى علم، فهي الوجهة الهادئة لمحبي الطبيعة والخصوصية، حيث يمكن مشاهدة الدلافين في خليج أبو دباب أو الغوص في مواقع مثل “إلفينستون ريف” الشهير بأسماكه المفترسة وأجوائه المثيرة. كذلك تبرز مدينة دهب بطابعها البوهيمي الهادئ، ما يجعلها مثالية لعشاق الهدوء والرحلات البرية والتخييم على الشاطئ.
السياحة المستدامة وحماية كنوز البحر الأحمر
في السنوات الأخيرة، اتجهت مصر نحو تعزيز مفهوم السياحة البيئية في البحر الأحمر، من خلال تشجيع المنتجعات على استخدام الطاقة النظيفة وتقليل التلوث البحري، إلى جانب إنشاء محميات بحرية مثل “رأس محمد” و“وادي الجمال”. هذه الجهود تهدف إلى الحفاظ على النظام البيئي الدقيق الذي يجعل البحر الأحمر فريدًا من نوعه، خاصة وأنه يتعرض لضغوط بيئية متزايدة بسبب النشاط البشري. كما تسعى السلطات إلى رفع وعي السياح والغواصين بأهمية احترام البيئة البحرية أثناء ممارسة الأنشطة المائية.
على ضفاف هذا البحر المدهش، تتجسد علاقة الإنسان بالطبيعة في أبهى صورها؛ فهنا يمكن للزائر أن يعيش لحظات نادرة من السكينة والجمال، سواء كان يسبح بين الشعاب المرجانية أو يسترخي على شاطئ رملي تحت سماء لا تعرف الغيوم. البحر الأحمر ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو متحف طبيعي نابض بالحياة، وكنز مصري ثمين يذكّرنا بأن الجمال الحقيقي يكمن في توازن الطبيعة وروعة التنوع الذي تحتضنه أعماقها.