جولة بين أفضل 12 متحفًا في ماساتشوستس
متحف1
متحف2
متحف3
متحف4
متحف5
متحف6
متحف7
-
1 / 7
تُعد ولاية ماساتشوستس من أكثر الولايات الأمريكية اعتزازًا بتاريخها وثقافتها، فهي موطن بدايات الثورة الأمريكية وواحدة من أوائل البيئات التي احتضنت الفنون والتعليم والصناعة. وبين مدنها الساحلية والريفية، تنتشر مجموعة من المتاحف التي تجمع بين الغرابة والرفاهية والعلم والتاريخ والأساطير الشعبية، مقدمةً رحلة لا تشبه غيرها حتى لزائر خبير بالسفر. من بوسطن إلى سالم مرورًا ببلدة كونكورد الهادئة، يجد المسافر نفسه أمام مزيج من العمارة التاريخية والمعارض التفاعلية والحكايات التي تحيا داخل جدران قديمة ما زالت تتنفس الماضي. هذه الجولة في 12 متحفًا مختلفًا تثبت أن الثقافة ليست حكرًا على الكُتب أو القاعات الرسمية، بل يمكن أن تظهر في زجاجة عطر، أو لوحة أسطورية، أو حتى في فأس جريمة غامضة.
روائع الفن والعمارة في قلب بوسطن
إذا أردت استهلال رحلتك بجرعة من الجمال الخالص، فلن تجد أفضل من متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن، الذي يشبه قصراً إيطالياً من القرن الخامس عشر أكثر منه متحفًا تقليديًا. تحيط به حديقة داخلية تسرق الأنفاس، وتضم قاعاته أعمالاً لمايتيز وتيتيان وبوتيتشيلي. أما محبو التحقيقات الغامضة فسيجدون متعة إضافية في لغز سرقة عام 1990 التي ما زالت بلا حل حتى اليوم. وعلى بعد مسافة قصيرة، يقف متحف أعمال المياه المتروبوليتاني ليحكي قصة أكثر تواضعًا ولكن لا تقل إثارة؛ قصة كيف تحولت بوسطن إلى مدينة عصرية بفضل مشروع ضخ مياه عملاق يعود إلى القرن التاسع عشر، مع جولات داخل محركات عملاقة ما زالت على حالها منذ أكثر من مئة عام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مستعمرات الماضي الحيّة وشبح السفن الغارقة
لمن يعشق التجوال داخل التاريخ كما لو كان فيلمًا حيًا، فإن متحف بليموث باتوكسِت في بلدة بليموث يقدم تجربة فريدة، حيث تم بناء قرية كاملة تعيد تمثيل حياة المستوطنين الأوائل في القرن السابع عشر، مع ممثلين يرتدون أزياء تلك الحقبة ويتحدثون بلهجتها. أما على الساحل في يارموث، فينتظرك متحف قراصنة الويذاه، الذي يحمل اسم سفينة قرصنة غرقت عام 1717. يعرض المتحف مقتنيات أصلية تم استخراجها من قاع البحر، بما في ذلك العملات والأسلحة، ليضعك وجهًا لوجه مع العصر الذهبي للقرصنة.
من صيد الحيتان إلى الجرائم الغامضة
على الساحل الجنوبي للولاية، يقع متحف صيد الحيتان في نيو بيدفورد الذي كان يومًا ما مركز العالم في تجارة زيت الحيتان. هنا، يمكنك التعرف على كيف سافر البحارة لشهور في عرض المحيط من أجل مصباح واحد، وكيف تحولت هذه الصناعة من مصدر ثروة إلى قصة تحذيرية عن حماية البيئة. وبالقرب منه في فال ريفر، يقف منزل ليزي بوردن، الذي اشتهر بأحد أشهر جرائم القتل الغامضة في التاريخ الأمريكي. اليوم، يمكن للزائر التجول في الغرف التي وقعت فيها الجريمة، أو حتى قضاء ليلة كاملة إن كان يجرؤ على مواجهة الأشباح التي يُقال إنها ما زالت هناك.
تراث الصناعة والخيال الفني
في مدينة سبرينغفيلد، يبرز متحف وود للتاريخ كوجهة مثالية لعشاق الدراجات النارية والسيارات والأسلحة القديمة، إذ يضم أكبر مجموعة في العالم من دراجات “إنديان موتورسايكل” الشهيرة، بالإضافة إلى أسلحة “سميث آند ويسون” الأصلية. وعلى النقيض تمامًا من الأجواء الصناعية، يقدم متحف نورمان روكويل في بلدة ستوكبريدج رؤية فنية شاعرية للهوية الأمريكية، من خلال لوحات وملصقات صوّرت الحياة اليومية بروح تفاؤلية جعلته أيقونة ثقافية.
بين الفلسفة والبحار والسحر
تختتم الرحلة في متحف كونكورد، الذي يحتضن مقتنيات تخص هنري ديفيد ثورو وأبطال معركة الاستقلال الأمريكية الأوائل، ليجمع بين روح الأدب والفكر التحرري في مكان واحد. ويمكن للزائر أن يرى طاولة الكتابة الأصلية التي دوّن عليها ثورو كتابه الشهير “والدن”، إلى جانب أسلحة وأدوات استخدمها الثوار في بدايات الثورة. أما إذا كنت من عشاق الأساطير الشعبية وتاريخ البحارة، فإن متحف بيبودي إسكس في مدينة سالم يقدم تجربة واسعة النطاق تتجاوز الجدران، فهو لا يضم فقط واحدة من أكبر مجموعات الفنون الآسيوية والإفريقية في الولايات المتحدة، بل يمتد أيضًا إلى 24 مبنى تاريخي وحديقة متناثرة في أرجاء المدينة، مما يحول الزيارة إلى مغامرة مفتوحة في الهواء الطلق.
وغير بعيد في كامبريدج، يقع متحف التاريخ الطبيعي التابع لجامعة هارفارد، وهو مكان يثبت أن العلم يمكن أن يكون ساحرًا مثل الأساطير. فإلى جانب الهياكل العظمية للحيتان والأحافير النادرة، يعرض المتحف مجموعة من “الزهور الزجاجية” المصنوعة يدويًا بدقة متناهية لدرجة تجعل الزائر يشك أنها نباتات حقيقية وليست تحفًا فنية. وبينما يرفع الزائر رأسه ليرى هيكل حوت ضخم يتدلى من السقف، يدرك أن الطبيعة قادرة على أن تكون أكثر إبهارًا من أي عمل فني.
ما يجعل متاحف ماساتشوستس مختلفة ليس فقط محتواها، بل قدرتها على الجمع بين الترفيه والمعرفة والدهشة في آن واحد. فكل متحف هنا لا يكتفي بعرض الماضي، بل يرويه كما لو كان يحدث الآن — سواء من خلال قرية تاريخية تنبض بالحياة، أو سفينة قراصنة تعود من الأعماق، أو محرك بخاري لا يزال يدقّ بصوت الزمن. إنها ولاية تتعامل مع التاريخ ليس كأرشيف محفوظ خلف الزجاج، بل كحكاية تُروى بشغف لكل من يمرّ بها. فإذا كنت تبحث عن رحلة ثقافية لا تشبه الجولات التقليدية، فاجعل هذه المتاحف الاثني عشر على خط سيرك القادم، واستعد لأن تعود منها بحقيبة مليئة بالقصص لا بالهدايا التذكارية.